Wednesday, November 14, 2007

ذاك اليوم من ايام المدرسة كان عيداً للحب ــ رواية قصيرة

ذاك اليوم من ايام المدرسة كان عيداً للحب

جمال السائح
جمال السائح


( 1 )

لم اعد اذكر مع مَن مارستُ الحب ليس لكثرة اعدادهم ولكن لانني صرت انسى حقا ايهم ضاجعتُ او استلقيت معه على الفراش او بتُّ معه ليلتي . . او حتى كان شاركني بعضا من احلامي ومناماتي .صرت انساهم وانسي قضاياي معهم ، كما اعتاد المرء ان ينسى قصص احلامه كلما استيقظ ولا يعود يذكرها الا ذو حظ عظيم وبعضهم لا يفوت منها شاردة ولا واردة ويصبحون كمن يخيط لنفسه مذكرات يستلها من مفاوز احلامه فهو يسطّر حوادثها كلما افاق من نومه خوف ان يتطاير بخارها ويتبعثر في الاطراف ويعود لا يبصر منه اي شيء سوى خيال كان يعيشه منذ لحظات قصار . . لكنه اضاعه كما يمكن ان يفقد الانسان فرصة سعادة بغتة ، او في ضائعة من الزمن في نشوة لم يستغرق فيها سوى مقدار فتات من الوقت ، لا يخترم سويعاته الا اللبيب الحصيف !

( 2 )

كان يبعثر شعري حلم ، لم اعثر له على اثر ، ولا حتى في كل المنامات . . ربما لأني لم املأ وعائي بشيء مما يرسب فيها من رسوبات الاحلام والرؤى فظل القلق في داخلي يساورني خوف ان يأتي اليوم الذي افقد فيه خيلائي واحتمل شدّ الرحال صوب احلام آخرين كي املأ النقص الذي يعتري حافظتي الذهنية !
لم يكن العمر قد تصرم منه الكثير ، ولكن بت اخشى ان اصبح اتناسى مذكراتي .

( 3 )

لقد كان لي خليلات كثيرات . وكنت امرأة مجتهدة ولا زلت في كل اعمالي ، كنت ادرّس في احدى الثانويات المختلطة ، وانا ككل النساء ، فان ما كان له أن يثير غيري من الطالبات ، كان له ان يثيرني انا الاخرى ايضا .
( 4 )

دخلتُ ذات يوم على الفصل ، بعد احد عشر عاما من عملي في مهنة التدريس ، لألقي الدرس على الطلاب والطالبات ، وكعادتي في كل يوم ، وذلك بعد ان كنت اقترنت برجل ، كنت عشت معه قصة حب موجزة .. ولقد كان يبلغ عمري في حينها الرابعة والثلاثين من السنوات والاعوام ، ولا اعتقد ان افكاري كانت تختلف عنها في يومي هذا الذي اعيشه الان وقد بلغ بي العمر حدود السابعة والاربعين عاما .
فوجدتني للحظة اتخاذل واتراجع دون ان تتحرك قدماي خطوة الى الوراء . فما تراجع فيّ ما كان الا نبضات قلبي وجسدي ككل دون قدمي . . استندت الى السبورة التي كانت تقف ورائي ومن ثم تطاولت يدي تحاول ان تبلغ شيئا ، وعلى غير هدى ، كان بالتأكيد غير ناصية الباب المفتوح .
تمالكتُ اعصابي وكانت الطالبات كلهن حاضرات حسبما الفيت نظراتي السريعة في تلك الغمرة من الاعجاب والذهول تعمل على احصائهن .
لم اجد ولا حتى طالبة واحدة من طالبات صفي ترتدي ثيابها . لقد كنّ جميعا عاريات تماما . والاكثر من هذا كله اني قلت ترى (ما الذي يحدث اليوم ، سيدفعن الى خارج ارحامهن بأجنة من نوع خاص) لكني وفي غمرة ذهولي تذكرت وانا انتبه من جديد اليهن انه لم يكن ثمة طالب واحد في الصف مع انه ما كان هناك أي مقعد شاغر .. لان مدرستي هذه مدرسة مختلطة حتى على مستوى الصف الواحد ، فأين ذهب الطلاب وكيف بقيت الطالبات لوحدهن بهذا الوضع ، ثم عدت اتميز وجوها انثوية جديدة ، لم ارهن من قبل ـ وعلى اقل تقدير ـ في هذا الفصل . . لم اسائلهن كيف أتيتن هنا ، ولم اسائلهن عن الطلاب اين ذهبوا .. لان ما كان يشتجر في داخلي كان يغنيني عن اي سؤال ، بل ان مجرد التفكير بالطلاب كان يصيبني بصداع ، لأني كنتُ احاور نفسي : ما يفعل الطلاب الان .. لو وجدوا صديقاتهم على هذا الحال ، هل سيلحقون بهن هم الاخرون ويحذون حذوهن ، ومن ثم يمارسون الحب داخل الفصل ، عياناً أمام ناظرَيّ ..
ولكن .. مهلا ، فليفعلوا وليدخلوا الحابل بالنابل ، وليقحموا آلاتهم في كل غِيرانهن .. لا يهمني الامر الا بالقدر الذي يمكن ان تختل معه سلسلة دروسي وهيكلية محاضراتي ، أو أن تعكر مثل هذه الممارسات اجواء العمل التي احفل بها داخل الصف ، حين اقوم بإلقاء حلقات العلوم التي اهديها الى هؤلاء ..
وماذا سيكون حالي لو اقتحمت المديرة علينا الفصل ونظرت الى رأيي في القضية ، وانا أقف منتصبة حائرة بين كُتَل من الاجساد العاريات ! لا احير جوابا ، ولا احرك ساكنا !
غير ان المشكلة لم تكن تقف عند هذا الحد ، أو أن تتفق وفق هذا الاطار ...
فليفعلن ويفعلوا ! وليتكالبن البنات على بعضهن البعض ، وليتغطرس الابناء معهن حتى لو اضطررنهن الى الركوع واتيانهن في الأدبار ، او حتى من امام ويفضون بكاراتهن المرتهن ثباتها باراداتهن الشخصية !
ربما كنتُ من انصار الحرية الجنسية وثقافة التعاطي مع لغة الجسد ! فنهب لهم اياما خاصة ، نعيّنها لهم جميعا ، يحتفل فيها الطلبة من كلا الجنسين ، يتصدر مهرجاناتهم هذه عري الابدان حتى تمتلء انوفهم بروائح هذه الاجساد المعروقة ، فلا ندعهم ينفصلوا حتى يشبعوا حد التخمة من بعضهم البعض وبشكل لا يفوتهم في ممارساتهم تلك اي بهجة ونظرة حين التحام اجسادهم النضرة واندلاع شهواتهم الثأرية كسحب الالعاب النارية المتفجرة في الهواء الطلق .. فيمارسوا الجنس ويلعبوا ويزاولوا كل هواياتهم ، من دون ان يعتريهم الحقد او المكر !..
لكن ما يهمني ، هو ان لا يحصل مثل هذا في اثناء الدرس ، لا سيما في اوقات حصصي الدرسية .. ومن دون فكر مدروس ، أوعقل مشاور ، او حتى إشعار خاص ، أو اعلان واخطار ما !!
حقا ، لقد كنتُ شعرت كما لو كان لساني قد اُلجم وانعقد . . خاصة وانا التي صرتُ افكر : واذن ، يا تُرى اين ذهب الذكران من الطلبة ؟ أيكون هم الذين منحوا ربائبهن كل هذا الضوء الاخضر ، كي يجسوا النبض ومن ثم يمسرحون الفصول جميعا وليس فصلي انا وحدي وحسب .. لأن العدوى وبالتأكيد هي ستنتقل حتى تأتي على الجميع في المدرسة ، وإلاّ لا يمكن ان تغرب مثل هذه الممارسات عن علم اولئك الطلاب الشياطين ..
ولكن لربما اهتوت الامر لجان التدريس نفسها ، لتشرع تعتري أجسادها وتشارك في مظاهرات جنسية ساخنة ، لتنقلب المدرسة نادٍ ليلي ..
ولكن أصدقكم الامر ، ربما استهوتني الفكرة .. لكن ليس الان ، لانه ما عاد بوسعي ان اسيطر على اعصابي او ان اقف على قدمي وذلك لعظمة المفاجأة وروعتها معا !

( 5 )

بعد قليل كنت احاول ان التقط بعضا من انفاسي حتى صرت اعدّ اللحظات لكي ارتب من امري واعيد حساباتي ، وانتظر ريثما يعود نبضي كما كان ، فلا افقد اعصابي او اترجم لهم كيف يمكنني ان اتعالى على نقاط ضعفي حتى الواضحة منها .
وقفت مشدوهة وما زلت كذلك ، لكني في وقت لاحق ، سرعان ما اعترتني هزة نسوية ، تعتمر في الغالب صدري ، بين الفينة والاخرى ، تنادي وعلى الدوام بحرية المرأة ، وقدرتها في اثبات فعاليتها في كافة الشؤون والمسائل ، ولها الحق في اختيار الطريقة التي ترغب في استخدامها للتعبير عن ميولها ورغباتها .

( 6 )

قلت من دون تريث :
ـ هل اليوم يوم الانوثة العالمي ام يوم احياء الثقافة الجنسية . ام انه يوم التعارف المثلي بين فصائل الجنس الواحد ، ومنحصرا بالجنس اللطيف . جنسكم ايتها الشابات .
نظرن اليّ يواصلن التطلع من دون اثارة لاي شبهة، كما كنّ يفعلن منذ دخلت الصف ، وكما لو كنّ كذلك قد تواطأن على اتخاذ التدابير القصوى والمسبقة لمواجهتي واستقبالي دون اللعب بمشاعري او حتى استفزازي ، كما لو كن يرتدين ثيابهن بالكامل ، وكما يفعلنه كل يوم . . لكن الغريب اني اراهن عاريات ، وهن لا يعكسن اي ردود فعل والى حد الان ، بل لا يظهرن اي انعكاس لما قمن به ويفعلن !

( 7 )

نظرت الى واحدة واحدة ، تطلعت اليهن ، في لحظة ما استهوتني ملامح اجسادهن البضة والبيضاء والسمراء والسوداء ، اثداء ناعمة ، براعم غضة ، اكتاف مشدودة ، نهود صغيرة كاعبة ، وغيرها متهدلة غير واثقة من قانون الجاذبية الذي له ان يجر كرتها الى اسفل ، كما لو كنّ مارسن الجنس مبكرا ومنذ فترة الطموحات ، كي يتمتعن بقدراتهن ويثبتن انوثتهن ويفصحن عن اسئلتهن ! غيرهن كن يقرن صدورهن العارية بانهادهن الواثقة ، سيقانهن تكشف عن بعض الشعر غير الملتقط او غير المأخوذ بالطلي، لكن الغالبية منهن كن يطلين سيقانهن لتبدو صافية نقية البياض ، ممسوحة من اثار الشعر التي يتركها على البشرة لكن اشياء كانت تثير فضولي اكثر وهي ذلك الشعر المتوزع فوق عاناتهن ، لم اكن اتميزه بوضوح لانهن كنّ قعود ، فكانت افخاذهن تنطوي على ما استتر من تلك الامكنة المتنائية عن ناظري .

( 8 )

خلت نفسي اني ما ازال احلم ، نهضت احداهن تقول :
ـ استاذة ، هل امسح السبورة .
قلت لها :
ـ هلمي وبسرعة .
رأيتها تنهض وبطنها الضامر يستشرف شعر عانتها الواضح وبروز اشفار كأسها المهبلي كانت لا تبدو الا حين التركيز .
رأيتها تسافر بجسدها الى السبورة لتتركني التفت اليها متابعة حركة ردفيها العاريين كيف راحا يغمزان في الحركة المتناوبة والمتعاكسة ، فكان ردف يرتفع واخر ينخفض متواليا في التتابع كما لو كانا في حركة متسابقة . غير ان ضمور بطنها ما كان ليدلل على انها ولا بد ان تشتمل على عجيزة ناحلة هي الاخرى ، بل كانت كبيرة بعض الشيء بشكل لا اعتقد معه تناسب هندامها الجسدي . ولكنها كانت تثير الولع بالفنون من حيث التولع بالاجساد المتناسقة في كينونتها .
( 9 )

ـ لماذا انتم عراة هذا اليوم .
وجهت اليهم هذا السؤال بشيء من العصبية ..
استدركت بعدها :
ـ هل جننتم ؟ ما الذي جرى لكم ؟ !

فقالت مراقبة الفصل لهذا اليوم ومن دون ان تنهض :
ـ لقد قررنا اليوم التحرر من بعض القيود السياسية .

( 10 )

عندها ابتسمتُ وبشكل لا ارادي ، وانا احاول أن اداري ضعفي كي اتمكن من السيطرة على الفصل الذي شعرت به قد تمرد افراده ، ولم اعد استطيع الامساك بزمامهن ، لاني ولحد الساعة لم الق عليهن امرا باعادة ارتداء ثيابهن ، فتساءلت بلغة مفلسفة :
ـ اي قيود سياسية ؟
ـ اننا نبحث عن حريات اجتماعية .
قالتها نفس تلك التي كانت عادت الى مكانها بعد ان مسحت السبورة من الطباشير العالق عليها .

( 11 )

تبعتها اخرى في الاخير بعد ان نهضت كما لو كانت تحاول ان تبرز عضلات بطنها المتدلية ، حيث كانت بدينة وبشكل واضح ، وكان صدرها بارزا منتفخا كبيرا ، وشعر يغطي عانتها بكثافة لا تلوح معها اي اثر لشفرتي مهبلها او قدحها الغائص ما بين فخذيها المكتنزين :
ـ عن إذنك يا ست ، لقد قررنا هذا اليوم ان نقوم ببعض الفعاليات الجنسية في داخل الصف وتحت اشرافكم الوقور ، كي يتسنى لو نجحت خطتنا ان نقوم بها في ساحة المدرسة بعد ان نعممها على كافة طالبات الصفوف الاخرى .
ما زلت احاول ضبط اعصابي :
ـ اي فعاليات جنسية ؟
وانا التي كنتُ اسائل نفسي من دون ان يسمعني احد غيرها :
ـ كافة طالبات الصفوف الاخرى ؟ همم .. بحيث يتم استثناء طلاب الصفوف الاخرى ، كأن بوسعكن الاستغناء عن الذكورية ، او كأن بميسوركن تمرير اللعبة ، والتغابي عن وجود افواج من الشباب الذكور الى جانبكم ، كي يتم لكنّ بعدئذ ما تردن ، وتشرع عملية خلط الاوراق .. ايتها الذكيات ، لا يجدر بكنّ مثل هذا التغافل عن ذكائي . لأني اذكى منكن ، وأعرف بحيلكن ، وانها لا يمكن ان تنطلي علي أنا ! انا الانثى التي غالبا ما كانت تبحث عن تأريخ لها في كل تواريخ اناث الارض .. تقصيا منها لكل الوان الانوثة التي يمكن استثمارها واستخلاص العبق الاثيل منها .. كي تضاف الى واقعي الذي اعيشه ، وأيامي التي احيا بكل خيلائي وأخيلتي !

( 12 )

لكنها كانت اجابت عن سؤالى ومن دون اي توقف يمكن ان يبعثر الكلم من فوق شفتيها :
ـ ممارسة الحب المثلي .. لاننا ندعم المثلية الانثوية فقط بل القانون يدعمه وهذا من حسن الظن به .
قالته احداهن كانت تجلس قريبة من المكان التي اقف فيها ، بعد ان كانت نهضت وتخطت مجالها متجهة الي وهي تحاول ان تلقي بيديها فوق كتفي ومن ثم تحاول تقبيلي ، ولقد تركتها دون اي ارادة منّي، تركتها تفعل ما تشاء ، كانت هذه رشيقة جدا ..

( 13 )

اذكر انها كانت قد فازت في العام الماضي بالمرتبة الاولى في ملكات جمال المدرسة ، وكانت شقراء ، لكني تحسست منها رائحة رهيبة ، ذكرّتني بحبيبي حينما اهداني نفس العطر ذات يوم ، وكان عطرا فرانساويا . لكنه رحل وسافر وتركني ، ورحلت معه رائحة ذلك العطر وسافرت تاركة اياي وحدي من دون سترة ..
هكذا شعرت بعد ان تميزت ان هذه الشقراء كانت قد تمكنت من ازاحة سترتي من على كتفي ، فكيف استخرجت اطرافها من ذراعي ولم اتنبه اليها .

( 14 )

لكني دفعتها بعد ان نهرتها هذه المرة ، ولا ادري كيف تبادر لساني بالكلام ليحكم بنظرة متعاقلة اكثر مما سبق ، وهو يقول :
ـ ليس قبل ان افهم مراميكم الحقيقية واقنع بممارستكم هذه .
لم اصدق اني اقول ذلك ، كما لو كانت اخرى هي التي تنطق بدلا مني .

( 15 )

بل عدت الى القول :
ـ من الواضح ان المثلية الانثوية لا يراها القانون معارضة له ، كما يرى الذكورية الممقوتة والتي يجب القاء اصحابها من شاهق ، لانه يحتقر افرادها ، ذلك انهم ينسلون من رجوليتهم وانسانيتهم .
وهذا ما ندعمه جميعا وكل الناس من حولنا حتى المفكرين واشهر العلماء ، بل العالمين اجمع .
لكن هذا لا يُجيزُ لكم ان تزاولوا مثليتكم في المدرسة ، ولا ان تمارسوا لذتكم في الفصل المخصص للمطالعة والدرس ..
كما ان لمثل ذلك عواقب صحية ونفسية واجتماعية ان غاليتم في الاستمتاع بمثل هذه الالاعيب الجنسية والتسالي الغرائزية .

( 16 )

استبشرت اساريرهم وتهللت ، وصولا الى انتهاز البعض منهن لمثل هذه الفرصة فاخذن يلقمن شفاههن لافواه الاخر كي يمصنّها بكل شبق بينما اخريات وثبن يقبضن على فروج اخريات فما فزن منهن الا بالامساك بشعرهن المشع فوق عاناتهن .

( 17 )

ابتدرتني حينها احداهن وكانت معالم الصغر تنتثر في محياها وجسدها الغض الذي كانت بشرته توزع لمعانا يكاد يخطف بالابصار :
ـ اتعلمين يا سيدتي ان هذا الذي نحاول فعله ، هو السر في تواصل الرجال لطلب الاناث .
كنت متعجبة وانا اطيل النظر اليها ، ولا اعلم لماذا اثارتني هذه الصغيرة ، فاستطردت قائلة :
ـ وبذلك كنا اسهمنا في دوام النسل البشري ومواصلة الحياة دون ارباك .
ثم معقبة وبصورة متمنطقة :
ـ ثم نحن لا نحاول نقل نطفة ـ ربما زرعها احدهم في مهبل احدانا او علقت في ممارسة حب ـ الى رحم اخرى او حتى ان نزرع الوباء في اعناق ارحامنا ..

( 18 )

في حين نهضت اخرى لم تزل منشغلة في حك شعر عانتها من دون ان تتقيد برعاية ادب معين حتى في مثل هذه الاستعراضات الرهيبة ، فقالت بتلعثم :
ـ حقا سيدتي ، انها لتقول الحق ، ولا تنطق بغيره ، ونحن جميعا نصادق على كلامها ، فمن منا تقبل بان تكون حقلا يزرع فيه انواع الادواء الخانقة او الاوبئة الخبيثة .

( 19 )

بينما اغتنمت اخرى فرصة قيام ربيبتها فادخلت اصابع لها في غور عجيزتها ثم انحدرت بها الى امام من الوراء وهي تبحث عن مهبلها حتى اذا ما وصلت اليه ـ ومن دون ان تبرز تلك اي ردود فعل وكأن لم يحدث اي شيء ـ تنهدت واطلقت زفرة متأوهة كما لو كانت تبعث فيها الحياة وللتو ثم نهضت مستلقية فوق ظهر الاولى التي اعانتها بانحناء جسدها الى امام ، فارسلت ذراعيها لتمسك على ثديي تلك وتضغط عليها دون تمهل في نفس الوقت الذي كان فيه ثدياها لاصقان بعالي ظهر الاولى ، وهي تفتش عن منبت للّحم فيه كي تغرقة بعضة من اسنانها التي برزت تعالج لُزُوجة جسد تلك .

( 20 )

عادت مراقبة الصف هذه المرة لتؤكد ما قلنه بصورة استعراضية هذه المرة ، حينما كانت تفرك جسدها وتحاول التعريف به ، وهي تمسك باعضائها الواحدة تلو الاخرى كي تتنفس وتنفّس عن نفسها كل عقدها :
ـ نحن في مثل هذا الحال ، نقوم برياضة الجنس ، ونعود ابداننا على الحركة ، وعدم التمنع على ازواجنا في المستقبل ، وعدم التقزز من حالات الجنس ، حتى في التقام عضو الرجل واقحام آلته في افواهنا ، كي نسترد العافية بعد ان نتركه في حالة من الخذلان واللا وعي وبذلك نتمكن من الامساك بعصا حياتنا الزوجية من الوسط .

( 21 )

ثم اكملت هذه التي كانت تقف الى جانبي والتي كانت حاولت انتزاع سترتي مني بطريقتها العنكبوتية ، ولم اكن قد تنبهت الى بقائها هنا الا الان :
ـ كما سنعمل عبر التمرن على امتصاص ولعق اقداح بعضنا البعض واكتناه اسرار انوثتنا عبر اكتناه اسرار احدانا للاخرى ، سنعمل على اعداد الصورة الموضعية والطبيعية التي يمكننا ومن خلالها من التمتع مع الرجال وبنفس الصورة ، حيث سنجبرهم على ذلك . وحينها سيستلذون اكثر ، ونستمتع نحن ايضا اكثر . بل اننا وحين يبتدروننا بذلك ما كان لنا ان نعق لهم رأيا ، او ان نرفض مثل تلك المزاولات اللصيقة بعضونا التناسلي .
وكانت ما زالت تحاول التقرب مني ولقد احسست بانفاسها تحاذي شفتاي وانها مصرة على ما ترومه ....

( 22 )

في خضم ذلك كان صوت اخرى يفد على مسامعي ، بينما كنت اراقب هذه التي كانت اقتربت مني اكثر من اللازم :
ـ دعينا يا ست نمارس انوثتنا ونعرب عن فخرنا بها ونكرس جهودنا لاحياء عظمتها بين الفينة والاخرى ، بل ان نحاول شحذ مهاراتها وتقوية عضلاتنا ومن ثم ان نلقّن الرجال دروسا لن ينسوها في قدراتنا الجنسية ..


( 23 )

اعقبها صوت اخرى وانا في سهو عنها :
ـ نعم لانهم سرعان ما تستبد بهم مشاعر الاحباط حالما يشعرون معها بان عضوهم الذكري يحاول التقاط انفاسه والعب من الراحة لما بذله من جهد فنراه يخدر ويتهاوى حتى يضعف ويثمل ويعود الى حجمه الطبيعي بعد ان كان منتصبا طاغيا في عنجهيته وايلامه ـ في بعض الاوقات ـ بل في تسلطه وغروره وكبريائه وتعاليه ..
كنت افكر في نفسي :
ـ كم انت مغتاظة من الرجال
لكنها حقا عقبت على تأملاتي الخلوية في داخل نفسي بالقول :
ـ نعم سيدتي ان آلاتهم الذكورية غالبا ما تتسم بالغباء والسذاجة والحمق مع استهتارها وطغيانها السمجين .

( 24 )

كانت تمتد اصابعها الى جسدي ، بعد ان شعرت ان سترتي كانت قد سقطت .. كيف تهاوت وانحدرت ، لم افكر به .. فقط احس الان ان يدا ناعمة انثوية تعبث بصدري وتلملم شجاعة حلمتي ثديي ، تنبهت قليلا اين القميص والرباط والصديرية .. في حين كانت الهتافات تتعالى من الطالبات وهن يرددن :
ـ فلتحيا معلمتنا ، لقد أعدت لحفلنا متسعا من البرامج وهاهي الاخرى قد تهيأت له ...
ـ لم ترتدي تحت سترتها اي ثوب ..
ـ انها فاتنة انظروا الى كتفيها اللامعين ..
ـ انظروا الى بريق ثدييها ..
ـ بل ظهرها الثاقب بهندسيته ..
ـ ولكن سروالها .. ها هو الاخر يتهاوى ويسقط
ـ انها قانعة بما نفعل ..
ـ واذن ، فانها منّا وليست علينا ..
ـ لقد بانت عانتها ..
ـ اسقطوا سروالها بالكامل
ـ لقد ظهرت عجيزتها ، كم هي مشوقة ..



( 25 )

بعدها اجتمعت الطالبات حولي واخذن يمارسن العري واللعب بادوات الحب ، كن يشعرن بفرح غامر ، لم اعهده فيهن من قبل . ولقد كنّ يهتدين الى اعضائي الجنسية وسائر اطراف جسدي بشكل غريب كمن كن لا يجهلنه من قبل ، كما لو كن تعاطين معه الحب من قبل ومارسن معه انواع الغرام البدني ..

( 26 )

كنتُ أشعر بنشوة حالمة ، اسبح بين اجسادهن البيضاء والسمراء والسوداء .. كانت نعومة لم احلم بها ولا في اي يوم .. كانت اللذة تغمرني ، تحيلني الى بهاء رطيب من انسام الحس الذي ولطالما احتلت على نفسي كي تهبني اياه اعضائي الانثوية خاصة ، ولكم مارست الحب مع بعلي ، لكن هذا احس به جديدا عليّ ، ولو اني لا اشعر كذلك .. غير انه لا يضاهي فعل الحب مع زوجي العزيز ، الا ان هذا لا يمنع ان ينسحب تحت التسالي الرهيبة والقوية بكل امكاناتها الجغرافية ..

( 27 )

كان عنصر المشاركة يبعث في روح جماعية غريبة ، تثير في قوالبي الجسدية كل ما له ان يبعث الشبق من دون التفات الى اصل المطلب ولا حتى اين وصلت ايادي الاخريات من جسدك ، في اي بقعة تحرث ، او في اي شبر تنقّب . لقد امتلأت بالعنفوان والرغبة .
كنت اتمنى ان يكون حبيبي حاضرا لالقنه درسا في الاخلاق الجسدية والنزاهة الجنسية ، واعرّفه على كل طالباتي النابهات . لقد اجتهدن كي يسعدن معلمتهن من قبل ان يتمتعن باجساد بعضهن البعض .. لانه كان غالبا ما يتمنى ان يمارس الجنس معي بمشاركة عدد من الاناث يعني كان يدعو الى الجنس الجماعي بشرط ان يكون هو الفحل الوحيد بيننا ..

( 28 )

كانت فرصة كي اسحبهن الى خارج الفصل ، كانت تأوهاتهن وتنهداتهن تملأ الصالات والممرات في المدرسة ، شعرت ان الصف قد تناءى عني ، وانا التي كنت اتوجه بهن الى ساحة المدرسة ، كنت اطالع ما كتب تحت القنطرة المؤدية الى خارج صالات المدرسة .. الى منصة الاصطفاف الصباحي التي لها ان تنحدر بي عبر درج نحو الفناء الكبير الذي تقام فيه المراسيم الصباحية وتزاول فيه الالعاب الرياضية حيث يجتمع الطلاب والطالبات في صفوف منتظمة معا !!
( 29 )

ولكن فجأة وجدت امامي مديرة المدرسة السيدة ميسلون عبد الفتاح والسيد المعاون محمد الحافظ وهما يلتفتان اليّ بنظرات فاحصة ممتقعة غير مصدقة ، وملامح متغيرة محتقنة ، ممعنة في الاستغراب والدهشة . .
كان لذلك ان يحصل ، بعد ان خمدت اصوات جموع الطلاب والطالبات الواقفين والواقفات في فناء المدرسة والتي كنت لا اسمعها بفعل صوت طالبات فصلي العاريات ولكن كيف تأتى لي ان اسمع اصوات الطلاب والطالبات في الفناء .. فعلا . . هه ! لقد خمدت اصوات طالباتي ، ولهذا السبب استطعتُ ان التقط اصوات هؤلاء والسيدة المديرة والسيد المعاون ، ولكن لماذا اختفى صوت طالباتي الناضيات لثيابهن؟ !

( 30 )

التفتُّ ورائي ، لم يكن من احد سوى الباب الكبير وأنا .. فلم تكن هناك ولا حتى طالبة واحدة .. ولم يكن ثمة غير ظلي الساقط على الارض حيث تميزت حلمة ثديي، بينما كانت انحناءة ردفي المتقوسة وعجيزتي هما الاخريتان يرتسم ظلهما فوق الارض ..
( 31 )

ولكن ، ماذا تفعل هنا كل هذه الوجوه من هؤلاء الطلبة من ذكور واناث ، ان مدرستي لا تشتمل على هذه الوجوه ، هذه الملامح لا اذكرها ..
مهلا ، ومديرتي السيدة ميسلون ومعاونها السيد الحافظ ماذا يفعلان هنا ، انهما كانا مديراي حينما كنت ادرس في الثانوية .. ولكني الان انا معلمة وكادري في المدرسة ليسا هذين !
ولماذا هذا الاجتماع في فناء المدرسة ، لقد كنت انا احاول ان القي محاضرتي على الطالبات وكان الوقت وقت حصة القاء الدروس وليس اقامة المراسيم الصباحية ..

( 32 )

غير ان حركة غير عبثية ندّت عن المعاون الذي التفت الى احدى العاملات في المدرسة ، كانت قد صدرت بفعل اشارة واضحة من قبل المديرة ، التي عبثت في ملامحي بنظرة واعدة وتعابير قاسية للغاية . .




( 33 )

وما كانت الا لحظات حتى شعرت بان كثافة الصورة تتفاقم في عيني ، وراح الرعب والوجل والخجل يجتمعون معا في صدري ، وحرارة ما زالت تضخ بها وعود تلك المديرة في اذنيّ ، بعد ان اختفت كل الاصوات ، حتى صوت هذه الطوابير من الكتل المصفوفة جميعها وبأشكال هندسية .
بل احسست اني كالصماء ، فلم اعد اسمع اي جَرْسٍ لأي لكنة او نبرة او حتى انفاس ، فلم ينتابني سوى صوت نبض قلبي الذي شعرت حينها اني اضعت مكانه ولم اعد ادري اين يستقر ، واي مكان من جسمي يقتعد . .

( 34 )

حتى كانت احدى الفراشّات تخف بقدميها اليهما وهي تحمل بين يديها مرآة كبيرة كنت اذكر انهم كانوا يعلقونها في غرفتهما .. غرفة الادارة ، وبسرعة تناولها المعاون وسلمها الى المديرة التي تلقتها بكلتي يديها وهي تديرها باتجاهي كي ارى صورتي فيها ، إذ ما كنتُ الا تلك التلميذة الاعدادية التي كانت تضفر شعرها ضفيرتين وتدرس في الصف الرابع عام، ولم يفت عن بالي او انسى اني كنت مجردة من ثيابي وعارية بالتمام والكمال .

( 35 )

وفي غمرة كل تلك التعاسة التي كانت تحيط بي وتنتابني كنت اتحسس صغر عمري اكثر من اي وقت مضى ، حينما لامَسَت احدى كفيّ بشرة عانتي المغطاة بالشعر ، ولامَسَت الاخرى كلا نهديّ الكاعبين ، وانا احاول سترهما عن الانظار ، فتبينت كم كان جسدي وقتها وفي ايام الاعدادية ناعما بضّاً .

( 36 )

لكن لم ادر ما الذي حدث بعدها ، حينما اصررت يداي تلكما على التخلي عن ستر ما كنت اضطررت الى اخفائه تحت كفيّ ، حتى كنت اتباهى بما اعرضت عن ستره وافخر بما عندي مما اضطر الاخرين الى السكوت عن تحريره واظهاره ..
( 37 )

وقتها عادت الاصوات تطرق سمعي .. اصوات الطلاب والطالبات ، كانت تحيي شجاعتي وجرأتي ، هكذا اعتقدتُ بها ، لانها جميعا كانت تمثل اطراء وثناء ، بينما كانت اياديهم ترتفع عاليا تحيي بسمتي ، وتناغي اشراقتي . في حين كانت احداق السيدة المديرة والسيد المعاون تتميز من الغيظ .. ولقد شعرت في حينها كم كانت الغبطة تعتلي محياي ، والفرحة تطوق وجدي ، ومن دون ان اعيا في التواصل معهما .
almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh

No comments: