Wednesday, November 14, 2007

صديقي مغرم بزوجتي ــ رواية قصيرة

صديقي مغرم بزوجتي


رواية قصيرة


بقلم : جمال السائح


( 1 )

مضت على زواجنا حدود التسع سنوات
كنا ولا زلنا يفهم احدنا الاخر جدا
كانت تعلم ان الحياة تشتمل على مغريات كثيرة
بحيث لها ان تغري اتقى الرجال واخلصهم
وكنت انا الاخر اعلم ان الحياة تشتمل على اغراءات اكثر
بامكانها ان تغري ايضا اتقى النساء واخلصهن
لكن هذا لم يكن له اي اثر على حياتنا اليومية
ولا حتى على احتكاكاتنا المختلفة مع الاخرين
سيما منها التي كنا فيها معا
جنبا الى جنب

( 2 )

كان من عادتها ان تقبّل اصدقاءها
وربما احتضنت من تودهم
وهم معها يفعلون مثل هذا الامر
دون ان يصدر مني اي ردّ فعل
وكنت انا الاخر
اقبل صديقاتي امامها
وربما صديقاتها نفسها
واحتضنهن ايضا
لقد كنت افعل ذلك
حتى مع جارتي
حين كانت المناسبة تستدعي مثل هذا
ومع الغالبية منهن
سواء كنّ متزوجات او لا

( 3 )

لكن ، وفي ذات يوم
شعرت ان احد اصدقائي الحميميين ..
يود زوجتي اكثر من المعتاد
بل فوق العادة !
هي الاخرى بدأت تشعر
بمثل هذا الامر
لكنها لم تبد اي ردود فعل
بل كانت تتصرف كما لو كان الامر
عاديا وطبيعيا
بل كانت غير آبهة ابدا
لانها ما كانت تأبه لمثل هذه العناية
ولانها كانت تعتاد
مثل تلك النظرات والاهتمام
ليس منه وحسب
بل من الجميع
لانها كانت موضع عنايتهم
شاؤوا ام ابوا
فكانت تشتمل على ما يجذب الجميع اليها
حتى اولئك الذين لا تعرفهم
ولا يعرفونها !
ولقد كانت تعتاد سماع كلمات كثيرة
تشتمل على كل تجميل وثناء
تصدر من اصدقاء لها ولي
ثم انها في هذه المرة
ربما كانت حازت على اعجاب صاحبي هذا
ولاكثر مما يمكن ان تحوزعليه لدى الاخرين
وكان هو معجبا بها حقا
رغم انه كان يتردد عندي في البيت
في الماضي وفيما سبق من اوقات
ولطالما اعرب لي عن حسن حظي
لِما اولاني الله اياه
ولما حباني به من عنايته ..
التي كان قرنني بها
وهي ما كانت تمتعض ابدا
وانا الاخر
كنت اشاطرها الحس
وافعل نفس الشيء
فأعرب لها عن نفس ردود الفعل
لكننا كلينا لم نكن نحب التطفل
اكثر من اللازم
لان الحرية متى ما شذّت عن حدودها
ودخلت مساحات الاكراه
اصبحت على غير ما ترومه لها
جلّ مبادئها

( 4 )

سافر وعاد
وسافر وعاد
وسافر وعاد ثالثة
اقصد صديقي وائل
نعم ! ولقد نسيت ان اخبركم باسمي
فان اسمي هو علاء
وكان اسمها ريتا
اجل !
فلقد كان اسم زوجتي ريتا !
ثم كان لنا حفل في البيت
نقيمه في الاسبوع مرة
او مرتين او اكثر
وربما كنا نؤسس له باحصائية
أقل من هذه النسبة
كنا نعتاد ان نراقص زوجات الاخرين
وكانوا يعتادون ان يراقصوا زوجتي
لكن هذه المرة اطال وائل رقصته معها !

( 5 )

لم اكن معقدا
ولا محتكرا للحريات في دائرتي الشخصية ابدا
كنت انا وهي
انسانين متحررين جدا
وللغاية ..
وكنت اثق بصاحبي
وهو الاخر
لكني كنت احتاط للامور دائما
فلا يفوتني شيء منها ابدا
فربما حدوت طريقا
استثمرها في خلاله
او اتوقف عند بعض الامر
دون الاعراب عن اي تحفظ
او اعمل على ايقاف تنفيذه
والعمل به !
ثم اني نسيت ان اخبركم
ان صاحبي هذا ، لم يكن متأهلا
اقصد لم يكن متزوجا
لكنه كان صريحا للغاية
وكان مرحا
وكان الجميع يحبه
ويألف مداخلاته الفكهة
سيما المشاغبة منها !

( 6 )

مارست الحب مع ..
مع نساء غيري
كن يعرضن علي فعله
فكنت ارضخ
وكنت مرات كثيرة انا الذي اعرضه
فكن يرفضن
لكنهن يعدن ويتخاذلن امام رغبتي
بل امام اذعانهن لي

( 7 )

لكني كنت اسألهن
انا لا افعل الا اذا اطمأن ازواجكم الى انكن تفعلن مثله
ومعي انا بالذات
مع اني كنت اعلم انهن يفعلنه مع اخرين
لكنهن كن يرجعن بالقول لي
نحن متفقات مع ازواجنا
هم يعرفون ما نعرض له وما نرومه
وكل ما نفعله
لانهم هم كذلك يفعلون
ولكننا نخالط بشرط عدم الحبَل
لانه وقتها سيكون عقدة الزوجية الاساس
ونحن لا نشاء لمثله ان يحصل قط
وسيكون مثله خلاف الفضيلة او الشرع ..

( 8 )

بعد اشهر
قالت لي زوجتي
ان وائل كان قد اخبرها بالامس
انه يحبها
وانه يود تقاسمها معي !
لكنها رفضت
وقبلت
رفضت التقاسم
وقبلت ان تمارس الحب معه ..
ريثما تسترخص مني

( 9 )

لم يكن بيننا اي رخصة
لانها كانت قائمة
لكن لما كان الامر يتعلق بوائل
ارادت ان تعلن لي عن رأيي ..
وقتها قلت لها : لا
لان وائل قد انقلب شخصا اخر
لا افهمه
فانا لا اجيز لك ان تفعلي مع أي كان
لا اسمح
لكن
لو كانت رغبتك فلك ما تشائين
حينها اذعنت
ورضيت بقولي

( 10 )

لكنها بعد ايام جاءتني وقالت لي
مارست الحب معه في الامس
لم اجبها
ولم ارد عليها
كنت منشغلا
فتظاهرت بمثله
ثم قالت
لكنه لا يفوقك
انك اروع
رفعت بصري اليها
ابتسمت قليلا
ثم عدت اواصل عملي

( 11 )

لكني كنت ممتعضا
ليس لان وائل ربما خان صحبتي
فليس بيننا مثل هذا الكلام
لاننا متفقون
وهو يعلم انها لا تفعل الا اذا كنت راضيا
وهو يعلم مسبقا حجم الرضا الذي اوليه لها
او مقدار الحريات الذي اوفره لها
فلم يكن في الامر اي خيانة
لكني امتعضت لانه لم يكن لديه زوجة
لانه لو كان كنت راجعتها
ولكنت وقتها استذوق عسيلتها واثبت لها
من اكون !

( 12 )

بعد سنة
كنت قد اقنعت وائل بالزواج من امرأة مطلقة
كانت على جانب من الثراء الواسع والجمال النضر معا
والله يشهد اني كنت مارست الحب معها مرارا
لكني افصحت لوائل عن ذلك
وأكدت له ان حرارتها تفوق حرارة زوجتي
لاني كنت جربتها
وكنت قضيت معها ليال طوالا ملاح
ابتسم هو الاخر مثلما كنت افعل
وصادق على زواجه منها

( 13 )

بعد اكثر من شهرين
كنا نتعامل مع وائل بشكل زوجي
يعني لم يعد وائل نكرة
انما اصبح معرفة
لانه اضيف الى اسمه عدة نقاط
كلما ذكر اسم حرمه
او عقيلته
لانها تضاف اليه
فهي حرم وائل وزوجة وائل وعقيلة وائل
لكنه مع ذلك
لم ينقطع عن ممارسة الحب مع زوجتي
وانا الاخر وقتها
لم اكن اتنازل عن قضاء احلى الاوقات مع امرأته !

( 14 )

بعد ايام
كان تأكد لدينا ان الحياة الاجتماعية تزخر بجماليات اكبر
ربما لا نتخيلها دائما
لكن بوسعها ان تملأ علينا الحياة بهجة وبهاء
كنا نتشارك في فعل الحب
اقصد كنا نفعله مشاركة
هو يأتي مع زوجته
وانا الاخر اكون برفقة امرأتي
نتعاون عليهما معا
وهما كذلك يفعلان
في غرفة واحدة
فنصح وقتها اربعة
هو وانا
وامرأته وامرأتي
كلنا معا
نفعل الحب من دون اي حساسية
داومنا على هذا الامر سنوات
احسسنا بروعته

( 15 )

اصدقكم الامر
اني وزوجتي كنا نفعل مثل هذا الامر من قبل
مع كثيرات کنت اصنع هذا الامر
وهي الاخرى تصنعه مع ازواجهن
ومرات مع زوجاتهم
لكن لما كان وائل اعزب
لم اكن اود ان يشاركني وحده في زوجتي
ولا اشاركه انا في زوجته
فكنت ادعو عوائل من نثق بتحضرهم
وخلقهم ودماثته
وطيبتهم وعدم تورطهم بامراض سارية
فضلا عن نقاوتهم من الاخباث والحقد والضغينة واللؤم
فكنت ادعوهم
كما كانوا هم يفعلون معنا !

( 16 )

لكن وائل وبعد سنتين
كان انفصل عن زوجته
لكني لم انفصل عنها
وظللت ادعوها لوحدها الى غرفتنا
انا وزوجتي
كانت زوجتي ترحب بها
وانا الاخر
لكنها قالت حينما كان وائل اعزب
لم ترغب بدعوة نكرة الى غرفتك
والان هذه نكرة
قلت لها انها امرأة
والمرأة كلون الطماطم
يمكن اضافتها الى كل لون من الوان الاطعمة
اما وائل فلا !

( 17 )

لكن امرأتي اصبحت تنشغل بزوجة وائل
اه
نسيت ان اخبركم اسمها
كان اسمها كاميليا
كم احببت اسمها
لكني
واعود الى حديثي
اصبحت امام منافس جديد
هو الاخر يتوخى التنائي عني
زوجتي نفسها
انقلبت تنافسني على كاميليا
وهي الاخرى صارت تتهرب مني
لكني لم ارضخ
وصرت ثالثهما بالضرورة ومن جديد
حتى اعتادتا علي
وغديتا لا تقدران على فعل الحب من دوني

( 18 )

وفي يوم من الايام
تفاجأنا بوائل يعود الينا من جديد
قال انه لم يستطع الحياة بدون كاميليا
يقصد زوجته كاميليا
لذا عاد اليها
وهو كان يعرف اين يجدها
وبالفعل هو لم يخطئ الطريق
حينما جاءنا مباشرة الى بيتنا
لكني كنت اعلم انه كاذب
لانه لم يحن الى زوجته
بل كان يحن الى زوجتي انا
ريتا !

.............................................
تمت الرواية بعون الله تعالى
مع تحيات جمال السائح
الاحد من شهر آذار
2006-03-11
......................................................................................................ز
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh
www.arab-ewriters.com/jamal2
jamalalsaieh.jeeran.com
jamalalsaieh.maktoobblog.com
jamalalsaieh.ektob.com

No comments: