Wednesday, November 14, 2007

قطط من نار او قطط تلتهم النيران ــ رواية قصيرة



قطط من نار

او قطط تلتهم النيران

رواية قصيرة


( 1 )

لم اكن ارغب في السفر كثيرا
لكني كنت ارى نفسي مهتما به كثيرا
ربما اكثر من غيري
ربما اكثر من المعتاد لدى الاخرين
وكان عملي يتطلب مني كذلك
وان اكون بين الاونة والاخرى
ضيفا على مكان دون اخر
او ان احل في بلد هكذا
دون البلد الاخر
لكني وبمرور الوقت
كنت قد اعتدت هذه الحياة
الا هي

( 2 )

هي لم تعتد حياتي ابدا
بل كانت تحاول ان تثبت جدوى العكس
عكس تصوراتي ومتضادات حياتي العملية
حيال الاسفار والرحلات
اجل كأسفار ورحلات رجال الاعمال
لكني لست رجل اعمال محترف
غير اني ساكون كذلك
لو زاولت الترحال والسفر اكثر
لو كان لرؤوس اموالي ان تتضاعف
نعم فسيكون لي ان اغمر من حولي
بما يشغلهم اكثر من اليوم
مع اني وفي الوقت الحاضر افعل
وافعل مثل ذلك
لكن ليس كما يفعله اصحاب الملايين

( 3 )

وحينما كنت اعود من كل سفر
كنت اراها في زي اخر
كانت تحاول ان تبدو لي بمظهر جديد
كنت اراها ملتهبة
تتشظى وتتلوى من شدة الوهج الدنيوي
كانت تحاول ان تثبت حبها لي
وانها لم تعد تحتمل
ولو واصلت السفر هكذا
فستنقلب في يوم من الايام
الى شخص اخر
لا يمكنني التعرف اليها ومن خلاله بسهولة
وبذلك سيكون لزاما علي في وقتها
ان ابكي طللها او اشكو فراقها الى من حولي
لاني حقا ساكون قد افتقدتها

( 4 )

اخر مرة عدت فيها
فتحت باب شقتنا الكبيرة
كانت تحتل موقعا شامخا
وهادئا بشكل نسبي
رغم انها تقع في وسط المدينة
في افخم الاحياء مكانة وسمعة
كان الوقت صباحا
كنت قد وصلت من المطار باكرا
ولم تصل الخادمة الى الشقة بعد
لانها كانت تفد علينا كل صباح
في حدود السابعة
كانت زوجتي نائمة
كنت مضطرا الى ايقاظها
لاني شعرت بشوق غريب اليها
ابتسمت هي
ثم احتضنتها ونمنا سوية

( 5 )

لم نستيقظ حتى الظهيرة
نهضنا معا
ودخلنا الحمام معا
ثم حاولنا محاولات جادة اخرى
اقصد بعد ان كنت مارستها معها في الصباح
لكن عينيها كانتا تبشران بنوع من البشارات
او الاخبار الجديدة غير المتوقعة
كانت نارية حادة الى درجة قوية
لم استطع في خلالها ان اتميز وبدراية
اي نارية كانتا تشتملان عليها
اهي نارية الشوق والشبق
ام نارية المشاريع الصاروخية غير المتوقعة

( 6 )

وحينما جلسنا الى المائدة
نتناول طعام الغداء
لم تكن قد هيأت شيئا لذلك اليوم
فكنت قد تلفنت لاحد المطاعم
بان يرسل الينا افخر اطعمته
ورغم ان الطعام كان شهيا
الا اني لاحظتها على خلاف عادتها
فلم يتمكن من اشغالها بالحديث عن شهيته
وحسن طهي العاملين في ذلك المطعم لافخر الاكلات
فلم تستطع ان تكتم مشاعرها
تلك المشاعر التي اخافتني جدا
والى حد جعلتني انشغل وافكر بها
اكثر من تفكيري بالاستمتاع بلذة الاكل
لكنها لم تنبس بحرف واحد
اقصد بهذا الصدد الذي ظل يقلقني

( 7 )

كنت اعلم
انه طالما شغلها شيء
فانه لا بد وان يكون شيئا مهما
ولا بد ان يحتمل الامر الخطير
لانها لا يمكن ان تعير الاسباب البسيطة اي اهتمام
هكذا عرفتها
وهكذا هي الاخرى كانت قد عرفتني
اهاب كل امر خطير
ولا احتمل الوقوف بوجه مشاريعها الخطيرة
ولا احاول ان اسرد شيئا من تأريخها المشاريعي
لان واحدة من هذه المشاريع
تكفي اللبيب ان يخرج عن افكارها بنتيجة قوية
لا يمكن ان تشوب حكمته
ولا حتى بقيد أنملة

( 8 )

ذات يوم
قالت لي
لقد قررت ان اتزوج
وعندها كنت افكر في كلامها
دون الرد عليها او الاشارة
بعد ايام
قررت الاحتفال
وبالفعل عقدت لذلك مجلس عرس
كانت هي العروس
واجتمع حولها الكثير من اصدقائها وصديقاتها
ولا انسى اني كنت من المدعوين
وطالبتني في وقتها ان ادعو كل صديقاتي
كي يتعرفن اليها اكثر من اي وقت مضى
لانها كانت تحسن خلق وتدبير المفاجآت

( 9 )

ثم انها كانت تجلس على المنصة لوحدها
ولم تكن هناك كرسيا اخر
يمكن ان تتركه لعريسها
ثم نهضت في منتصف الحفل
ودعتني الى الجلوس مكانها
كان الجميع يتطلع اليها بنظرات مشوبة
وايحاءات تحتمل حدوث اشياء غير معقول
وحينما جلست
وثبت اليّ وجلست في حضني
هي وثياب العرس
ثم قالت
الا يحسن ان يكون للعريسين كرسيا واحدا
طالما كان الفراش الذي يضمهما واحدا

( 10 )

بعدها طالبت الحضار
بان يجلس كل رجل على كرسي
فتبقى النساء والبنات واقفات
ثم يخترن اي ذكر من المدعوين
فيثبن الى حضنه
من دون اية دعوة للمشاركة
كان المشروع شيء غير مجد
لانه لم يكن من الضروري وبشكل تام
ان تقنع كلماتها كل الحاضرات
لكني وقفت امام مشهد عجيب
رايت جميع الفتيات كما لو كن ينتظرن اوامرها
فوثبن وثبة واحدة
حتى اقتعدن وفي لحظة واحدة احضان الرجال

( 11 )

ثم اشارت الى الخادمة
وفي لحظة واحدة
كانت الاضواء خامدة
وانقلب لون الحياة من حولي الى سواد
ظلام في ظلام
ولم اكن اسمع الا همهمات
لكني شعرت انها نهضت
ثم عادت الى جلستها في حضني
لكنها هذه المرة
شعرت انها تصنع معي اشياء
غالبا ما نصنعها فوق السرير
بعد لحظات
اشتعل الضوء ثانية
واذا بي اجدني امام امرأة غير زوجتي
بينما رأيت الاخيرة
تقتعد حضن اخر
وتمارس معه نفس الشيء الذي مارسته معي هذه المرأة

( 12 )

هتفت زوجتي بالجميع
لقد انكشف الغطاء
ووضحت اركان اللعبة
فلنزاولها دون حرج
ولنواصل اللعب بجولاتها
ثم اشارت ثانية الى الخادمة
فخمدت الوان الضياء
ثم راحت تتقافز النساء من حولنا
بعدها كانت كل واحدة منهن
تخلع ثيابها
وبشكل واخر
كانت كل منهن تتخلى عن قطعة من ثيابها
عند قدمي كل رجل تختاره
ثم اذا انتبهن الى ندائها
نهضن النسوة وتحولن الى رجال اخرين
وعندها كن يبدأن بنضو احد اثوابهن المتبقية

( 12 )

وهكذا استرسلوا وبانتظام في عملياتهن
رغم ان صديقاتي ممن كنت قد دعوتهن الى الحفل
لم يكن يعلمن اي شيء عن طرائق هذه الطقوس من الالعاب
والتي كنت شعرت ان زوجتي كانت قد اعدت لها طويلا
او انها كانت من المحترفات المزاولات لها
او ان جميع من حضرن من النساء
والفتيات كن هن الاخريات
مزاولات لها وبالفطرة
او محترفات لها وبالخلقة
حتى كنت اشعر بان نوبة فتيات صغيرات
كانت تصلني
وكنت اشعر انهن قد غدون عاريات تماما
وان اجسامهن البضة
هي غير اجسام النساء المتقدمات في العمر
حتى زوجتي

( 13 )

ولاول مرة
كنت اجدني امام اجساد يافعة وللغاية
ناعمة بشراتهن والى درجة غريبة
ثم اذا بي اشعر ان النار قد عادت ثانية
تسترسل في جسدي
كالاضواء المنتشرة من حولي
نعم
لقد اشتعلت الانوار من جديد
واذا بي اراني انظر الى زوجتي عارية تماما
وهي تقف متصدرة المكان
امام احد المشاركين والمدعوين الى الحفل
كانت نوبتها اللا ارادية قد الحقتها به
لم اكن اعرفه
كان احد ازواج صديقاتها
رايته كالمختنق من هول مفاجآت اللعبة
وتاكد لي وقتها انه يمارسها لاول مرة
واذن كان حاله كحالي
وكان حال الاخرين كحال كلينا ايضا
الا النساء والفتيات
لم يكن في ملامحهن اي عجب
بل كان السرور
ومرح المشاركة في اللعبة يغلب عليهن
كنت وفي كل هذا الوقت
قد انشغلت عن نصيبي من الاناث
كانت فتاة صبية صغيرة
كنت اراها تلهو باشيائي
التي كانت تحرك في نفسي
والى اليوم ..
كل مشكلات المراهقة

( 14 )

فهتفت زوجتي في الجمع
والان ..
ما علينا الا ان نمارس الحب
كما لو كنا لا نفهم منه اي شيء
سنطلب من الرجال
تعليمنا اياه
بعد ان نحاول ووفق النوبة
ان نخلع عنهم استارهم
وننضو عنهم اثوابهم
واذا بالوان الضوء تنحسر تباعا
بعد ان اشارت الى خادمتنا اشارتها المتعارفة
وتشاكلت ادوار النوبة ومن جديد
وما اذكره
انها كانت تطلب من النساء
ان لا يتحدثن الى الرجال
وان يطلقن اهاتهن بشكل هادئ
واذا بالحظ يلقي اليّ بفتاة يافعة اخرى
ربما كانت اصغر من تلك الاولى
شعرت امامها اني اولد من جديد
لقد اثارتني حقا
وجعلتني اشعر بشبابي من جديد
وبريعان العمر كما لو كنت امارس الحب لاول مرة
حتى اني كنت اقبض عليها وبكل قدراتي
الا اني كنت وتباعا اشعر امامها
اني انهار من دون ان تبقي عليّ
ولا حتى باقية واحدة

( 15 )

واذا بالانوار تسطع من جديد
واذا بي امام مفاجأة
كانت ولليوم محل حيرة وتعجب بالنسبة لي
اذ لم تكن الفتاة الصغيرة
والتي كنت امارس معها الحب
لم تكن سوى ..
لا لم تكن ابنتي ابدا
اسف
لانني وزوجتي
ورغم تقدم العمر بنا
فاننا لم ننجب اطفالا والى اليوم
فلم تكن الفتاة الصغيرة سوى ..
سوى ..
زوجتي نفسها
وحينما كررنا المحاولة تحت الانوار
خمد ذلك الحس الذي كان يعايشني قبل قليل
واني حقا امام فتاة صغيرة
يسرني ان كنت قد نقلت اليكم هذه الحادثة
وهي لم تشتمل على اي خدعة او لعبة
لاني كنت متأكدا حقا من انها لم تزايلني
اقصد تلك الفتاة الصغيرة
كي تخادعني مثلا زوجتي فتدفع بصغيرة
تمارس الحب معي
وقبل ان ينطلق شعاع الضوء
تتبادل واياها المقاعد الرجالية
لا ابدا

( 16 )

اقسم على هذا الامر
اني وعلى الرغم من اني كنت اعيش اللذة بكاملها
وكنت اشعر اني افقد عقلي تماما مع تلك الفتاة
او هي التي تحاول مثل ذلك معي
لكني لم اكن لافقد قواي العقلية والمدركة
والتي لها ان تثبت لي
انه لم يكن في الامر اية لعبة
وانه ما كانت الا واحدة
تلك التي مارست معي الحب
وظلت في حضني تستريح
حتى بعد ان صرخت مشاعل الضوء في احداقنا
وهي تبهرني بعمق المفاجأة
وتبهر غيري
كما ابهرتهم منذ قليل وفي اوقات متناوبة
حيث ان الضوء وكلما اشتعل
كان لغيري ان يجد حبيبته او زوجته
في احضان غيره
او ان يجد نفس زوجته في حضنه
لكن ان يشعر انه يمارس الحب مع صغيرة
لا يمكنه ان يكتشف جسدها البض
والناعم اكثر منه في الواقع نفسه والمعاش يوميا
وان يعقل انه ما كان الا جسد زوجته

( 17 )

اقول ولمرة اخرى
اني كنت ولا زلت املك زمام عقلي
في تمييز مثل هذا الامر
ولقد ظل مبعث حيرة لي
لاني وكلما عدت وفيما بعد
الى ممارسة الجنس معها
ما كان يكتنفني مثل ذلك الاحساس ابدا
ولا حتى اي ذرة من ذلك الشعور
لم اكن احس اني امارس الحب الا مع امرأتي
تلك التي تقدم بها العمر
ولم اكن اشعر اني امارسه مع جسد صغيرة
او جسد يافعة حتى لو كان لزوجتي
نعم حاولت ان ابرهن لنفسي
او ان اقنعها
باني ما كنت احس بطراوة جسد زوجتي
الا حينما مارست معي مثل تلك اللعبة
لكن هيهات
ان اشعر بثبوت مثل ذلك الحس او الاحساس
لم تكن القناعة الكانفة لي
سوى انها امرأتي نفسها
تلك التي كانت هي وبلحمها وعظمها
قد بلغ بها العمر مبلغه
وانطوت على سني من العمر
لم تكن بالقصيرة المدى ابدا
بل كانت طويلة ، ولا زالت تشتمل عليها

( 18 )

وحينما كنت اخبرها بذلك
تقول لي
انتم معاشر الرجال
يكفيكم ان تعثروا على جسد اخر
حتى تنشغلوا به
وترون فيه نصيبكم الضائع من الحياة
وعنصرا اساسيا من عناصر المدينة الفاضلة في العري
ثم حينما تعودون الى زوجاتكم وحلائلكم
لتجدون انفسكم
كما لو انها كرّت الى قسورة
بعد ان كانت قد فرّت منها
ولمّا تصدق بعد
انها كانت قد فعلت
وحينما تصطدمون بواقعكم الممل
حين اعتدتم الغدو على اجساد هي وبعينها
تلفون انفسكم كالمغبون في حظه
ثم لتصبحوا على ما فعلتم نادمين
حين تركتم الاجساد الجديدة
والتي لم تكن اجسادكم قد التصقت بها ومن قبل

( 19 )

لكنها هذه المرة
وحينما استوحيت من قلقها
انها تشتمل على مشروع ولعبة جديدين
كرهت ان ابادرها
تركتها تسترسل في انفعالاتها
حتى وجدتها تعترف لي
بما اضمرت في قلبها
واستوحته في دخيلتها
لقد فاجأتني هذه المرة ايضا
ولكن بشكل رهيب اكثر
بشكل يدعو الى السرور
قالت انها حبلى
وان الجنين ولد وانثى
يعني توأما
هالني الخبر
ولم اعد اعرف
ومن فرط السعادة ماذا افعل
لكنها عادت وقالت لي
انه من غيرك
لانك كنت ولا زلت عقيم
وانت تعرف هذا !

( 20 )

كنت استمع الى هذا
ولا ادري ..
كيف تركتني افكر في غير كلامها
حتى جعلتني استعيد تفاصيل ذلك الحفل
وكيف كان لكل امراة او فتاة
ان ترتدي ما اجتمع امامها من ملابس
كان يمثل حظها من الثوب في اللعبة
وهي قطع مختلفة للنساء والفتيات المشاركات
وربما كانت هناك قطع متجانسة
او فقدان لقطع ضرورية من قبيل الملابس التحتانية
لان ما اجتمع ثمت
يعبر عن حظ كل امرأة وفتاة
فلربما يسقط بين يديها متاع باهظ الثمن
وربما كان اجتمع بين يديها اثواب داخلية فقط
فما عليهن الا ان يخرجوا من شقتنا
بمثل تلك الملابس التي اجتمعت بين يدي كل منهن
حتى لو كان لاحداهن ان تخرج
وهي مرتدية سبع قطع من الاثواب الداخلية لا غير !
ولقد تميزته فيما بعد
انه قانون اللعبة
ولمن يشارك فيها فما عليه الا ان يلتزم بقواعدها
والا يحرم نفسه من المشاركة بها في المستقبل
وبالفعل لقد تكررت مثل تلك الحفلات في بيتنا
اجل .. ولقد كان على كل من المشاركات في الحفل
ان تفحص ـ بعد انتهاء الحفل ـ ما تجده امامها من ثياب
من دون ان تمتلك اي حق
في مبادلة غيرها بما عندها
وذلك في اخر دورة تناوبية لها
حتى لو كانت القطع متجانسة او لا تناسب مقاسها
ولا غرو ان تكون الاحذية ايضا جزءا من اللعبة

( 21 )

مع انها كانت تصر عليّ ومن قبل
ان تكون رفيقتي في السفر
والرحلات والتجوال
وان ترافقني دائما اينما سافرت
وحينما كنت ارحب بمقترحها
كنت اراها تسائلني
عن طريقة ووسيلة سفري
فكنت اخبرها ان رحلاتي طيرانية
فكانت تترك اصابعها تلهو بشفتيها
ثم كنت اصر على مرافقتها لي
الا انها كانت تتراجع
ورويدا رويدا ادركت انها تخاف الجو
لذلك كانت اختارت وفي شهر العسل
ان تكون رحلتنا برية
تحت ذريعة كانت اختلقتها
وهي انها تريد ان تمتع ناظريها بالوان الطبيعة الخلابة
فاضطرتني الى ان اقطع وبسيارتي اميالا طويلة

( 22 )

واذن ..
فانها كانت تخاف ركوب الطائرات
والى درجة كبيرة مفزعة
وحالما كنت اخبرها ان اسفاري كلها جوية
كانت تلوذ بالصمت
وتعزف عن الاصرار
ولا تلوي على شيء الا كتمان خيبتها
فالخوف
كان احد اسباب حرمانها
من مشاركتي اسفاري المتعددة والدائبة

( 23 )

لكنها هذه المرة
صدمتني بمقترحها الجديد
وهي ان تبقى الى جانبي
في كل اسفاري
وان ترافقني حتى لو كانت وسيلة الرحلة
سفينة فضائية وليست طائرة نقل ركاب
عجبت من امرها
قالت لي
لقد تشجعت
رغم ممارساتي المتعددة للحب مع اخرين غيرك
الا اني كنت اضطر الى تناول الحبوب
كي لا يقع الحمل

( 24 )

ثم مستدركة
لكني وفي ذات يوم
وجدت نفسي فارغة
الا من فكرة واحدة
وهي انه لو لم تستطع الانجاب
حتى ومن خلال طريقة الانابيب
لماذا علينا ان نظل العمر كله بلا اطفال
ويكفي اني وفيت لك عمرا بكامله
فلم انجب لك من احد غيرك
لكني اخيرا
طاوعت عقلي وسلّمت الامر الى عواطفي
واستسلمت لغيرك
الذي منحني هدية
لك ولي
ما الفرق
ثمة اناس يمنحوننا هدايا
لقاء بيت جديد ابتعناه
او سيارة جديدة اشتريناها
او شركة جديدة دشّنا العمل بها
او .. او ..
فلتكن الهدية طفلا
فكنت ارقبها بهدوء واسائلها
هل انت متأكدة مما تقولين
فقالت
وهل تراني امزح معك ؟

( 25 )

ثم انها كانت تستدرك القول
وتحكي لي قصتها
وتفصح لي عن عدم استشارتي في الامر
لانها كانت تعرف مسبقا ..
اني لا احظر عليها امرا تحبه
وبالفعل ..
لقد حالفني الحظ هذه المرة
حينما اهداني الرجل جنينا
وعاجلني الاله باخر من عنده
فكان توأما لنا
يحتضنان امالنا ويحتفيان بكهولتنا
بل يرعيان اهدافنا كافة
الدنيوية والاخروية
فيدعون لنا في العلن وفي ظهر الغيب
وفي حياتنا وبعد مماتنا
وكل عمل صالح يقومان به
سيكون لمردوده افضل الصالح لنا
حتى لو كنا في عالم الابدية والاخرة

( 26 )

كنت اجهل سياستها في الكلام
وكيف لها ان تبرر الافعال
وكيف لها ان تحاول الاقناع
وتمارس التوسل بكل اسباب الحل والعقد
عبر الافصاح عن رغبتها
تحت ذرائع متكاملة ومغالية في الحسن
ثم اني لم افهم
هل ان حصول الطفل
هو الذي منحها الشجاعة في امتطاء ظهر طائرة
وان تظل مرافقتي في ترحالي
اينما حللت وسافرت ..
والى يوم يبعثون !
لكني لم افهم السبب
وقلت لها ان النساء حينما يحبلن
يفكرن براحتهن اكثر من اي وقت مضى
فكيف تقترحين علي بان تكوني مرافقتي
واسفاري كما تعلمين كلها رحلات عمل
وغالبا ما يكتنفها التعب والارهاق
فكانت تقول
سوف لا اكون لوحدي
سوف نكون نحن الثلاثة الى جانبك !
لم افهم استدلالها ايضا
لكنها عادت الى الكلام
بعد حدوث الجنينين
صرت اكره المقام وحدي
لا ادري لماذا
ثم عادت تبتسم
احتملني في الاشهر الاولى فقط
ثم هل جننت وصدقت اني سارافقك ابدا
لا يا حبيبي
فقلت لها وانا افكر في مرافقتها القصيرة معي
حتى لو كان لك ان تفاجئك حالة من التقيؤ في الطائرة
لا يضير !
هذا ما اجابتني به اخيرا

( 27 )

الا انها صارحتني فيما بعد
ان محاولتها تلك
هي التي قوّت من شكيمتها
وعززت من ميزان شجاعتها
ومقدرتها الفعلية
خوض تجربة
ربما له ان ينهي ازمة طويلة
وبالكامل
هذا ما قالته لي بالتمام والكمال
ثم عبرت عن نفسها
وعن صديقاتها
بانها وهن
قطط من نار
قطط بوسعهن ان يلتهمن نفس النار
لانهن من نار
وسيكون بميسورهن التهام نفس النار
يعني نفس مكوناتهن
فقلت لها
اذا كنتن كذلك فلم يعذب الله الشيطان في النار
مع انه مخلوق من النار
هل يمزح الله مع ابليس فيلقي به في مهاوي اللا عذاب
وامامنا يقول انه يعذب ابليس
فقالت
نحن معاشر النساء اعظم من ابليس
فلقد خلقنا الله من قبل ان يخلق ابليس
والنار الطينية التي خلقنا منها
هي ليست كالنار التي خلق منها ابليس !

( 28 )

هل افهم من كلامها
ان الاناث شهوة
تنطوي على شهوة
ولا تحترق بنفس الشهوة
يعني انهن ومهما مارسن الحب
مع اخرين
فليس لهؤلاء الاخيرين
ان يحيون فيهن شهوة جديدة
فهي نفس الشهوة التي كان احياها فيهن ازواجهن
على عكس الرجال
وما تثيره فيهن النساء
رغم انهن كالبيض المكنون
يشبه بعضه بعضا !

( 29 )

فالشهوة لا تطال التأثير التام عليهن
مثلما تطال التأثير الكامل والحاد على الرجال
فلهن ان يلتهمن شهوة الرجال
ويزرعن فيهم شهوة اكبر
ولا يبين عليهن اي اثر
والرجال يحمسون انفسهم ويتكالبون
ويهدرون كل طاقتهم ويصبون من العرق ما يصبون
ويلهثون قدر ما يلهثون حتى يعيون بقدر ما يعيون
بينما الاناث لا يصنعن الا الاغراء والحركات المثيرة والرياضات المدهشة
نعم .. لا انسى او اتغاضى عن حقيقة مفادها
ان الاناث ايضا يشاطرن الرجال بالرغبة
وحسن الاندماج والاستمتاع باللذة
بل ربما يفقن الرجال شهوة
وذلك حين تنحى انفسهن عليهن بشدة المراس في الاشتهاء
لكنهن وبقدر ما يلتهمن من نيران الشهوة لدى الرجال
فانهن يعدن الى اذكائها اكبر من حالها القديم
وكلما نفخن في مرجل شهوة الرجل
تراهن يعدن ليحملن طاقة على النفخ
اقوى من ذي قبل
فتنشحذ قواهن ولأكثر مما مضى
ليعود الرجل الى حاله الاولى من البداية ..
في لملمة اسباب الطاقة
والانهاك سيكون وقتها من نصيبه
والارهاق سيحتال عليه ويفتّ في عضده
وهو الذي ما زال يتوق الى المزيد

( 30 )

وتراه بعد الانزال
لمرة او مرتين او حتى ثلاثة
وذلك في النوبة الواحدة
فانه سيود لو يكتفي بمراقبة العري الانثوي
كيف يتمطى امامه ويتثنى حياله
لان اعضاء الرجال ستكون مجهدة وفاقدة للحراك
بينما اعضاء النساء ما تزال تذكي السعرات في الوقود
وتقول هل من مزيد !
جولات اخيرات
يقع فيها العضو الذكري صريعا بالضربة القاضية
لكنه غالبا ما يؤتي فشله ذريعا
سيما حين يقع مغشيا عليه في الجولة الاولى !
هل يمكن ان افسر كلامها
على هذا المنظور
ولكن لم كل هذا التفسير
فهي التي كانت قدمت لي مثل هذا التوضيح

( 31 )

اجل
وما علي الا ان اقنع بفعلها كاملا متكاملا
انها وان غامرت في اهداء اخر شيئا من شهوتها
الا انه ليس بوسعه ان يستلبها شيئا من شهوتها
ولا حتى اقل القليل منه
لانهن صناع الشهوات
ولانهن مصدر الشهوات
معمل لا تنضب مواده
ولا تنتهي منتجاته
ولا حتى صلاحيات العمل بها
فبوسع هذه الشهوة
ان تحل عقولهن اعتى الازمات ..
من تلك التي تقنع البعض
بان الحياة ما عادت ضرورية
ولا حتى التواصل مع اسبابها او ضروراتها اليومية
لان الولد لم يقسمه الله في ضمن المقسوم
فلماذا لا نختلق المقسوم وبانفسنا
بعد ان اعيتنا كل المحاولات
حتى محاولات اطفال الانابيب
او كانت هذه الاخيرة او لم تكن
فلمجرد ان مشتهياتنا هي التي حكمتنا
وبمرادفات عقلية اكيدة
سيكون لنا ان نحتمل مواقعة الخطر
غير المؤدي الى الوقوع في اخطار اكثر
كحال من اصابه الضرر في عينيه
واسلمه الطبيب الى عملية جراحية
قال له فيها
انها سوف لا تحسن من حاسة النظر لديك
لكن العملية ستحد من استفحال الضرر ولاكثر من هذا
غير ان الوضع هنا
بات يختلف حتى اكثر من طبيعة هذا المثال
لانه سيورث عيوننا حسنا وحسا اقوى
لانه سيورثنا قرة اعين !

( 32 )

لكني شعرت باجحاف
بغبن
كل هذه الطاقة الجنسية التي املكها
ولا استطيع ان احرك في احشائها جنينا
ثم استعير من غيري
طاقة تحرك في رحمها جنينا
لكن
وبمرور الوقت
علمت ان الامر لا يتعلق بفعل الجنس
ولا بقدرة الطاقة الشهوية لدى الانسان
رغم علمي الاكيد بهذا ومن قبل
لكني كنت احاول مساءلة نفسي جزافا
ونهرها
وامتحانها
واستجوابها
سيما باسئلة تستنكر عليها معادلات الحياة البديهية
كيف يمكن لجبار من البشر
نعم فكنت املك جسما عظيما
كنت بطلا من ابطال رفع الاثقال
ولقد دخلت دورات مكثفة
في وسائل الدفاع عن النفس
ما كان بوسع احد ان يقهرني
الا من كان له ان يهزمني بقدرته الاكثر

( 33 )

لكني تذكرت اللعبة
فكنت ارى انهن حينما يرتدين اثواب بعضهن البعض
كنّ اشبه بالقطط التي لها ان تلتهم النيران
لان اثوابهن كن شيئا من نار السحر الشبقي
او من نيران الفتنة الشبقية
شيئا من نيران الهوس غير القابل للاحتمال
فكان مجرد ان تجد كل هؤلاء النسوة والفتيات امامك
وبمثل ذلك المظهر
وان يرتدي كل هذا العدد منهن اثوابا وامام الباصرة
كان ليمثل عندي شيئا من العظمة النارية في السحر المشروع
رغم اني لا انسى ان حبيبتي وزوجتي
كانت اعتادت ان لا تخبرني بمفاجآتها
وحتى المدعوين والمدعوات الى حفلاتها
فلم يكن يعلم احد بخططها
وكان هذا يمثل سرّا من اسرار مهنتها التلاعبية
وتقول ان الفلم لو علم المشاهد باحداثه
ما كان له ان يستمتع بمشاهدته
رغم ان المشاركين والمشاركات بعد شروع اللعبة
كان سيكون لهم ان يفهموا اطر اللعبة وقواعدها
لكنها ايضا كانت تبقي النهايات بيدها

( 34 )

رغم انها كانت تدخل بعض التعديلات والاضافات على العابها
المستوردة والمبتدعة من عندها
فلقد ادخلت تعديلا على لعبة التناوب في الخلع
بان تمارس كل من المشاركات الحب مع القاعدين
بشكل دوري
بعد ان تطلق هي الاشارات الصوتية وفي الظلام
فيبدأن المشاركات بالتحول
وتبديل مواضعهن وتغيير اماكنهن
كي يتم التعرف من المشاركين
على اكبر عدد من اجساد المشاركات
ومن ثم يتم للمشاركات ان يمارسن الحب
مع اكبر عدد من المشاركين
نعم ..
فكل هذا كانت قد اشترطت معه الطهارة
وتوافر الصحة الجسدية لدى الجميع
مع التأكد من عدم اشتمال ..
احد المشاركين او احدى المشاركات
على اي من الامراض السارية سيما الخبيثة منها
او ضرورة خلو الجميع من اي داء جلدي
واعود واقول فانها كانت تبقي النهايات
نفسها او مختلفة
وبيدها فقط لا غير !

( 35 )

ولو حصل او يحصل انها افتقدت مثل هذه ايضا
اقصد حسن الختام والنهايات المفاجئة
فانه كان لها ان تكتفي بقوة الدهشة ..
والمفاجأة في اول اللعبة
وكان يكفيها ان ترى اللحاظ متطلعة اليها
ثم وانه ما كان ليضيرها ايضا
ان يفهم المشاركون والمشاركات
وبمرور الوقت اسرار لعبتها
لانها كانت تعوّل على اللحظات الاولى وحسب
او ربما كانت اكتفت بسعادتها وسعادة المشاركين والمشاركات
حتى لو كانت اللعبة قد تم مزاولتها لعشرات المرات
حتى لو كانت غير مخترعة من قبلها
فان قضاء امتع الاوقات ليمثل عندها مرحا ما بعده مرح
ورغبة لا تسابقها او تضاهيها رغبة اخرى !
رغم انها لو انطوت على افكار مستجدة
فانه ما كان لها ان تكشف عنها
الا بشكل مفاجأة
لان حرفة ابتداع المفاجآت
ما كانت تعكس الا لونا من الوان صناعاتها

( 36 )

ولقد عدت الى محاكاة غيري ..
من التقليديين في السؤال
نعم ..
فكيف يمكن لجبار من البشر
ان لا يتمكن من الانجاب
او ان يكون بوسعه زرع جنين صغير
لا يتجاوز في وزنه بضع كيلوات
وذلك في رحم من يحب
في رحم من يشاركه العمر بمسراته واحزانه
ولكن
هذا الامر ايضا
بات من المسائل الاكثر وضوحا عندي
فكثيرة هي الاشياء التي نملكها
وكثيرة هي الاشياء التي لا نملكها
فكما يحصل ان يملك اضعف الناس ..
عقلا كبيرا !
فمن غير المستحيل ان يملك اقوى الناس ..
عقلا صغيرا جدا !
ومثل هذه المعادلات هي كثيرة ومتعددة للغاية
ثم نسيت القضية وبالكامل
ورأيتني اعيش مع الواقع الجديد
كما لو كنت انا صانع الصغيرين
فربما كان احدهم السبب في تعييني مسؤولا للمشتريات
فليكن احدهم ايضا
السبب في صناعة الولد لي
رغم ان البعض لا يتوسل بهذا
ولا بذاك في استكمال وسائل عيشه
ولكن للقدر
ان يحكي عن لغته وبكل اجمال او اسهاب
سيما حين ارى الى زوجتي
ووفائها لي في مواصلة هذا العيش
طيلة هذه المدة الزمنية
واحتمالها الحياة قدرا لا يرحب بالولد
رغم حبها لتكوين ذرية
وولعها الشديد بامتلاكها بعضا منها
سيما انها لم تكن عاقرا
ولا في اي يوم من الايام !

( 37 )

وذات يوم
حينما عدت من دائرتي
فاجأتني وهي تنتحب
نظرت اليّ مليا
ثم قالت
تبدد الحلم
وانتهى الاجل
وتبخرت الحياة كاملة
الحق اني تعودت على عجائبها
غير اني ومن قبل ان يتهافت الامر الى فكري
كما هو بديهي من كلامها
وابادرها الى ما وقع في ذهني
اعربت لي وبوضوح عن مفاده
وصادقت لي على ما استوحيته سريعا
لقد فقدنا الجنينين معا
وفي لحظة واحدة
لا تدري كيف
لكن الامر كان له ان يحصل
وفي ظل ظروف حاقدة !

( 38 )

وعند المساء
طلبت مني عدم الخروج
كان لدي عمل
لكنها رفضت خروجي
وامتثلت بالتالي لامرها
مارسنا الحب بعدها كثيرا
ثم قالت لي
اتعرف كيف سقط الصغيرين
قلت
لم اسالك كي لا اثير متاعبك
لا
ما عليك الا ان تطلب مني التفاصيل
ثم استدركت
اني الغيتهما بالفعل من افكاري
فما كان منهما الا ان يسقطا وتباعا
من كل حقائق الواقع الخارجي
فانتبهت اليها ملحا
يعني لم يكن هناك اي توأم ولا حتى اي جنين
فقالت
ولا حتى اي حبل من اخر
ولا اي رجل اخر
وقتها ..
كنت الاعب ثدييها بشكل لا ارادي
حتى انتبهت الى صراخها
كفى
دع صدري وشأنه .. رجاء

( 39 )

في اليوم التالي
كنت مسرورا جدا
لا ادري لماذا
ادركت سري هي
من دون ان ادرك انا سري
حقا اجبتها اني لا افهم لسروري مبررا
لكني مسرور وحسب
وان ادرك شيئا من الاسباب
فهي متزاحمة ومرتبكة
قالت
اما انا فادرك
لانه بات من المؤكد لديك
اني سوف لا ارافقك في اسفارك
ايها الدونجوان المعذب
انتبهت اليها
وقلت لها
واذن وقعت على غاية الامر
لكنها عادت الى القول
غير اني سارافقك ابدا
سنكون كالحلم المسافر فوق اجنحة الطائرات
التفت اليها وقتها
اه
كم جميلة هذه العبارة
صدقيني لم اسمع منك
وعلى مدى كل هذه الايام التي عشناها معا
اجمل من هذه العبارة الحلوة

( 40 )

ومضى الزمن قليلا
ثم كنا قد اعتدنا على السفر معا
وذات يوم
كنا على ظهر طائرة كبيرة وفارهة
كانت تحتسي قهوتها وكالعادة
وكنت انا اقرأ في مجلة
فحانت منها التفاتة الى الصفحة التي كنت اطالعها
قرّبت وجهها من الصورة فيها
كانت صورتها
هكذا اخبرتني
لكني لم ار اي صورة لها هناك
كانت صورة لفنانة تشبهها
لكنها اقسمت انها هي
وطالما قد اوحى لها الدهر برؤية نفسها في صحيفة
فان الحلم لا بد له وان يتحقق
كيف
قلت لها
طالما الان انا وانت
نحلق في السماء
فلقد اقتربنا من الاله اكثر
فمن الحتمي ان نحصل منه على هدية
كيف للمرة الثانية اكررها
قالت سنمارس الحب هنا
كي نحصل على صغير
صغير الاعبه وتلاعبه
قلت لها هنا وامام انظار كل هؤلاء المسافرين

( 41 )

قالت وما الضير ايها الفنان
لنصنع حركة رومانسية
يتعلمها منا الحاضر والغائب
ومن ثم لا تنسى
نحن لا نفعل شيئا غلطا
انما نصنع ما يصنعه هؤلاء انفسهم
مرارا ومرات في كل يوم
ويدركه الصغير فيهم قبل الكبير
فان اتحدت فينا الاشياء
لم لا نعبر عن ادراكنا الفعلي تجاه رب العزة
بصناعة اشياء تثبت وحدة الوجود
بما يمكن ان نقدمه من افعال
تثير وحدتها في كل كوامننا النفسية والفعلية
لنصنع الحب
طالما كان الكل يدركه ويفهمه
لنصنعه علانية
كي يحدث الكل بالحب علانية !
ويعترف بوحدة الوجود الالهية
وان الله كان قد جمع نفس الرغبات في الناس جميعا
لانه ما كان خلقهم الا على شاكلته
شاكلته الخلقية وليس شاكلته الجسدية
لانه تعالى عن كل مقرون او تشبيه
فهو ليس كمثله شيء !

( 42 )

وبسرعة ..
وثبت على نفسها تغالب اثوابها المتشبثة بجسدها
وفي لحظات كان جسدها يتثنى امامي
فلم البث وقتها الا ان طاوعتها
من دون ان التفت الى من كان حولي ثمت
بل احسست ان المضيفة كانت تراقبني وعن كثب
ثم سمعنا انا وهي صوت صغير يبكي
فانتفضت
وقالت انه صوت جنيني
ارأيت
كيف استجاب الله دعاءنا

( 43 )

الا اني التفت سريعا لاجده طفلا لجارتنا
تلك التي كانت تجالسنا في ورائنا
وبعدد من المقاعد
الا اني وحين فعلت ..
وعدت ببصري سريعا الى مكانه
هالني الوضع الذي كنت رأيته
وكنت وقتها كمن فقد التركيز على الاشياء
لقد كان الجميع من ورائنا
ثم من حولنا وامامنا
يعزف نفس نغمتنا
ومنهمك في ممارسة الجنس تماما
عراة عري آدم وحواء
لكني عدت اسمع صوتا اخر
كما لو كان لطفل اخر
قالت حينها
هذا صوت طفلنا
وليس الصوت الاول
ثم لم اتبين للطفل الثاني اي اثر
غير ان صوته ظل يتعالى وباستمرار
الا ان صوتا اخر تميزته بوضوح
كان طرق سمعي للّحظة

( 44 )

ولقد جاءني اشبه ما يكون بصوت المضيفة
وهي تقول لنا ..
مبروك !
لقد استجاب الله دعاءكما !
لم ادقق في كلام المضيفة
لاني في وقتها
كنت احدق في اسفل بطنها
لانها هي الاخرى
كانت قد استجابت ..
لموجة الحب المحلقة في الاجواء !
بينما كانت زوجتي تهتف من الفرح
وكنت اظنها تفعل ..
تعاظما منها وسببا
لما رأته من تضامن المضيفة معها ايضا

( 45 )

لكني وفي لحظة هاجسة متصادمة
تذكرت ما قالته المضيفة التي غادرتنا
لتلتحق بركب الحفل الجوي
حتى عدت وفي غمرة افراحي تلك
افكر قليلا ..
واهمس في اذن زوجتي
(رغم ان رغبتي الحقيقية آنئذ
لو تأذّن لي حرية الامر في وقتها
كانت تتوخى جسد المضيفة الرائع لا غير
ولأسباب لا يدركها الا الله تعالى)
نعم كنت اهمس في اذن زوجتي الحبيبة
هل هذا الامر الذي ارى
هو الاخر جزء من مشاريعك المفاجئة ؟
ابتسمت لي بشطارة
ثم عادت تشاطرني الحب سريعا ..
وهي تردد في غمرة مجاذباتها لي
قطط من نار !
ليس لها ان تلتهم الا النار !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تحيات جمال السائح
روائي وناقد عراقي
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
Almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh
www.arab-ewriters/jamal2

No comments: