Wednesday, November 14, 2007

زوجي للبيع ــ رواية قصيرة

زوجي للبيع


رواية قصيرة من تأليف
جمال السائح










( 1 )

ناشطة يقال عني
متحذلقة يقول هو عني
هكذا كان يعبر عني زوجي
الا اني ما كنت ارى نفسي سوى امرأة مهذبة
تعمل ما في وسعها للاحتفاظ بزوجها وحبيبها
لكني اكتشفت انه يخونني
اجل يخونني في نساء اخريات
يعشق النساء كثيرا ، ويقيم علاقات متعددة الاغراض معهن ..
تنطلق عاطفيا وجنسيا وصولا الى ارتباط منقطع النظير لا يعرف التراجع ..
لكني لم اكن ارى حرصه عليهن الا شكلا من اشكال التهور الذي لا يجّاوز حدود الكلام واللفظ المستباح من قبله

( 2 )

غير ان حقائق جديدة تكشفت لي بعدئذ
انه يختانني ويختان حبنا
لقد مارس الحب معهن
وانه ليمارسه والى حد الان مع من يشتهي منهن
لا تقف امامه اية واحدة
وان تفعل ، فانه ما كان ليكون الا مهذبا ظريفا ، لانه ما كان ليتجاوز حدود الاخلاق والتهذيب أبدا ، فيتركها كما تشاء ، ثم يدعها ..
وان كان لها ان تذعن له ، فما كان الا ان يستجيب لعواطفه وغرائزه ..
حتى لو كانت فتاة ذات الاربع عشرة عاما او العشرة أعوام او امرأة لها خمس وخمسين عاما ايضا ..
يكابر بنفسه لكنه يخضع لهن بالقول والفعل
يطاوع قلبه ولذاته لدرجة انه لا يمكنه ان يقف مكتوف اليدين امام اية فرصة تخطر بباله او تعترض سبيله ، بل انه كان قد اصبح ولعه في التفتيش عن الفرص لنيل احسنها

( 3 )

لم اكن اخاله كذلك
حتى اكتشفته مع هيفاء الموظفة معه في الدائرة
مع سناء التي تتعامل معها دائرته
مع امرأة مسترجلة وصلت حديثاً الى الحي الذي نسكن فيه الان
مع صفاء عارضة ازياء في احدى دور الازياء
مع إنعام تعمل في المتحف ، جاءت من احدى البلدان العربية في دورة في علم الاثار
مع ليلى بائعة في مطعم ، أرمل
مع لميعة محامية في سنتها الاولى في ممارسة مهنة المحاماة
مع مديحة شاعرة تهوى العزف على القيثارة
مع بلقيس مديرة مدرسة ثانوية ، مطلّقة
مع إباء موظفة في السفارة البلجيكية
مع وداد مطربة محلية
مع افتخار ، فتاة ريفية تدرس في الجامعة في السنة الثالثة ، كلية العلوم
مع انتصار صحفية شهيرة
مع شذى مهندسة في شركة الانشاءات
مع روعة طبيبة نسائية ، اصلها تركي
مع دعاء مندوبة عن احدى الجمعيات الخيرية
مع وصال تعمل في احدى الصيدليات بائعة للادوية ، لها ارتباطات مشكوكة
مع تحية تعمل كبائعة للهوى ، تمتهن عمل الحب
مع امرأة فقيرة تدعى نورا ، ولقد ظل ينفق عليها ولفترة طويلة
مع تماضر موظفة حسابات في المصرف العقاري

( 4 )

لا احد يصدق ما اقول
يقول اهله اني افتري عليه وانه لا يمكنه ان يصادق كل هؤلاء النساء
وانا اقول اني ما احصيت الا ظاهرا من القول
وما خفي من عددهن واشكالهن وجنسياتهن كان اعظم عددا

( 5 )

هو ليس بالثري ولكنه ربما كان موسورا اكثر من غيره
كيف له ان يتصيد كل هذه الفرص وغيره لا يمكنه ان يقتنص ولا حتى واحدة منها
ربما كان لغيره ان يسترق مثل هذه الفرص من مكاتب لبيع الحب
وربما كان لمثل هذا الغير ان يمارس فعل الحب اكثر منه ، ولكن ليس على مثل هذا المستوى في ظل فترة زمنية مكثفة ...

( 6 )

اهله يحدثون ان كان صدق كل الذي قلته ، فان كل الرجال يفعلون ما فعل
لا احد منهم ـ الا القليل ـ من غير المغضوب عليهم
خاصة وان ممارسة الحب بالنسبة لأي امرأة تعتبر جزءا من خصوصياتها وحقوقها الشرعية والقانونية ، وما هي الا رياضة فيزيائية ، يتفنن الانسان ـ سواء كان امرأة او رجلا ـ ومن خلالها ، في التعبير عن هواياته الذاتية واحاسيسه الخاصة ، النفسية منها والجسدية !
ليس لاحد أن يمنع الرجل من ممارسة الجنس
وليس لاحد ان يمنع المرأة من ممارسة الجنس
وعندها
قلت لابيه :
ـ سامارس الجنس انا الاخرى مع من احب
فسكت ولم يحر جوابا !

( 7 )

اخته تساندني ..
باعتبارها امرأة قد جربت الحب والغيرة
وهي بالفعل متحفظة بعض الشيء
تختلف عن بقية افراد اسرتها بعض الشيء
لكنها ومع هذا كله قالت لي يوما ما وبالحرف الواحد
ـ دعيه على هواه ، فوالله ما صفا لامرأة رجل الا اذا كانت تركته على هواه ، لانه يغالب هواه ثم يعود اليها ، حينما لا يحس ان نكدا ما هو في انتظاره ، واين .. في بيته الذي ينبغي ان يستشعر فيه كل هدوء وراحة ..
ثم استدركت :
ـ وما يريد ان يفعل ..
ليتزوج ثانية وثالثة
فلطالما كنت قانعة بمروءته ، متأكدة من اهتمامه بمسؤولياته ، قائما بها على خير ما يرام ، لا يتطاول عليك ولا يقصر بحقوقك وحقوق اولادك ..
فما يضرك بعدها ان ترينه يتقلب بين النساء ، ويمارس حريته الشخصية كما يشاء ، لان ضميره ما زال عالقا بين يديك ، بل قلبه ما زال يتدلى بين رسغيك !

( 8 )

كانت لي صديقة تدعى رائدة ، تعمل في صالونات التجميل ، كاختصاصية فنية في هذا المضمار ، كنت بين يديها تصنع لي ما تفرضه عليها واجبها المهني .. بعد ان ازالت الشعر المجتمع فوق عانتي والممتد الى فتحة الشرج ..
قالت لي وهي تجيب على تساؤلاتي :
ـ انا لا اعتقد ان الحب في زمن الزوجية امر سيء ..
لانه لا يمكن للحياة الاُسَرية ان تلزم المرء بقيود لم تعهدها في نفسها نفس قوانين الحرية الاُسَرية .. العامة والخاصة
ثمة حدود حمراء ، نحن نحاول صنعها تقع في داخل الدوائر الحمر الاصلية ..
ربما لا يعتقد البعض بها نوعاً من انواع الخيانة
قلت لها :
ـ وكيف لا تحسبينها كذلك ؟
ـ ان الخيانة شيء اخر ..
سألتها :
ـ وما هو بنظرك ؟
اجابت :
ـ الخيانة هي ان يخلف الرجل وعده الذي قطعه على نفسه لامرأته الا اضطرارا
وما سواه ما كان يتعدى الا ان يكون امورا شخصية وغايات داخلية
إن لم اقل معاني انسانية ومقاصد اجتماعية تتحرك بفعل بواعث ارادية ودوافع ذاتية
والمرء متمكن من نفسه ، مسلط على ذاته ، فكيف لنا ان نمنعه من مداراتهما ؟ !
انها جزء من حياة الانسان العملية ..
ـ او تقولين جزءا من حياته العملية ، انك بذلك تبررين طيش الرجل !
تأملتني ثم قالت :
ـ لا ، لكني ارصد لك معاني لم تتضح لك حقيقة ..
لان ثمة عواطف لها ان تتحرك في اطار الحدود الشخصية
ولها ان تتنقل بنفس الخصوصيات المعقدة لكل شخص ..
فالبعض لا يعتقد ان الحياة الزوجية بامكانها ان تحد من رقعة تحركه في هذا النطاق ، والبعض الاخر يعتبرها محقة في اعتراضها لأي سبيل له في هذا المجال !
ـ كيف ؟
قالت :
ـ لو عرضتُ الان عليك شيئا من الحب ، هل كان زوجك يمانع .. يعني هل تحسين انه يسؤه مثل هذا ، لو كان علم بحدوثه ..
قلتُ متجاوزة حدود الموضوع :
ـ ولو شئت ان امارس الحب مع رجل اخر ، فهل ترين للزوج ان يحد من نائرة شهوتي ، لو اردت لها ان تتحرك وفق ما اشاء ..
مردفة :
ـ تقصدين انك في حال اشتهيت اداء فعل الحب مع احد من الرجال غيره ..
ثم مستدركة انا هذه المرة :
ـ وربما احببت غيره واردت مواقعته ..
عندها نظرت اليّ نظرات رقيقة وقالت :
ـ ادرك ما تعانين ، لكن لا تدعي نفسك تجنح الى اشياء لا ترغب بالقيام بها . . اشياء لا يكون منتهى الغرض منها الا ان تغيضي حبيبك كي يستدل على قبح ما يقوم به ، لان هذا ما كان اصبح الا قدوة لافعالك .. حيث صرت تنحين منحاه وتنتهجين منهجه !
ثم :
ـ يا امرأة .. تذكري ان المرأة تبقى غير الرجل ..
فقلت :
ـ اذن ، فانت تقرين وتعترفين بانهم .. اقصد الرجال يتمتعون بميزات تفوق ما نتمتع به نحن معاشر النساء ..
فقالت :
ـ ربما كان لصالحنا بعض الشيء .. لانهم يحتملون ـ نسبيا ـ ان يلفوا فتياتهم يفكرن بسواهم .. لكننا لا نحتمل ان نرى مَن نعاشر مِن الرجال يغشى سوانا ويخالط غيرنا حتى لو كان عشيقا وليس زوجا ..

( 9 )

فكرت يوما بان ازوره في محل عمله ، فلربما استهويته اكثر من اي مرة ، ربما انقلبت كواحدة من عشيقاته ، ليصير يهواني اكثر ولا يفكر بامرأة غيري ..
لكني استقبحت الفكرة واستهجنتها .. بل اني وجدتها غبية باهتة وللغاية ..
لاني اولا .. لا اقارن نفسي بحبيباته ولا عشيقاته ، لانه لا مجال ثمة للمقارنة بيني وبينهن!
ولاني ثانيا ، لا احسن اغواء الرجال ، فكيف احاول اغواء رجلا يعترف بانه قد تمكن مني ومن جسدي عشرات المرات ، ذلك ان الاغواء يحدث في الغالب عندما يكون جدة وحداثة في الموقف ، فضلا عن توافر لبعض العناصر من مثل عنصر المفاجأة والبقاء في حدود الرسميات اول باول .. ثم انتهاكها تباعا ، وتجاوزها !
وثالثا ، فان هذا سوف لا يغير من الامر شيئا ، لانه لو كان له ان يفعل ، لكان له ان يتوقف عن الحب والهيام حين يلتقي باحداهن لا ان يزيده كل لقاء وعشق جديد بالبحث عن حب اخر وعمر جديد يعيشه بين احضانها .. هه ، فلربما كنت جزء من مقبلات تزيده شهية لنساء غيري .. وانا لا اصطبر على مثل هذه الاغراض ، ولا ان اكون وسيلة لتحقيق اهداف اخرين .. الا في حال الضرورة !
كما ان رابع الامر ، هو اني ساظهر في مظهر المتكالبة على زوجها ، والخائفة عليه ، من اللائي تتملكهن مشاعر الغيرة ، وهذا سيحاول ان يشعره باعتزاز ليس في محله ، وغرور متعال ، بل بمكانة لا انزله اياها ..
في حين ساكون انا بمنزلة من توجهت تمتار من زوجها الحب امام انظار الناس كما التي تقصد حانوت بعلها كي تتبضع وبوسعه ان يرسل اليها ما تحتاجه ، او ان يأتيها به هو وبنفسه حينما يعود الى البيت . . ولا يحدث مثل هذا الا في بعض الحالات التي تحاول المرأة ان تستطلع عمل زوجها وتفاخر بمهنته وتباهي بممتلكاته .. ثم تنتقي ما تشاء من اسواقه كي تصطحبه معها ، فضلا عن ان لمثله ان يحصل كثيرا ، لانه وفي كثير من الاحيان يستعصي على الرجل ان يحصي لامرأته ما يختزن او يعرض في دكانه من سلع وبضائع ... لهذا تقصده كي تطلع هي وبنفسها على ما يبسط امام الانظار ، فتتعرف بكلية على اشيائه بالتمام والكمال .. وكذلك ، لغاية في نفس يعقوب قضاها !
الا اني في النهاية تطاولت على سلسلة هذه الانتقادات والسلبيات المطولة والتي كنت وجهتها الى محاولتي لزيارة بعلي في محل عمله .. والتعرف على شخصيته العملية التي يمتلكها في دائرته .. بالرغم من اني كنت فعلت مثل هذا مرارا ، ولكن لم يكن له ان يتحدد بمثل هذا الشأن الذي له ان يتحدد في اليوم ..

( 10 )

ما كنت لاتفق على الذهاب اليه لرؤيته ثمت ، الا لاني لم اجد محيصا من القيام بها ، ولا مناصا من تجاهل كل توسلاتي الداخلية لردعي .. ولم تكن كل تلك العراقيل التي كنت وضعتها حيال ناظري بالتي تحسن بدفعي وثنيي عن محاولتي هذه ..
كما استذكرت مواهبي ومن قبل ان اضع قدمي خارج بيتي ـ ولا ادري وقتها لِمَ كنت استشعر وقتها بمثل هذا الاحساس ـ باني لم اقصر يوما من الايام بحبي له ، ولا كنت تمنعت عليه جنسيا ، بل كنت مطواعة جدا في هذا المضمار ، والسباقة في عرضي لقواي ومفاتني عليه كل ما شاءت الفرص .. بل حتى من دون مناسبات ولا فرص ، فاني كنت رهن اشارته وطوع امره في هذا الشأن الا اذا كنت اشعر بوعكة صحية على الصعيد البدني او النفسي .. او لم تساندني اي رغبة أبدا بفعل الحب .. فكنت اعتذر له وأعده بما يمكن ان يجبر خاطره ..
لكن رغبة غريزية استدعتني للاطمئنان على زوجي اكثر
لم اخبره بما ازمع القيام به
ثم تركت البيت ميممة وجهتي صوب محل عمل زوجي العزيز ..

( 11 )

لم افاجئه ، هكذا شعرت به ، بل كذلك عهدته ايام كنت اتردد عليه ، خاصة حينما يكون لي عمل في خارج البيت ، فاعرج عليه وانا في طريقي الى السوق او عائدة الى البيت ..
سلمت على زملائه وكان يعرفني بهم من جديد ، وذلك لنأي اخر مرة كنت زرته فيها في الدائرة عن اليوم ..
وبالطبع ، فانه لم يكن يعرفهم الي كما لو كنت اطأ غرفته ثمت ، ولأول مرة .. ولكن من باب التفكه والاستظراف .. فأراد ان يخيم على الاجواء شيء من اللطافة والدعابة ..
وفجأة ، طرأت في رأسي فكرة .. لم احتمل السكوت عن البوح بها ، واذا بلساني يطالب صديقيه الذين يشتركون في اشغال غرفته بان يغادرا لزمن محدود ، لاني اريد الحديث الى زوجي بموضوع خاص وملح للغاية .. مع انه لو كان له مكتب خاص به ولوحده ، لكان الامر يروقني اكثر ..
العظيم في الامر ، انه لم يستقبح ما طالبت به صديقيه ومن دون اذن مسبّق منه ، او شيء من هذا القبيل كأن أستدعيه ليطلب منهما المغادرة فاختلي به ..
وفي لحظات كنت جالسة بين ذراعيه ، بعد ان اوصدت باب الغرفة . . والمثير في الامر انه تقبّل الحال كما لو كان امراً طبيعيا ، بل انه تلقاه بكل اعتزاز وشهية .. خاصة بعد ان قلت له :
ـ كنت اشتهيتك وانا في البيت ، حتى غالبتني الرغبة بالمشاركة ، فلم اقو على كبح لوعتي فأتيتك ..
فما كان منه الا ان عانقني وجعل يمارس الحب معي بكل وضوح .. بعد ان تركني اداعبه وتركته يفعل مثله هو الاخر .. حتى استرسل في العض على حلمتي ثدياي ودعك ما كان استخذل بين ساقي بعد ان كان يستأسد .. حتى وجدته يقعدني منه مقعد الفعل الى ان انتهينا من هذياننا المشترك .. وقد كان عبّ كل احدنا من الاخر عسيلته وبسعادة بالغة ! لم اكن احس بها تتفاعل في وقتها الا تحت ضغط هائل من الشبق غير الراعي لقواعد اللعبة في الخوف من الطرق على الباب او التلصص علينا من ثقبه او سماع شيء من تنهيدة المواقعة او اهات الدلع التي تنطلق من حرارة الموقف في مثل هذه الحالات ..

( 12 )

خرجت من عنده ، وانا كنت قد أعددتُ وللتو في ذهني صفقة للتخلي عنه نهائيا .. اقصد للتخلي عن زوجي والى الابد ، ولبيعه لأول من تطالبني به ، مع كل ما غمرني به قبل قليل .. من لذة واستمتاع جنسيين ، والذي لم تكن لحظاتها قد تصرمت بعد وبالكامل .. !
الان علمتُ كيف انه لا يبرح يفكر بالنساء .. ابدا !
وان قضية المرأة لديه لا تجّاوز حدود القضية الحياتية الملحة في عيشه
بالرغم من ان لها ان تتمثل عرضية في بعض الحالات
فان كانت كان هو الاسد في نزاله معها
وان لم تكن كان صيادا يلبث في مكمنه وان لم يكن يشعر طريدته بفأس نجواه
وهذا هو السرّ في كنه قدرته ، اذ انه لا يحاول ان يفسر لاحد مجمل نظراته ، ولا ان يوقع في نفس اي احد ما يرمي اليه ، بل له القدرة على التمويه عن نواياه .. وليشعر فريسته وبالكامل انه عازف عنها ، مجاف لها ، نابذ لأي وجه من اوجه التعاطي معها .. بينما لا يعبر في الحقيقة الا عن اسد رابض في داخله ، يلجمه بصبر رهيب ، ومماحكة نافذة !
في حين اني تبينت فيه اكثر من هذا ..
وهو لا ابالية متعجرفة ..
سرعان ما تنماث ملوحتها في مياه عذبة
حتى يصبح شروده عن الحب وفعله ـ والماثل للعيان كصفة رائجة فيه ، ناشئة ربما عن تطبع سائد فيه .. ورغبات قابعة في دفائنه !
يصبح سرورا لاهبا وتنازلا مجحفا بكل ثقله الشخصي عن كل ما عهده به الاخرون
وظنوه فيه معيارا للسلوك الملحف بتوازنه ولأكثر من المعتاد ..
والذي له ان يُلحَظ عبر كل الابصار والاذهان ..

( 13 )

غير اني وان كنت عرضته للبيع واعلمت بعضا من صديقاتي برأيي في التخلي عنه .. واتصلت بكثيرات من صويحباته ، ممن كان الحصول على ارقام هواتفهن امرا ابسط من الحصول على أي رقم هاتف اخر ..
لأن ارقامهن كان قد دوّنهن في دفتر الهاتف الملقى الى جانب سماعته في نفس بيتنا ..
فاني وان كنت عرضت التخلي عنه الا اني داومت على زيارته في مكتبه واستغلال اي فرصة اختلاء به وممارسة الحب معه ثمت
رغم اني شعرت بان من حوله من الموظفين شعروا بمقاصدي ونواياي النارية فضلا عما اقوم به هناك وازاوله معه .. واني امرأة لا تجهل مراد بعلها ظنا منهم اني احاول ان اشغله عن الانشغال باي واحدة اخرى ..
الا انه هو نفسه لم يأبه لهم ، ولم ينوّه لي بأي حظر من الترداد عليه في وظيفته ..

( 14 )

ولكن بعد صبر تليد ، لم تصلني فيه اي موافقات ولا من اي امرأة تعرفه ويعرفها ـ على شرائه .. مع ان الطريف في الامر اني كنتُ قد اعلمته وفيما بعد باني حقا عرضته للبيع املا مني في التخلص منه ..
لكنه قال انك تودين الخلاص من شغفك المجنون بي
قالها بتفكه .. ومزاح
ولو قالها جادا لركلته بين فخذيه
نعم ..
فبعد صبر تليد
قررت ان اعرض بيعه في سوق غريبة
في سوق لم يعرفونه فيها
كذلك ، لم يكن الامر باحسن من سابقه
ولم يجد فتيلا
والاجمل انهن لم يستغربن الامر
بل احسسن بعمق الوعي النابع عن مراس وتجربة اكيدين

( 15 )

اعترف بانه كانت وصلتني عدة طلبات من هاتيك النساء الجدد
ولكنها جميعا كانت تشتمل على طلبات استعارة
وكان يستخبرني كل يوم عن عدد المعروض عليهن من النساء واسمائهن
فكنت امتنع عن اعلامه باسماء وعناوين تلكم الجديدات
غير انه استغباني ..
وصار يستحثني محاولة منه انه سيسهم في التأثير عليهن لشرائه
فمنحته كل ما عندي من قوائم
بالرغم من انه كان بمستطاعه ان يتلصص عليهن ويستكشف ارقامهن
الا انه لم يفعل ..
اكراما مني ونزولا عند رغبتي في عدم سماحي له بالاطلاع على قوائمهن

( 16 )

اخيرا ، وبعد ان تأكد لي عدم وصول اي طلبات تنص على رغبة بابتياعه
عزمت انا وبنفسي على التقدم الى شرائه وحيازته
لذا ، قررت التنازل ومن اليوم عن فكرة عرضه للبيع
والفوز به
لكني تذكرت انه كان وما يزال في حوزتي

( 17 )

غير اني بحثتُ عنه فلم اجده
وظللتُ من يومها وانا اجدّ في البحث عنه في كل الاماكن
وفي كل المفاوز
ولقد سألت ابوه واهليه فلم اجد في لحاظهم الا استغرابا بما اقول
بل تلبستهم دهشة لمثل مدعاي
وكيف لواحدة مثلي ان تتجنى عليهم
وتضيف الى قائمة اسرتهم شخص ما عرفوه ابدا
ولا رأوه في اي يوم من قبل
ولما اردت دعم كلامي واثبات دعواي لم اجد له اي رسم ولا سيرة في بيتي
حتى اضطررت بعدها ان استفسر عنه من دائرته نفسها ، ومديره ومجمل اصدقائه من الموظفين
كلهم اعرب عن جهله بمثل هذا الاسم وان يكون مدرجا في قائمة الكادر العامل في تلك الدائرة التي كنت اعهده يعمل فيها ونفسي تتردد اليها
كما اني الححت على كل تلك السيدات اللائي كن يعشقنه ولا زلن يفعلن ..
ان يعلمنني بعنوانه او محل سكناه الجديد
او يخبرنني ولو بالشيء اليسير عما يعرفنه من مصيره ..
او ما اطلعن عليه ـ وفي اقل التقادير ـ من سرّه
او حتى ما حلّ به
لكنهن اعربن عن اسفهن في مساعدتي

( 18 )

ولما اصررت عليهن
اقسمن انهن يجهلن الرجل ، ولا يعرفنه ، ولم يسمعن باسمه من قبل
حتى صرخت بالجميع
ـ فان حل به مكروه .. رجاء اخبروني ، لم اعد احتمل غيابه ، ولي توق الى احتمال حتى خبر نعيه ، لكن لا تدعوني كذلك ..
فانا اشبه بانسانة عادت تعيش في غيابة الجبّ بعد ان كانت تقطن قمم الجبال ..

( 19 )

الا اني حينما الححت عليهم جميعا
لم اجد من جواب يبل نجواي
لانه ما كان من احد يستهل الاصغاء الى صوتي سواي
وكنت لوحدي في غرفتي
استعرض صورا لعائلتي
واذا بي امام صورته
وكان قد كتب تحتها
كبير العائلة والجد الاعلى للاسرة
الا اني تبينت امرأة شابة الى جانبه
كانت تقف كالمدهوشة من تطلعي اليها
لأنها كانت تشبهني تماما

جمال السائح
Almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh

No comments: