Wednesday, November 14, 2007

جارتي الخلاسية ــ رواية قصيرة


جارتي الخلاسية



رواية قصيرة

بقلم : جمال السائح

( 1 )

كنت قد سكنت هذه الشقة منذ ايام
وهي شقة رائعة
لموقعها الجميل والحساس
اذ انها تسمح للذي يقف في شرفتها
ان يطل على مناظر كثيرة ومواقع واسعة مختلفة حوله
سيما بيوتات الحي
لانها كانت تقف عند مفترق طرقه

( 2 )

حينما كنت اتطلع الى البيوت والشقق من حولي
لم تكن اي من نوافذها توحي لي بشيء جديد
كان كل ما فيها يشهد التكرارية
من المشاهد التي كنت عايشتها في حياتي
او كنت رأيتها واطّلعت عليها
زوج يمارس الحب مع زوجته
احداهن تلتقي بصديقاتها وتمارس معهن الحب
اخرى تسكر وتحتفل بعيد ميلاد صاحبتها في بيتها
رجلان كبيران في السن يلعبان النرد ويتشاجران دائما
ام متوسطة في العمر غالبا ما اراها منهمكة باعمالها في المطبخ
بنات واولاد يحتفلون بنجاحهم في بيت احدى صديقاتهم
رجل وامرأته يتلاغيان فيما بينهما
ثم سرعان ما يعودان يبتسمان لبعض
بعدها اعتادا ان يمارسا الحب دون انانية
امرأة عجوز تعلم حفيدتها الغزل والتطريز
لكن الاخيرة سرعان ما تعرض مهارتها
من ثم تتخلى عما بيدها لتهتم بمشاهدة مسلسل عاطفي
كانت تنشغل بعرضه احدى القنوات الفضائية غير المشفرة
الا ان هذه المرأة العجوز غالبا ما وجدتها في تناحر مع صاحبها العجوز
لانه يتودد اليها جنسيا وعاطفيا وهي تتمنع وتشمئز من سلوكه
ثم كنت اراها ترفض ان تنام معه فوق سرير واحد
فكنت اراهما يشغلان سريرين اثنين
واخرى في الثلاثينيات من عمرها
كنت ابصرها دوما خلف الحاسوب
اكبر ظني انها كانت مولعة بالعكوف على شبكة النت

( 3 )

كان يحدث كل هذا في وقت لم اكن اتحسس فيه حدثا اخر
كان له ان يقع دون ان اشغل به اي بال
كان بيت جاري اللذين لا يكلان من ممارسة الحب
حتى ظننت انهما لا يغادران بيتهما ابدا
كان الدور الثاني من بيتهما يكاد يكون خلوا من ساكنيه
ربما كان طاقم خاص لشخص واحد
او لزوجين في اقصى الحدود
كما لو اراداه لمستأجر يشاركهما البيت
لكني لم ار
الا في الاونة الاخيرة
فتاة شابة
تحاول ان تبلغ بجمالها الثامنة والعشرين من عمرها
لكني لا اظن انها استأجرت الطابق العلوي من بيتهما
لاني غالبا ما كانت اراها تتفقد هذين الزوجين
واللذين لم ينجبا ولحد اليوم
لا ادري سر عدم انجابهما
ربما كان احدهما عقيما او كلاهما
او لا يوافقان على وفود طفل صغير في الوقت الحاضر
يعني لم يقررا بعد متى يمكن ان يستقبلا مثل هذا الضيف
ربما هذه الفرضية او تلك الاوليات او غيرها
لا ادري
ولكن هذه الفتاة الشابة
اغلب ظني انها كانت تتصل بأحدهما برابط قرابة
او ربما كانت صديقة لهما
اختارت في النهاية ان تساكنهما
لاني وجدتها بعدئذ تستمر بالعيش معهما
حيث آوت الى الطابق العلوي
الذي يواجه وفي الحقيقة شقتي الصغيرة
نعم كانت شقتي صغيرة نسبيا
قياسا الى الشقق والبيوت المحيطة بها

( 4 )

واذن اضيف الى كادر حيّنا
فتاة شابة خلاسية
نعم وبكل ما تشتمل عليه من بشاشة
واسرار في نظرتها
فانها كانت تعبر عن خلاسيتها حتى في ابتساماتها
ومن ثم في حزنها وصمتها
كانت مركبة من الحيرة والدهشة
من الحب والكره
من العصبية والهدوء
من الفرح والحزن
ومن ثم
من الضحك والبكاء

( 5 )

بعد ايام
تعارفنا من خلال النظرات
وكانت تحدثني من خلال شرفتها
وغالبا ما كانت تلقي علي تحية المساء
ومن قبلها كانت تسكنني شفاهها
حينما ترسل الي بتحية الصباح
هكذا كنت اشعر بها
حينما تحدثني
كانما كانت تلقي بثقل شفتيها في وجنتي
او بين عيني
صباحية كانت بسمتها
غالبا ما اراها تحزن لوهلة
لتغلب عليها فرحة تتكالب دون استئذان
لكنها تعود لتشرح لي شيئا يسيرا
لا يتيسر الكلام فيه الا بايجاز
لان صوتنا كان له ان يصغي اليه غيرنا
اقصد اخرون
اولهم تلك العائلة المؤتلفة على غرام الجنس
اقصد ذينك الزوجين
فكانا ينشغلان بالجنس
طالما كانت تتحدث الي
خوف ان تداهمهما او تضايقهما بطلّتها

( 6 )
على فكرة
تبينت انها اختا لامرأة الرجل
يعني اخت زوجته
وقد انفصلت عن زوجها منذ ايام
بعد قرار دام التداول حوله سنوات
بينها وبين من احبته عن غرام
لكنها كانت اوضحت لي
اقصد انها شرحت لي كل هذا
ليس على الطريقة ذاتها
يعني كنا غيرنا اسلوب المحاكاة
وترجلنا اعلى سطوحنا
وتركنا اقدامنا تلغي اثار المطر فوق اسفلت الطريق
حتى كنا نسترسل في مشينا
لنصل غابات المدينة
هناك كنا نسترسل في الحديث
بعد ان كنا نحتسي اكواب الشاي
ولفافات خبز كانت تحشوها ببيض او لحم ضأن
او لحم دجاج او شيء من المقليات تصنعه في البيت
وربما اكتفت بساندويتشات تضم انواع الجبن الابيض
والمخلوط معه شيء من الخضار سيما النعناع
وكانت تستبدل في بعض الاحيان حبات ثمار الجوز بهذه الاخيرات
وربما افتعلت اكلات اشهى لمثل رحلاتنا تلك

( 7 )

توطدت العلاقات فيما بيننا
اقصد بمرور الايام
حكت لي عن مشاكلها مع زوجها السابق
وحكيت لها انا الاخر مشاكلي مع زوجتي السابقة
اها
انا الاخر كنت متزوجا
وكنت اسكن بيتا للزوجية
استأجرته قبل ان اقيم حفل عرسي
لكن حبيبتي قررت سياسة جافية
حينما استعاضت عن صحبتي بقرار هجري
تركتها تفعل ما تظنه صحيحا
لم اكن احب ان اكون مقحما في حياة احدهم
قالت لي في وقتها
تزوجت منك لا لاني قبلت بك عن هوى ورغبة
لكن كنت احس ان حياتي بحاجة الى تغيير ما
فوددت ان تكون سببا في انطلاقتي نحو ذلك التغيير ليس الا
يعني نقطة انطلاقة
هذا ما قلته لصاحبتي الجديدة
اقصد الخلاسية حتى بطبعها

( 8 )

ثم كنت اضفت لصاحبتي الخلاسية بالقول
عندها قررت انا الاخر
ان اهجر البيت المسكين الذي كان آوانا كلينا
لا لشيء
الا لكي اغير جيراني
لانهم هناك كنت لا اطيق ضيق افقهم وانغلاقهم الفكري
بل تحجرهم التقليدي في التعامل
كما لو كانوا قنابل موقوتة انبعثت من قرون سحيقة
لذا اخترت هذه الشقة المفروشة
لانها كانت قريبة من محل عملي
اعني مكتبة فرعية
ترتبط مهنيا بسلك بلدية المدينة
فكنت اعمل فيها منذ الصباح
وحتى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر
وكان يبدأ عمل زملائي هناك بعد الظهيرة
وحتى ساعة متأخرة من الليل
فلم استأثر بالدوام الصباحي دونهم
بل اتفقنا
لانهم وحينما اكون منهمكا في عملي انا
يكونون هم منهمكين في اعمال اخرى ضمن امكنة اخرى
وهذا ما وفر لي حظا في العمل
لاني كنت ولا زلت اكره العمل بعد الظهيرة

( 9 )

ثم كنت وجدت عملا لها
لصديقتي الخلاسية
لانها كانت طلبت مني ذلك
فتوسطت لها عند سكرتير مدير بلدية الفرع
ووافق على منحها دعوة للعمل لديهم
لا انسى كم كانت فرحتها بالغة
حين اخبرتها بموافقة المجلس البلدي الفرعي في المدينة
على طلبها للعمل لديهم
استطاعت بعدها الانفكاك من وظيفتها الاولى
حيث كانت تعمل في دائرة مصرفية
ارهقتها جدا
حسبما اوضحت لي
علما انها كانت خريجة معهد الادارة
وهي محاسبة جديرة بالثناء عليها
لان سكرتير مدير الفرع البلدي
كان اخبرني بعد ايام عن حنكتها في الحسابات
ومهارتها المهنية فائقة النظير
بالمناسبة
كنت انا خريجا من كلية الاداب قسم المكتبات

( 10 )

ساءلتها
هل تدفعين ايجار لاختك
قالت لا
انها ترفض
انها منشغلة بالجنس طوال اليوم
هي وصاحبها
ليس لها حديث سواه
قلت لها جميل هذا الامر
قالت اي امر
قلت الحديث عن الجنس وممارسته
نظرت الي نظرة فيها من المزيد من التساؤل
حقا لم افهم نظرتها تلك
والتي لم انسها ولا افعل ما حييت
فلم اعد ومن وقتها ـ احدثها عن هذه القضايا

( 11 )

في الايام اللاحقة
صرنا نصطحب معنا المسجل
فكنت اراقصها على انغام ساخنة
ظللنا نرقص رقصة الروك اند رول
كانت تحبها جدا
لم اكن افقه في الرقص شيئا
حاولت تعليمي
وبالفعل سرت في الطريق الصحيح
لكنها كنت مبدعة حقا حينما ترقص
ظلت هكذا تبدع اكثر
لكن قمرها كان يأفل بين الحين والاخر
احس بها شخصا اخر
فكانت تنفعل وتقفل الجهاز
وتقول لننصرف
اقصد لنعد الى بيوتنا
وحينما كنت اسائلها عن السبب والوقت في اوله
تقول
اشعر بصداع !

( 12 )

تغيرت صديقتي الخلاسية التي كان اسمها رنا
فأبقت على علاقتنا من الشباك الى الشباك
او من الشرفة الى الشرفة
اعتلت بانها تعيش افكارها الخاصة بها
تريد الخلوة
لا تريد العشرة الان
سيما في هذه الايام
بقينا على هذه الحال
لمدة ليست بالطويلة

( 13 )

تذكرت
كانت قد حدثتني عن زوجها السابق
انه كان يعاشر نساء غيرها
وكن يتصلن بها بعد مغادرته لمخادعهن
يضجرنها بالتندر عليها
فكانت تعتبر مثل هذا سفاهة
تقول
اني لا اعسر على زوجي
ليعاشر من يحب ويهوى
لكني اكره السخرية
انهن لا يفعلن مثل هذا الا بامر منه
بت لا اطيق النظر اليه
ثق واعتقد لم اضغط عليه ولا مرة واحدة
لكني كنت ولا زلت امقت الجنس وممارسته كثيرا
لذا فاني افكر بمغادرة بيت اختي هذا ايضا
لانهما يمارسان الجنس كثيرا
واشعر انهما يستفزاني به
ولو انهما لا يفعلان مثله
أيدت كلامها لاني اوضحت لها
انهما كانا يفعلانه ومن قبل ان تحلي عليهما ضيفة
تساءلت وقتها
أوكنت تتجسس عليهما
قالت لم يكنا يمانعان
وكنت لا الحظهما
الا كجزء لا يتجزء من اشياء اخرى
تعنيني بالنظر اليها في هذا الحي
حين انزه بصري ومن فوق شرفتي هذه
او من خلال نافذتي
نظرت هذه المرة الي نظرة استنكار
لكنها عادت تبتسم
ثم قالت
اتحب ان ينظر اليك احد وانت تمارس الحب مع امرأة
لم اجبها باسهاب
فقط اعربت عن بهجتي
لو كان الناظر امرأة !

( 14 )

مضت ايام وايام
كنت الحظها تقف في شرفتها
وتضغط على مشغل الصوت في مسجلها
ثم ترقص على انغام الروك اند رول
تمارس الرقص بعذوبة
كانت تنظر الي طيلة رقصها
ثم في المواقف الصعبة
كانت تنشغل عني برقصها
والتضامن مع ايقاع الصوت المنبعث من الشريط
كانت تبتهج حال الرقص
وتعبر عن فرحها بمثل ما تملكه من ابداعات بفنه

( 15 )

لكنها بعد ايام
استحالت راقصة خليعة
فكانت تنضو عن نفسها ثيابها
وهي تمارس الرقص
يعني خلال ملاعبته لفنونه كانت تمارس سياسة الخلع
وكانت تنظر الي نظرات آثمة
شعرت بها اسقاطات لاهبة
لكني لم انفعل ظاهريا
غير اني كنت اخاف ان افقد علاقتي بها
فظللت انتظر منها ضوءا اكثر تحرجا
لكنها بقيت هكذا
ترقص عارية تماما في غرفتها التي تشرع ابوابها امام ناظري
من ثم بدأت بالزحف خارجها
واستولت برقصاتها على كل متر مربع كان ينتشر في شرفتها
سعدت كثيرا برقصها
وكنت اشعر بعرقها النابض فوق اديم بشرتها
يستمر بتكحيل ليونتها التي كانت تبشر بجسد مغامر

( 16 )

عدت افكر بها اكثر من الاول
لان تساؤلات كانت تنبجس امامي
كيف لها ان تكره الجنس
والان تفكر بالعري
لا بل انها فعلا تتعرى
هل جبّت ما قبلها
ونبست بشوق عازف الى سياسة الدمج
ما بين الظاهر والباطن المنسحق وراء ابدية
يفترض زوالها بفعل ابدية اخرى
انها تعيش مراحل ثورة
بل تعيشها حقيقة
انقلاب على كل مقدراتها القديمة
لذا قررت قرارا اخطر
ان اكون بقربها اكثر

( 17 )

التحقت بها في بيتها
يعني في الدور الثاني
بعد ان استرخصت من جاري الزوجين الودودين
كانت في انتظاري
لان كنت تلفنت لها
واعربت عن ودي بمواصلة ايامنا السابقة
لكنها ابتهجت بمقدمي
شعرت بفرحتها
لاني حين اتصلت بها على جوالها
فانها كانت تقف في شرفتها

( 18 )

ثم قالت لي
بعد ان تناوبنا ممارسة الحب فوق فراشها
من بعد ان كنا استأذنا الرب ..
انها تحبني
ولم تشعر بلذة الجنس الا معي
قلت لها مندهشا
وهل مارسته كثيرا
قالت
انا كذبت عليك يا سميري
هكذا تعلمت ان تخاطبني
لان اسمي كان سمير
لاني اهوى الجنس اكثر من اي شيء

( 19 )

تابعت حديثها وهي تقول
لكن مع ذلك
كان زوجي السابق يتركني ليشتغل مع اخريات
كان شبقا للغاية
لم استطع التغلب على شبقه
اقصد شبقي لم يستطع منازلة شبقه ولا معاندته
لذا شعرت بالاذلال
مع اني امتلك سياسات متفرسة
فلا احدق بزوجي اكثر من المعتاد
واترك له كل الخيار
لكنه في الاونة الاخيرة
جعل يترك ممارسة فعل الحب معي
حتى صرت اشتاق الى فعله مع غيره
وبالفعل مارسته في العديد من المرات
وكان يعلم
اخيرا
قررنا الفراق
لاننا كنا قضينا فترتنا الحياتية المزدوجة واللازمة مع بعض
وها قد انتهت صلاحية اجتماعنا مع بعض
مثلما تنتهي صلاحية بعض الاكلات المعلبة
واختلفنا كل في طريق

( 20 )

غريب هذا العالم اليس كذلك
قالت لي ذلك
لكني عدت اقول لها
الاغرب انا
قالت كيف
قلت اني لم اتبين عظمتك الا اخيرا
وضممتها الى صدري
واخذتها في قبلة طويلة
بعد ان احتضنتها بكل جسدي

(21)

بعد ايام كانت تحضر هي في شقتي
كنا نمارس الحب معا
كما كنا نرقب اختها وزوجها
وهما يمارسان الحب
وكانت بعد ذلك تكرر لي مقولتها
ان اختي بدائية في ممارسة الحب
رغم طول باعها فيه
قلت لها كيف لك ان تتميزي ذلك
فقالت
الم تكتشف مثل هذا بعد ؟
قلت
اعلم عنه الشيء المعقول
ولكن لأرى منك ماذا يمكن ان تعنيه كلماتك
قالت سترى
وبالفعل
اكتشفت فيها اشياء غير معقولة
جسديا ونفسيا
حتى كانت تتركني بعد كل فعل حب
اندب حظي على تلك السنوات التي تصرمت
من دون ان اهتدي اليها
لكني كنت اشعر بها
انها وبعد كل ممارسة حب
كانت تختلي بنفسها
وتعتزلني
وتقعد تتأمل وتفكر ..!

(22)

بعد ايام
جاءتني اختها
تسألني عنها
قلت لا اعلم عنها شيء
في البارحة كنا معا
واليوم لم التق بها بعد
ساءلتها
ما الذي حدث
ما الذي جعلك تفتشين عنها
ولمّا يحدث ما يثير الريب بصددها
قالت
تخاصمنا في الصباح
وتركت البيت
لكنها لم تعد في الظهيرة كعادتها
قلت لها اين تريد الذهاب
سترجع

(23)

تركتني اختها وغادرت المكان
رغم اني لم امنع نفسي من تخيلها
يعني اختها
واستذكارها
كيف كانت تمارس الحب مع بعلها
يعني كيف كان هذا الجسد الذي يقف امامي
يمارس الحب في كل الاوقات
وانا ارقبه من الشرفة او من النافذة
واليوم يقف امامي تماما
وبكامل رياضاته الروحية والجسدية
يكلمني واكلمه وعن قرب !
حتى اختها نفسها
وفي غمرة حيرتها تجاه اختها
كانت تشعر اني افكر بممارساتها الجنسية
والتي كانت تراني فيها اراقبها
وبعلها الاخر كان يراني ..

(24)

لكنها حقا لم ترجع بعد ذلك اليوم
ولم تزرني قط
ذهبت ولم نرها
ولم ارها منذ اخر مرة مارست الحب معها
ثم اخبرتني اختها
حدث ذلك بعد ايام
انها عادت الى زوجها القديم
بعد ان اشترطت عليه الشروط
واحس هو الاخر
وحسبما اخبرت اختها
يعني صديقتي وجارتي رنا ..
وكما كان قد قال لها بعلها ومن جديد
انه بات لا يصلح الا لها
ولا يسوءه من الحياة الا افتقاده لها

(25)

وبالفعل
انا الاخر
كنت افكر بالعودة الى حبيبتي الاولى
تلك التي تعلمت كيف تهجرني
ولم اتعلم كيف اهجرها
لاني صرت افتقدها الان
هل هي الوحدة والغربة النفسية
تعلم المرء كيف يعود الى احبته القدامى
هي هي رنا
تلك الخلاسية
هي من علمني كيف احب من جديد
ولا افكر بحب احد سوى من كنت احببته من قبل
زوجتي القديمة
لأفكر حقا في الرجوع اليها
واصراري سيكون هذه المرة اكيدا
ولكن
ما افعل
لو وجدتها قد تبعلت
لكني متأكد
انها لا تفعل
لاني ما رأيت منها نشاطا وفاعلية في هذا الامر
وما كانت تدعيه ان محاولاتي معها
ما كانت الا انطلاقة
نسيت ان تخبرني وقتها
انه ما كان الا انطلاقة صوبي
ومن جديد
ولأقوى من الاول
ربما كنت على يقين من امري
او على صحة من قدري
لأجرب واعود الى حبيبتي الاولى
سأفعل
وارى ماذا يحدث ؟
لعلّي ولعلها ..
هه !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت الرواية القصيرة بعون الله تعالى
مع تحيات جمال السائح
2006-04-14
Almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh

لم يختف خلف المرأة الا انثاها ــ رواية قصيرة



لم يختف خلف المرأة
إلاّ أُنثاها
جمال السائح
( 1 )

أي علاقة يمكن ان تربط ما بين الشعر النابت فوق عانة المرأة وما بين الشعر النابت فوق جفنيها ؟!
ربما تبادر الى ذهن البعض ان يطلق الصيحة منددا بمثل تلك المعادلة ليس لبذاءة حملتها او لسوء خلق تملك صاحبها حينما شرع بالاعلان عنها واباح لنفسه التصريح بها . . ولكن لسبب لا يجهله الا من لم يستمع الى حديث هذا البعض الذي يقول بضرورة صنع مثل هذه المعادلة بين اقرب الصور الواضحة للعيان والتي تكاد تطلق صفيرها للناظر ليل نهار ولا يمكن ان يفتقد مكانها الا البصير الذي لا يطيق النظر الى لون الجمال في وضح النهار!
ما كانت اباطرتهم تعني بذلك الا تعيين طرفي المعادلة باعتبار ان طرفها الاول هو معروف بينما الثاني لا يمكن ان يتجاوز شعر المرأة الجميل والذي يغطي جمجمتها كفروة الاسد وليس كتسريحة تعتمل نفسها فوق جمجمة انثاه من لبى الغاب !
او انه ربما يجهل البعض ان الشعر النابت فوق ساعد انثاه هو نفحة معتقة من شبكة اسارها المستشرية في صومعة نسيجها المشتبك فوق عانتها بادئ استهلالها بشعيرات نابتة هزيلة متفرقة منبسطة باعتدال من دون اشتباك يعتورها او خشونة تمتد الى شعراتها التي كما لو كانت غرست برفق كي تطلع بانبساط منسرح لا تتفقدها المواسم الا حين يقوى ساعدها وتشتد ذؤابات اغصانها باشتداد جذوعها المنبجسة من مساحة كان الله قد حرم القتل فيها لانها تمثل حرمة من حرماته التي يعتمل فيها الحكم القدسي اكثر من غيرها الا في المساحات التي يصنع الاضرار بها الموت او انعدام نصيبها الاوفى من الحياة !

( 2 )

ما كان قد رآها من قبل الا حينما كانت صغيرة يلتمس شعر ساعديها من الاحداق قطرات ناظرة مفعمة بالحياء والامل تروي في بصيلاتها نسيج العود كي ينمو فيها السوق ويستطيل معنى الحياة في اوراده بأبهى صوره !
كان يرعى في خياله كل شعرة تنبت فوق ساعديها بينما كان وحي المبدأ لديه يغذي عندها كل تسريحة تطال خصلات شعرها المستوسقة فوق رأسها !
لكنه كان يجد الشعر المنسرح فوق يديها يمثل خطوطا ومسارات تفترق وتتقاطع باسهاب في شعور بالجذل لا يمتلك الا اكتناه اسرارها التي تبتعث الغرائز في اديمها المنبسط . . لانه كان يتطلع اليها كما لو كان يتطلع الى خطوط العمر والحظ والحياة والاحداث في كف احداهن ! فكان يرغب في رسم الاحداث لها وتوليف صور السعد لها واطباق النحس كي يغادرها بعد ان يكظم غيظها في نفسه فيخاف عليها المنون فيضمها ولا يحكيها غير انه كان سادرا في لحاظ ترامي مداركها التحوّلية وهي التي ما كان بوسعها ان تحس بتنامي شخصيتها من قبل ان يحس بها هو شخصيا ! لان اهتمامه بها كان من الروعة بمكان بحيث فاق حدود التصور لديه هو نفسه لانه كان يشك انه يحبها الا لاجل خصوصيات لا يعتقد ان بميسورها ان تحفظ عهدها وهي تطوي السني طيا . . وان ينسى فانه لا ينسى انها لاعبة كرة قدم جيدة ، ولكنه كان يخبرها وعلى الدوام انه لا يحب كرة القدم ولكنه ان حدث ومال الى مشاهدة مباراة كرة قدم فلم يكن الا مجاراة لها او لميولها !

( 3 )

ها هو يعود اليها ليراها غير الانثى التي كان تركها وراءه . . لقد خلّفها صبية ترعى خمائل العمر كما يرعى الدهر سني الاحلام لكنه عاد ليجدها امرأة تحتمل الشوق فوق ظهور الشوك ، اذ وجد فيها غطرسة ما كان قد الفاها فيها وقتما كانا صغيرين كبراعم الازهار الفتية . . لكنها حينما التقت به صرخت في وجهه وسحبت شعر رأسه النابت في مقدمته وهي تحدق في عينيه كالذاهلة غامزة باحدى عينيها له وتكاد تكظم غيظا اخر كانت ادّخرته لايام اخر حينما عظت على شفاهها وبلّتها برحيق رضابها ثم الهبته بسوط العذاب حينما صبغت خده بسوط رجمها اللاهب من دون ان ترعى فيه نفسا منقطعا او شعورا راهبا فالكمته بعدها بصفعة نالها من دون ان يتردد في تلقيها او يستسمح منها بغية رفضها ورد مثيلاتها حتى عاجلته بثالثة وكانت قبلتها الاخيرة لانها ما زالت في سن صغيرة وهو الاخر ما كان الا كذلك . . فلم يحتمل فيها الصبر ايما أناة تستندي منها التخلص من ثورتها والاصغاء الى لغة فاترة تحترم من خلالها غيبة الغائب لتنتظر منه عذره الذي لا بد وان يكون فائقا في الغلو والا لما كان لها ان ترحم بحاله ان تنظر بامره!

( 4 )

لم يكن قد غادرها الا عند صبيحة اليوم آملا الرحيل مع اسرته التي تركت المنزل لتقيم في منزل اخر . . لكنه اثر العودة اليها لانه لم يحتمل فراقها وكانت قد التمسته كي يقبل بمثل هذا الفراق لانها سنة الحياة وهذا الرأي كان يجلد ذهنه بصنوف الاشواط من الضربات التي كانت تتناهب غيرته وهو يلحظ البنت لا تكاد تفارق اخلاق ابيها من حيث ورّثها اياها وما كان ابوها الا عمه ! وها هو اليوم يود الاخوان ان يفترقا في السكن كي ينعما بالراحة اكثر لكن اشد ما اثاره هو احساسها لانه كان يتصور انها سوف تسعد بعودته لكنها ابتهجت بها على غير الطريقة المعتادة فلقد القمته ثلاث قبلات هي تهديد لا اكثر وان ارحل ولا تعد ثانية وهذه القبلات ما كانت الا صرخات ثلاث لموج الانعام الذي يمكن ان يطاله من ابيه يعني من عم البنت التي كانت تخشى عليه ان يرضى ببقائه الى جانبها في منزل اخيه يعني ابوها الذي ما كان هو الاخر ليرفض مكوث ابن اخيه معهم في نفس البيت الذي نشأ فيه وترعرع اكراما لحبه لابنته التي ظل سلوكها يحيره وهو الذي ما كان يرى سلوكا محيرا اكثر من سلوكه هو نفسه لانه ما كان يميل الى اللعب معها او الدرس معا الا لانه اعتاد فعل ذلك اما انه يهواها بشكل واخر فهو لم يحدث بعد ولا يراها الا كنجم يمكن ان يعول عليه في اختباراته او حيوان اختبار يمكنه ومن خلاله ان يقيم عليه التجارب كي يختبر معادلاته ومواده واحماضه الكيميائية !
كان على يقين بانه لم يناجيها بمثل هذه الافكار او انه لم يسرّها بمثل هذه الاسرار التي لو كانت اطلعت عليها لكانت اول النادمين على كل لحظة عاشتها الى جانبه او قضتها معه !
لكن ما يحيره انه يعلم بمشاعرها تجاهه ولكنه يلحظ منها قوة وعصبية تكاد تناقض ما يلمس في جوارحها وحواسها من اشارات والهامات !

( 5 )

قالت له :
ـ اريد ان امتحن رجولتك ؟
استغرب سؤالها قائلا :
ـ ترى ماذا تقصدين ؟
ـ سيكون سرا من الاسرار ؟
ـ وكيف ترغبين مني ان اوافق على عمل شيء لا اعلم ما يكون ؟
ـ انه ليس بالصعب المستصعب . .
كان يصغي اليها . . ثم استدركت القول :
ـ كل ما هناك ان تستلقي كالراقد واختبر فيك قوة شرب اي نوع من انواع الشراب وانت راقد هكذا من دون ان تختنق !
فقال مصدقا على كلامها :
ـ اووه ليس في الامر من ضير ولطالما فعلت ذلك . . لكنك تعلمين مني القدرة على القيام به ، فلماذا تمتحنينني من جديد ؟
فقالت :
ـ مضى زمن على آخر مرة قمت بها لكني اليوم مع ذلك اصر على ان اتأكد من انك ما زلت تحمل نفس تلك القوة والامكانية فضلا عن انك اليوم ستخضع الى بعض الشروط القاسية !
ـ شروط قاسية ؟ ما هي؟

( 6 )

ـ انها شروطي ولا اعلن عنها الا عمليا وهذا هو سر اختباري لقوتك والا ما كانت الا امتحانا كسائر امتحاناتك التي تفوقت بها في الماضي !
فقال لها :
ـ الحق اقول لك اني اخاف ان تصبي النفط في جوفي !
ـ الحق ان تخوفك يمكن ان يكون في محله غير اني . .
ـ غير ماذا ؟
ـ سوف اشرط عليك شرطا . . ان انت وافقت عليه فاني سوف علن لك عن جزئيات خطتي ؟
ـ وما هو شرطك ؟
ـ إن اخبرتك بحقيقة ما سأفعله فانه ليس عليك ان تنسحب بل سيكون لزاما عليك ان تمتثل لاوامري وتؤدي امتحانك الساعة من دون اي مواربة او حتى تأخير ومن غير اي نكوص او تراجع . .
ـ هذا شرطك اذن ؟
ـ اجل وبدونه سوف لا اخبرك بسرّ اللعبة التي سألعبها معك ؟
ـ اني ادرك انني الان امام امتحان قاس ربما كان اقسى امتحان في حياتي !
ـ ربما . . وربما كان هناك في المستقبل امتحان اقسى منه ، لا يعلم الاقدار الا الله .
ـ هل توافق ام تشرع في الامتحان دون اي اعلان عن الاسئلة . . فان ثمن البوح باسئلة الامتحان سيجعلك مرتهن بتنفيذه الساعة وبدون اي تراجع او تخاذل والا كنت من العاصين والخارجين عن حدود الرجولة . .
فقال :
ـ هل تمنحينني حق التفكير . .
ـ لك مهلة تفكير لا تتجاوز الخمس دقائق .
ـ قبلت .

( 7 )

كانت تغدق عليه بالنظرات الفاحصة .. كانت ترغب في التعرف على خالص نواياه اكثر من ذي قبل ، هل يلعب ام يصدق في خلوصه .
انتبه اليها وقال :
ـ الا تخبريني . . عليك الان ان تحدثيني عن خطتك وتصرحين بها . .
ـ سأكاشفك بها ولكن احذرك من التراجع والا ستكون عقوبتك لاذعة من طرفي وربما استغرقت الدهر برمّته . . انت تعرف ان انا صممت على فعل شيء فانا لا اتراجع عنه حتى ولو كان الثمن يكلفني كل التكلفة !
ـ اعدك بكل معروف صنعتِهِ بحقي .
ـ سأخبرك ولكن ليس عليك ان تضطرب او تفزع او . .
ـ اني استمع اليك ..
ـ اني لا اثق بك سوف تخل بالتزاماتك ومن ثم ستضيع علي فرصة امتحانك .
ـ سوف اصغي اليك عمليا منذ الساعة حتى ولو كان ما سترشينه في فمي ما يمكن ان يتخلص منه بدنك من سوائل وذلك كي اعبّر لك عن تضحيتي في سبيلك ! وكي اثبت لك اني سوف ابقى راسخا حتى ولو كان الامر يتعارض مع ميولي النفسية ورغباتي الجسمية .
ـ انك ذكي جدا . .
ـ هيا اخبريني !
ـ قلت لك انك ذكي جدا وها قد حللت المسألة بنفسك !

( 8 )

وبتعجب وتروع :
ـ اتنوين ان تتبولي في حلقي !
ـ بكل تأكيد . . هذا ما سامتحنك به !
ـ اتعنين ما تقولين . . احقا ما تزعمين به ام انك . .
قاطعته :
ـ اني لا امزح . . فان كنت في بعض الاحيان مازحة ، فانا في اليوم لا امزح حقا !
ـ وكيف ستفعلين ذلك ؟
ـ انت تعلم اني لاعبة كرة قدم ولقد اعتدت في بعض المرات حين يلتقطون الصور لنا في الملعب ان ابرك في الصف الامامي او اتوقف في بعض الاحيان الاخرى في الصف الخلفي . . لكني اليوم ساقف منك موقف الصف الامامي حينما سانحني نصف انحناءة . .
يبتسم ويعالج ضحكة كان بامكانها ان تنفجر من بين شدقيه غير انه تمكن من ايقافها :
ـ وستقعدين مني مقعدك حين تتغوطين في المرافق الصحية .
ـ لا لكن شيء هو اشبه بمثل ذلك !
ـ ولكن سنختلف بالتأكيد !
فقالت متعجبة :
ـ كيف ؟
ـ كيف سيمكنني النظر اليك وانت تفعلين مثل هذا ، انه شيء لا يحل لي الاتيان به شرعيا . .
ـ سوف يكون عليك اغماض عينيك والا فانك ستخل بقواعد اللعبة . . والويل لك ان اقدمت على ارخاء جفنيك او فتح عينيك . .
صمتت قليلا ثم عادت :
ـ ولو ابصرت عينيك ترمشان فاني ساقاضيك ومن ثم سامتهنك وربما كرهتك فيما بعد . .
متمّمة :
ـ سأحتسب اي ارتماشة جريمة مخلة . .
فقال عندها :
ـ اذن ستخلعين سروالك وانت تقومين فوق رأسي .
ـ بالتأكيد !
فجأة متسائلا :
ـ هل لي ان اسائلك ؟
صامتة دون اي كلام . .
ـ لماذا هذا النوع من الامتحان ولماذا انا ؟
ـ لانك الوحيد الذي يمكنني التأثير عليه ولان في نفسي رغبة بممارسة مثل هذا الاختبار .
ثم مرتبكة كما لو كانت هي الاخرى محرجة بمثل هذا الامتحان :
ـ والان ما عليك الا الامتثال والانصياع هيا . .
ولما وجدت منه ترددا وتململا . . قالت :
ـ من دون اي الحاح من جانبي ومن دون اي استفسار اخر منك . . فلقد تجاوزنا مرحلة الرفض او القبول !
صامتا هو هذه المرة وهو ينظر اليها ثم عاد ينظر الى الارض كمن كان يعالج موضع قدميه !
ـ ليس لك الحق في اي ايجاب او سلب ! انها غدت مصطلحات لا تحمل اي معنى . .
تتابع هي الحديث . .
ـ ومن دون اي تشكيك بالذمم او ترويع بالنوايا ولا حتى اي تساؤل ولو كان يمثل دعامة طبيعية قبل استحصالي لموافقتك !
ـ بكل تأكيد !
ـ هيا تمدد . .
استلقى ينتظر ما ستفتي به !
لكنها تراجعت قائلة :
ـ ولكن لم اُنهِ بعد !
فقال :
ـ وهناك ما زالت شروط اخرى ؟
اجابته :
ـ انها تحصيل حاصل ، لان ما اطلبه يستدعي تحفظات وخفايا . .
ـ واذن ؟
ـ اريد ان اتأكد من انك سوف لا تخطئ في اغلاق عينيك او احكام السيطرة على اغلاقهما وسدّهما سدّا محكما . .
ثم اردفت :
ـ عليك ان تجرب الان كيف ستغلق عينيك اغلاقا تاما وتفتح فمك في نفس الوقت كيما يطمئن قلبي !
ـ ها انا افعل . .
ولما تأكد لديها قوة امتثاله لارشاداتها العملية حانت منها ابتسامة ثم سرحت في تفكير لم يكن عفويا ابدا !
وفي لحظة ندّت عنها صيحة متواضعة :
ـ اكتملت شروط اللعبة !
ثم :
ـ لكني اذكّرك . . من دون اي اخلال يمكن ان يضر بوعدك ويصهر عهدك . .
ومرة اخرى :
ـ وتحت اي ظرف من الظروف وتعد بامتثالك لاوامري كيف كانت . .
وثالثة :
ـ وأن لا تفتح عينيك الا بأمر يصدر مني، وان لا تغلق فمك الا بعد ان اعلن لك !
وبصورة مفاجئة :
ـ لقد بدأت !
ـ وشرطي الاخير ان لا تعلم اي احد بلعبتنا هذه .
واذا به ينتفض قاعدا :
ـ متى وجدتني نماما او مغتابا حتى تضعين في وسط كل هذه المكبّلات والاغلال ؟
ـ لنبدأ اذن !
( 9 )

امتثل لاوامرها واستلقى مغمضا عينيه بشكل كامل بينما فغرّ فاه ، هذا في الوقت الذي كانت هي قد خلعت فيه سروالها الداخلي وانتصبت فوق جسده المسجى ثم رفعت ثوبها قليلا وجمعته امام سرّتها ثم جربت ان تقف وتنجز مهمتها وقوفا لكنها خافت ان تخطئ الهدف فانحنت قليلا تزامنا مع انطواءة قليلة في جذعها اخلفت بعضا من الانحناء في قامتها كما لو كانت تتمثل وضع بعض لاعبي الكرة حين التقاطهم صورة تذكارية في الملعب من الذين يقفون في الصف الامامي والذي يتطلب منهم انحناءة قليلة لكي يسمحوا لمن ورائهم بالظهور في الصورة .
فهي لم تاخذ وضع القرفصاء ولا وضع التخلي او التغوط لكن هو وضع ما بين القيام والقعود يتخلله ميل نحو الانحناء اكثر منه في التقرفص .
كانت تشعر انه ينتظر وكانت تعوّل على وفائه بالوعد والا ما كانت تسمح لنفسها ان تكشف عن عورتها بمثل هذا الشكل الذي بدت فيه كُبريات اعضاء جهازها التناسلي عارية مكشوفة امام ناظريه . .
فما كان حالها سيكون لو اخطأ او سها او عمد فلم يرع عهده . . فارخى حاجبيه وكشف عن حدقتيه . . وما كان سيحالفها من الحظ لو اطلع عليها احد من اسرتها وهي تصنع ما تصنع الساعة ؟ ! لكن ما مِن أحد يدري أسرار لعبتها ولا من احد يمكنه ان يقع على حقيقة محتويات فنونها الخاصة بها !
كانت تعلم انه هو الاخر يشعر بارتباك وتشكيكات لا بد وان تقوده الى حدسيات او تخمينات ليس له ان يستبعدها لكنه لا يمكن له ان يصدق حدوثها غير ان قوة لاهبة كانت تفجر فيها كل المشاعر الجهنمية الصارخة . . والتي كانت تقود بها الى اتمام غرضها وانهاء مهمتها الصاروخية رغم كل القيود الاجتماعية والتحجيمات العرفية . .

( 10 )
لم تذعن لاي حلم يمكن ان ينتابها فيلهمها العزوف عن ادائها او الاذعان لما يخالف مثل هذه المشيئة او النكوص عن مثل هذا الاقدام وفعل ما لا يمكن ان تحمد عقباه !
ظلت للحظات ترقبه وهي مغمض العينين فاغرا فاه من دون ان يصدر عنه اي تململ حتي تأكد لديها وفي قرارة نفسها ان بامكانه احتمال اكثر من هذا وانه يمتلك ثقة بنفسه الى حد لا يوصف لانه رضي بمثل شرطها وانه يحبها لانه قبل بمثل اختبارها العصيب هذا .
ولكن ، هل يتملكها شيء من الخجل ؟ ولكن مماذا ، انها لم تكشف عورتها ولم تخل بالحجم الاخلاقي الذي تكتنزه شخصيتها ولم تستقص ثقتها بكرامتها لانها لم تلق بها صوب حمامات الامتهان او الى خارج الاطارات الاجتماعية . . الى ابعد مما يمكن ان يعهده فيها كل من حولها فيها من حسن واعتدال !

( 11 )

لكنها لم تتوقف الا بعد ان اخلت مثانتها من اخر قطرة من بولها الذي كان له ان يسّاقط عموده في حلق ابن عمها الذي كان قد امتثل لاوامرها والى النهاية وكان قد اجتاز امتحانها بنجاح باهر . .
لكنها لم تنس انها شعرت في وقتها كما لو كانت قد احيت ميتا هي كانت قد ابتعثته من غمرة العدم . . لقد ايقظت فيه الحب الذي لم يكن بوسعها ان تخلقه فيه منذ ان غدا بوسعهما اللعب معا . .
لكن كيف كان لها ان تشعر بذلك وهي التي ما كانت تدرك حقيقة ما يتحرك في داخله بل انها ما كانت تهتم بذلك ولا كان عمرها يسعفها بالمزيد من امثال هذه الافكار الا انها كان لها ان تجيب على نفسها : وكيف كان يسعف ذاتها ان تهتم بمثل هذه الالعاب الساخنة او الغريبة . . سؤال ربما ظل يتردد في ذاكرتها حتي بعد ان بلغت ما بلغت وعادا يلتقيا من جديد . .

( 12 )

هو الاخر ما كان ليفكر بها عاطفيا كثيرا لكن لا يعلم ما الذي حدث ، وذلك بعد ان لعبا لعبتهما معا . .
كلاهما يقف اليوم ازاء الاخر ، لكنها تذكرت بعد مضي الاعمار وسني كثيرة كانت قد خلت من بين ايديهما كماء اجتمع في كف ثم اهرورق من بين الاصابع من دون ان ينبت فيه نبع ماء جديد او معين مصب لا يتوقف غديره عن الحركة والانبعاث
فجأة عادت تسائله :
ـ هل لنا ان نلعب لعبتنا تلك من جديد؟

( 13 )

وقف مبهوتا . . ثم ابتسم وقال :
ـ بالتأكيد . .
لكنه استدرك . . وبسرعة :
ـ وهل لي هذه المرة ان تعفيني من اغماض عيني . .
ـ اما وتسألني الان فانه كان بامكانك حينما كنا صغيرين ان لا تغمضهما . . واليوم لك ما تريد !
ثم استدركت :
ـ ولكن إن اُصِبت بالتهاب معوي فانا بريئة من دمك . .
ـ فلو كنت تصيبيني بعاهة كان لك ان تلغميني بها حينما فعلناها اول مرة . .
قالت :
ـ مثلما الحظ يخطئ ويصيب فالاقدار ايضا يمكنها ان تعفو او تطعن في الصميم !
فقال :
ـ لكن . .
قاطعته :
ـ بدون لكن . . ويمكنك ان تسأل عن نجاسة ما أبلّ به ظمأك . .
صامتا مصغيا . . بينما اطنبَت :
ـ فاني طالما اُسعدك بلحظة حب فليس ثمة الا طهارة تعفّ ما قبلها من خبائث !
سكتت ثم نظرت اليه وعادت تقول :
ـ بشرط . .
قاطعها هذه المرة :
ـ عدنا الى الشروط . . فشروطك لا تنتهي ، هل ستمنعيني مرة اخري ؟
ـ اجل الا اذا ارتبطنا معا برباط مقدس !
ـ ماذا ؟
ـ واضح كل الوضوح ما قلته . .
ـ انك . . واني . .
ـ لست علي استعداد ، لقد فاجأتك . . اليس كذلك ؟
ـ ربما . .
ـ ولكنها الحقيقة !

( 14 )

بعد مضي اعوام اخرى كان ثمة لقاء جديد وذلك بعد ان وخط الشيب شعر رأس كل منهما !
قالت له :
ـ ها انا اراك لم تتزوج بعد ؟
ـ وانت الاخري اراك كحالي !
ـ اما للهوى نهي عليك ولا امر ؟
ـ نعم انا مشتاق ولكن مثلي لا يذاع له سرّ .
انتهرته :
ـ كفي . . ان كان لك سر كنت وافقت على طلبي ايام دعوتك لنكاحي !
فقال لها :
ـ كنت اود الاحتفاظ بك في ذاكرتي !
ـ انها اوراق احترقت واليوم تريد ان تلبسها ثوب القديسين ، فانّي لك ان تحيي اوراقك كي تعيدها سيرتها الاولى وتثبت حسن ادعائك ؟ !
فقال :
ـ واليوم ؟
قالت :
ـ اما اليوم فان حتى شعر ساعدي الذي واظبت على محوه . . لو تركته ينمو لحكي لك قصص الشيب الذي سعي سعيه للتنكيل بي.
ـ ولكن زغب ساقيك لم تنلهما الاقدار بعتب ؟



( 15 )

ـ انها هي الاخرى ترعي انجما لم يسهر احد لتحية مقدمها ! لاني واظبت في اول سني مراهقتي على طلي ساقَيَّ كي اثبت انوثتي !
ـ انوثتك كانت دائما تختفي خلف وجودك النسوي ..
ـ اني امرأة منذ ولَدتني امي !
ـ ولكن من علامات البلوغ لدى الانثي ان ينمو الشعر لا سيما الخشن منه فوق العانة .
ـ انك بذئ .
ـ لا حياء في الدين .
ـ منذ متى تعلمت هاتين الكلمتين .
ـ منذ ان فكرت ان انثي تختبئ خلفك !
ـ تقصد منذ ان تركتُ عدم رؤيتك لكبريات اعضائي الانثوية حسرة في نفسك حتي كبرت وكهلت وشاخت ايامك ..
ـ ولكن لو تركتني اراه كنت اليوم احمل صورة ثرّة عنه ولكن ما الفائدة في اليوم إن سمحت لي بالتطلع اليه . .
ـ كيف ؟
ـ لانه هو الاخر قد شاب وهرم واصبح نسيا منسيا . .
ـ بُعداً لكَ ولِطيرك . . طير الله ولا طيرك . .
مبتسما صامتا ، فقالت متبعة كلامها :
ـ ان اشيائي يصونها الدهر ، ولئن تغيّت الدهور مفاتن المرأة وتمحوها وتنسخها الا انه ليس بمقدورها ان تنال مما خفي منها واستتر بتلك السرعة التي تنال مما كان قد ظهر منها وبان !
ـ واذن ، فهل لك ان تمنحيني قبلة خفية؟
ـ سبق وان عرضت ذلك عليك .
ـ تقصدين منذ سنوات خلين ؟
ـ واليوم اكرر نفس الشرط .
ـ بتكرار نفس اللعبة ؟
ـ بالتأكيد ؟
ـ لا اتصور اني ساوافق هذه المرة .
ـ واذن ما عليك الا ان تبقي خلف الابواب تنتظر رحمة البارئ كي ينهي عذابك ويتركك ترحل بهدوء صوب العالم الثاني !
ـ ولكن هل يمكنني ان اعيش الحلم ؟
ـ ولكن لم تهرب من الواقع ، لماذا ترفض طلبي ، لماذا لا ترغب في نكاحي ؟
ـ لاني كنت وما زلت اعيش من اجلك ، انت تلك الصبية وليست تلك المرأة البالغة .. كنت وما زلت احب فيك روح المغامرة ولكني كنت وما زلت لا احب الاقتران بك !
ـ انك غبي بل انت انسان وقح وقاسي القلب وعنيد و. .
ـ وصلف ، اعلم لكني كنت وما زلت اوفي حبيب واخلص صديق لكِ! الم اكن كذلك ؟
وبلحن مبتسم اجابته :
ـ وما زلتَ كذلك !
قالت :
ـ دعنا نكرر اللعبة ؟

( 16 )

فقال متنبها :
ـ بدون اي شرط ؟
ـ بدون اي شرط !
فهالته البشارة من شدة الفرحة التي كانت تملكته ، فقال مستذكرا :
ـ حقا ، ما زلت تلعبين الكرة ؟ ..
اجابته :
ـ قليلا ، لكني انشغل الان بتدريب فريقين من الفرق احدهما يمثل ناشئة الفتيات والاخر يمثل بالغات !
ـ جيد !
لكنه فجأة كان كمن تذكر شيئا كان يفترض به ان يبحثه معها ، فقال لها :
ـ أي علاقة يمكن ان تربط ما بين الشعر النابت فوق عانة المرأة وما بين الشعر النابت فوق جفنيها ؟!
فاعترضته كما لو كانت بوغتت :
ـ ماذا ؟ . .
ثم زمت علي شفتيها كأنها ارادت ان تلومه علي لغته العارية من الكلفة . . غير ان شعورا مسبقا كان قد سيطر عليها كما لو كان لمثلها ان يَعتبر تعاطي مثل هذا الكلام وامثاله مع ابن عمها ورفيق عمرها وفي مثل هذه الظروف سياسة ترويحية عادية ومعاطاة طبيعية فانشرحت اساريرها ثم انفرجت شفتاها عن بسمة عريضة سرعان ما قطعتها بحركة تعاقلية من حاجبيها وقالت :
ـ اني من حيث اعلم ، فان الجفن يحجب الشعاع القوي عن العين المجردة . بينما يحجب الشعر النابت فوق عانة المرأة عينها غير المجردة !
فقال :
ـ وربما كان هو نوعا من التمويه عن قلب الاسرار فيمنع الاخرين من رؤيته وابصاره كما تموه الاحراش غارا ينبغي التستر علي مكانه خوف ان يعلم به احد وينال من فيه بضرر او يسرق ما فيه !
لكنها رجعت وقالت :
ـ اذا كان ثمة اشخاص من مثلك ممن يُخاف عليه منهم فلربما صحّت فلسفتك التعبيرية وصح مثل ذلك التمويه !
فاضاف معقبا :
ـ بالاخص اذا اضفنا عظمة الخلقة التي اصطفاها الله انثي البشر من حيث اخفي عضوها الانثوي مستترا في منحدرٍ متناه في الدقة عند محل التقاء فخذيها وانعقادهما في محيطها الشرجي!
بينا واصل حديثه وهو يركز النظر في عينيها فقال :
ـ وارى ان الشعر النابت فوق العانة يقوي من قوة تماسك هذا الشحم المتراكم تحت البشرة في هذه المنطقة من جسم المرأة خاصة كجذور تعمل علي تماسك التربة حتي لو تقطعت جذوعها واغصانها . .
واذا بها تقطع عليه سلسلة الحديث :
ـ وهذا ما يشي بعظمة خلقية من حيث دلالته الخفية . .
وبسرعة :
ـ ماذا . . وكيف ؟
ـ اذ ان الله يتعامل مع الانسان من حيث يقلبه بين افنان رحمته ولو انه صاغ له القوانين لكنك تراه يتعاطي معه بروحها وليس بنصوصها وحذافيرها . .
ـ وما علاقة ذلك بهذا ؟
ـ انه خلق شعر العانة لكي يمسك بمثل هذا المكان لكن هذا الشعر حتي لو تم حلقه فان اقتدار المنطقة الشحمية سوف يظل مشجعا علي الحفاظ علي مثل تلك المكان ! فالقانون ان ينبت الشعر لكن روح القانون هي التي يتحرك فعلها في داخل الاحشاء وتحت البشرة والادمة من دون ان يختل عملها حتي لو زال ظاهرها من الشعر الخارجي لان جذورها بقيت راسخة في الاعماق يعني اعماق النفس الانسانية لان الانسان يتعامل مع روح الاشياء باسبابها مع استنثناءات ربما تنفي هذه الاسباب لاغراض خاصة او عامة !


لكنها فجأة تأففت وتعالت علي مشاعرها ، ورجعت تحرك ساعديها العاريين حتي بان اديمهما صافيا . . فحانت منه التفاتة اليهما ، فقال لها :
ـ اراك تعمدين الى طلي ساعديك . .
لكنها لم تهتم لمقولته فعادت تقول وقد اصبحت كمن تضايق الوقت عليه وركبتها العجلة خوف ان تفوتها فرصة صارت تهتم بها الان اكثر من اي وقت مضي :
ـ ما عليك الان الاّ أن تصغي اليّ وتحدق في عيني ، وتطيل النظر في ناظري . . وانا الاخرى سأفعل نفس الامر . .
ـ ماذا ؟
ـ هيا !
واذا به يغرق في ناظريها ويمعن من دون ان يعلم لماذا يستمع ويصغي اليها هذه المرة واللعبة تقتضي مواقع وصيغ اخري .
واذا بها هي الاخرى تطيل النظر في حدقتيه وتسهب في النظر الى عينيه . .
فقال :
ـ اتريدين ان تدعيني انام مغناطيسيا ؟
لم تجبه بل قالت :
ـ تمدد واستلق !
فتمدد واستلقي دون اي كلام ، وفغّر فاه دون ان يغلق ناظريه ثم أقعَت هي نصف منتصبة كحالها في صور كرة القدم وذلك فوق منه واذا بها تحدق في عينيه من جديد من قبل ان ترخي سروالها الداخلي وترفع ثوبها الى اعلي . . لكنها تذكرت امرا غاب عنها ، انها الان لا تجد في نفسها حاجة الي التبول ، فكيف لها ان تمارس لعبتها بدون حجم لا يستهان به من الامتار المكعبة ! لكنها اضمرت في نفسها ان تكتفي بقطرات منه كما لو كانت ادّخرتها له . .
غير انه كان وجد نفسه منقادا اليها لا اراديا حتى غمرته بنظراتها التي لا تلوي علي شيء سوي اغراقه في عوالم مختلفة ليس لها انتهاء . . ولم يكن لير بعدها سواها . . سواها كما كان يقول لها ويحدثها بانه لا يهوي منها الا هي حينما كانت صغيرة صبية . .
ولكن كانت عيناه تغيمان بين اطياف السحاب الانثوي ، اذ انه ربما كان يبحث عن انثاها التي اختبأت خلفها كل تلك السنوات ولكنه اليوم وجد نفسه لا يراها الا من حيث كان يري فيها تلك الصبية المسترجلة والتي كانت تلاعبه وهو راضخ لها خانع !
لكنه كان جادا في رؤية انثاها لكنها استغرقت وجوده زمنا طويلا حتى افاق على صوتها . .

( 17 )

كانت تناديه :
ـ هيا ، انهض وافتح عينيك ، ها قد انتهت اللعبة ، هيا انهض قبل ان يصل احد . . انت تعلم ان ابي يعني عمك في عمله الان وامي كانت قد غادرت لسبب طارئ ملح والان ما عليك الا ان تذهب الي غرفتك وتنشغل بكتابة فروضك والانتهاء من واجباتك وسأفعل انا الاخري نفس ما اوصيتك به !
نهض الصبي الصغير وهو يحدق في عيني الصبية الصغيرة وهو يقول لها :
ـ ان العطر الذي نضحته ثوبك قد غطي على رائحة حامض اليوريا .
فقالت مستخفة :
ـ لا يا شهم ، فانا كنت قد نضحت كبري كبريات اعضائي الانثوية عطر امي الذي غالبا ما تتطيّب به !
غير انها اطالت النظر اليه وهو تحدجه بصمت واستهانة ، فقالت :
ـ اكنت تتصور اني فعلا جمعت ثوبي وارخيت سروالي كي اترك رائحة اليوريا عالقة في جوفك . .
فانتبه اليها وحيرة غير متآلفة كانت تتجاذبه فتساءل مندهشا والخوف يكاد يطعن في كل ملامحه التي بالغت في التعبير عن حقيقة مشاعره الخفية :
ـ واذن ! ماذا صببتِ في حلقي ؟
ـ يا مغفل ، لم يكن في يدي سوى قنينة كنت ملأتها بعصارة الاقحوان المغلي الذي كنت تركته يدفأ وجمعته خصيصا لك كي اوهمك وارى انعكاس الفعل على ملامحك واحاسيسك !
ـ حقا ، ولكن . . هل هذا يعني انك لم تتركي سروالك ينحدر الي اسفل . .
قاطعته :
ـ لقد فعلت حقا ، من اجل ان اُلبِس عليك الحيلة بكل حذافيرها فتنطلي عليك كل معادلاتها التي توهمك وبامكانها ان توهم امثالك باني لم ارشّك الا بسائل بولي النقي والذي له ان يزيد من نقاء جوفك ومعدتك !
ـ يعني . .
ـ اجل ، صنعت كل ما قلته لك اني سأصنعه من دون ان اعمل التخلية في ثغرك !
ـ حقا انك مناضلة !
فجأة قالت:
ـ مناضلة ! ماذا تقصد ؟
ـ لا ادري ولكنها كلمة كنت سمعتها من ابي كان يقولها لامي وانه ليرددها دائما على مسامعها كلما نهض من نومه صباحا واساريره منبسطة كما لو كانت تحكي قصة ليلٍ هانئ طويل !
فتساءلت :
ـ أهو يرددها علي مسامعها فقط عند كل صباح ؟. .
أجابها قائلا :
ـ لا ولكنه كذلك يفعل غالبا ، مع انه يقولها لها بين الحين والاخر . . بل انه ظل يقول لها انك مناضلة وما زلت كذلك ، فجسمك لا يعرف الراحة لا عند الفجر ولا عند الظهيرة ولا عند المساء ولا حتى في كل الاوقات التي أنتهزها !
ـ ينتهزها ؟
ـ اجل هو كان يقول كذلك !
ـ أتعلم ان اباكَ انتهازي !
ـ عمك تقصدين !
ـ أجل ، وبكل تأكيد !

تمت بعون الله تعالى
مع تحيات جمال السائح
Almawed2003@yahoo.com

قطط من نار او قطط تلتهم النيران ــ رواية قصيرة



قطط من نار

او قطط تلتهم النيران

رواية قصيرة


( 1 )

لم اكن ارغب في السفر كثيرا
لكني كنت ارى نفسي مهتما به كثيرا
ربما اكثر من غيري
ربما اكثر من المعتاد لدى الاخرين
وكان عملي يتطلب مني كذلك
وان اكون بين الاونة والاخرى
ضيفا على مكان دون اخر
او ان احل في بلد هكذا
دون البلد الاخر
لكني وبمرور الوقت
كنت قد اعتدت هذه الحياة
الا هي

( 2 )

هي لم تعتد حياتي ابدا
بل كانت تحاول ان تثبت جدوى العكس
عكس تصوراتي ومتضادات حياتي العملية
حيال الاسفار والرحلات
اجل كأسفار ورحلات رجال الاعمال
لكني لست رجل اعمال محترف
غير اني ساكون كذلك
لو زاولت الترحال والسفر اكثر
لو كان لرؤوس اموالي ان تتضاعف
نعم فسيكون لي ان اغمر من حولي
بما يشغلهم اكثر من اليوم
مع اني وفي الوقت الحاضر افعل
وافعل مثل ذلك
لكن ليس كما يفعله اصحاب الملايين

( 3 )

وحينما كنت اعود من كل سفر
كنت اراها في زي اخر
كانت تحاول ان تبدو لي بمظهر جديد
كنت اراها ملتهبة
تتشظى وتتلوى من شدة الوهج الدنيوي
كانت تحاول ان تثبت حبها لي
وانها لم تعد تحتمل
ولو واصلت السفر هكذا
فستنقلب في يوم من الايام
الى شخص اخر
لا يمكنني التعرف اليها ومن خلاله بسهولة
وبذلك سيكون لزاما علي في وقتها
ان ابكي طللها او اشكو فراقها الى من حولي
لاني حقا ساكون قد افتقدتها

( 4 )

اخر مرة عدت فيها
فتحت باب شقتنا الكبيرة
كانت تحتل موقعا شامخا
وهادئا بشكل نسبي
رغم انها تقع في وسط المدينة
في افخم الاحياء مكانة وسمعة
كان الوقت صباحا
كنت قد وصلت من المطار باكرا
ولم تصل الخادمة الى الشقة بعد
لانها كانت تفد علينا كل صباح
في حدود السابعة
كانت زوجتي نائمة
كنت مضطرا الى ايقاظها
لاني شعرت بشوق غريب اليها
ابتسمت هي
ثم احتضنتها ونمنا سوية

( 5 )

لم نستيقظ حتى الظهيرة
نهضنا معا
ودخلنا الحمام معا
ثم حاولنا محاولات جادة اخرى
اقصد بعد ان كنت مارستها معها في الصباح
لكن عينيها كانتا تبشران بنوع من البشارات
او الاخبار الجديدة غير المتوقعة
كانت نارية حادة الى درجة قوية
لم استطع في خلالها ان اتميز وبدراية
اي نارية كانتا تشتملان عليها
اهي نارية الشوق والشبق
ام نارية المشاريع الصاروخية غير المتوقعة

( 6 )

وحينما جلسنا الى المائدة
نتناول طعام الغداء
لم تكن قد هيأت شيئا لذلك اليوم
فكنت قد تلفنت لاحد المطاعم
بان يرسل الينا افخر اطعمته
ورغم ان الطعام كان شهيا
الا اني لاحظتها على خلاف عادتها
فلم يتمكن من اشغالها بالحديث عن شهيته
وحسن طهي العاملين في ذلك المطعم لافخر الاكلات
فلم تستطع ان تكتم مشاعرها
تلك المشاعر التي اخافتني جدا
والى حد جعلتني انشغل وافكر بها
اكثر من تفكيري بالاستمتاع بلذة الاكل
لكنها لم تنبس بحرف واحد
اقصد بهذا الصدد الذي ظل يقلقني

( 7 )

كنت اعلم
انه طالما شغلها شيء
فانه لا بد وان يكون شيئا مهما
ولا بد ان يحتمل الامر الخطير
لانها لا يمكن ان تعير الاسباب البسيطة اي اهتمام
هكذا عرفتها
وهكذا هي الاخرى كانت قد عرفتني
اهاب كل امر خطير
ولا احتمل الوقوف بوجه مشاريعها الخطيرة
ولا احاول ان اسرد شيئا من تأريخها المشاريعي
لان واحدة من هذه المشاريع
تكفي اللبيب ان يخرج عن افكارها بنتيجة قوية
لا يمكن ان تشوب حكمته
ولا حتى بقيد أنملة

( 8 )

ذات يوم
قالت لي
لقد قررت ان اتزوج
وعندها كنت افكر في كلامها
دون الرد عليها او الاشارة
بعد ايام
قررت الاحتفال
وبالفعل عقدت لذلك مجلس عرس
كانت هي العروس
واجتمع حولها الكثير من اصدقائها وصديقاتها
ولا انسى اني كنت من المدعوين
وطالبتني في وقتها ان ادعو كل صديقاتي
كي يتعرفن اليها اكثر من اي وقت مضى
لانها كانت تحسن خلق وتدبير المفاجآت

( 9 )

ثم انها كانت تجلس على المنصة لوحدها
ولم تكن هناك كرسيا اخر
يمكن ان تتركه لعريسها
ثم نهضت في منتصف الحفل
ودعتني الى الجلوس مكانها
كان الجميع يتطلع اليها بنظرات مشوبة
وايحاءات تحتمل حدوث اشياء غير معقول
وحينما جلست
وثبت اليّ وجلست في حضني
هي وثياب العرس
ثم قالت
الا يحسن ان يكون للعريسين كرسيا واحدا
طالما كان الفراش الذي يضمهما واحدا

( 10 )

بعدها طالبت الحضار
بان يجلس كل رجل على كرسي
فتبقى النساء والبنات واقفات
ثم يخترن اي ذكر من المدعوين
فيثبن الى حضنه
من دون اية دعوة للمشاركة
كان المشروع شيء غير مجد
لانه لم يكن من الضروري وبشكل تام
ان تقنع كلماتها كل الحاضرات
لكني وقفت امام مشهد عجيب
رايت جميع الفتيات كما لو كن ينتظرن اوامرها
فوثبن وثبة واحدة
حتى اقتعدن وفي لحظة واحدة احضان الرجال

( 11 )

ثم اشارت الى الخادمة
وفي لحظة واحدة
كانت الاضواء خامدة
وانقلب لون الحياة من حولي الى سواد
ظلام في ظلام
ولم اكن اسمع الا همهمات
لكني شعرت انها نهضت
ثم عادت الى جلستها في حضني
لكنها هذه المرة
شعرت انها تصنع معي اشياء
غالبا ما نصنعها فوق السرير
بعد لحظات
اشتعل الضوء ثانية
واذا بي اجدني امام امرأة غير زوجتي
بينما رأيت الاخيرة
تقتعد حضن اخر
وتمارس معه نفس الشيء الذي مارسته معي هذه المرأة

( 12 )

هتفت زوجتي بالجميع
لقد انكشف الغطاء
ووضحت اركان اللعبة
فلنزاولها دون حرج
ولنواصل اللعب بجولاتها
ثم اشارت ثانية الى الخادمة
فخمدت الوان الضياء
ثم راحت تتقافز النساء من حولنا
بعدها كانت كل واحدة منهن
تخلع ثيابها
وبشكل واخر
كانت كل منهن تتخلى عن قطعة من ثيابها
عند قدمي كل رجل تختاره
ثم اذا انتبهن الى ندائها
نهضن النسوة وتحولن الى رجال اخرين
وعندها كن يبدأن بنضو احد اثوابهن المتبقية

( 12 )

وهكذا استرسلوا وبانتظام في عملياتهن
رغم ان صديقاتي ممن كنت قد دعوتهن الى الحفل
لم يكن يعلمن اي شيء عن طرائق هذه الطقوس من الالعاب
والتي كنت شعرت ان زوجتي كانت قد اعدت لها طويلا
او انها كانت من المحترفات المزاولات لها
او ان جميع من حضرن من النساء
والفتيات كن هن الاخريات
مزاولات لها وبالفطرة
او محترفات لها وبالخلقة
حتى كنت اشعر بان نوبة فتيات صغيرات
كانت تصلني
وكنت اشعر انهن قد غدون عاريات تماما
وان اجسامهن البضة
هي غير اجسام النساء المتقدمات في العمر
حتى زوجتي

( 13 )

ولاول مرة
كنت اجدني امام اجساد يافعة وللغاية
ناعمة بشراتهن والى درجة غريبة
ثم اذا بي اشعر ان النار قد عادت ثانية
تسترسل في جسدي
كالاضواء المنتشرة من حولي
نعم
لقد اشتعلت الانوار من جديد
واذا بي اراني انظر الى زوجتي عارية تماما
وهي تقف متصدرة المكان
امام احد المشاركين والمدعوين الى الحفل
كانت نوبتها اللا ارادية قد الحقتها به
لم اكن اعرفه
كان احد ازواج صديقاتها
رايته كالمختنق من هول مفاجآت اللعبة
وتاكد لي وقتها انه يمارسها لاول مرة
واذن كان حاله كحالي
وكان حال الاخرين كحال كلينا ايضا
الا النساء والفتيات
لم يكن في ملامحهن اي عجب
بل كان السرور
ومرح المشاركة في اللعبة يغلب عليهن
كنت وفي كل هذا الوقت
قد انشغلت عن نصيبي من الاناث
كانت فتاة صبية صغيرة
كنت اراها تلهو باشيائي
التي كانت تحرك في نفسي
والى اليوم ..
كل مشكلات المراهقة

( 14 )

فهتفت زوجتي في الجمع
والان ..
ما علينا الا ان نمارس الحب
كما لو كنا لا نفهم منه اي شيء
سنطلب من الرجال
تعليمنا اياه
بعد ان نحاول ووفق النوبة
ان نخلع عنهم استارهم
وننضو عنهم اثوابهم
واذا بالوان الضوء تنحسر تباعا
بعد ان اشارت الى خادمتنا اشارتها المتعارفة
وتشاكلت ادوار النوبة ومن جديد
وما اذكره
انها كانت تطلب من النساء
ان لا يتحدثن الى الرجال
وان يطلقن اهاتهن بشكل هادئ
واذا بالحظ يلقي اليّ بفتاة يافعة اخرى
ربما كانت اصغر من تلك الاولى
شعرت امامها اني اولد من جديد
لقد اثارتني حقا
وجعلتني اشعر بشبابي من جديد
وبريعان العمر كما لو كنت امارس الحب لاول مرة
حتى اني كنت اقبض عليها وبكل قدراتي
الا اني كنت وتباعا اشعر امامها
اني انهار من دون ان تبقي عليّ
ولا حتى باقية واحدة

( 15 )

واذا بالانوار تسطع من جديد
واذا بي امام مفاجأة
كانت ولليوم محل حيرة وتعجب بالنسبة لي
اذ لم تكن الفتاة الصغيرة
والتي كنت امارس معها الحب
لم تكن سوى ..
لا لم تكن ابنتي ابدا
اسف
لانني وزوجتي
ورغم تقدم العمر بنا
فاننا لم ننجب اطفالا والى اليوم
فلم تكن الفتاة الصغيرة سوى ..
سوى ..
زوجتي نفسها
وحينما كررنا المحاولة تحت الانوار
خمد ذلك الحس الذي كان يعايشني قبل قليل
واني حقا امام فتاة صغيرة
يسرني ان كنت قد نقلت اليكم هذه الحادثة
وهي لم تشتمل على اي خدعة او لعبة
لاني كنت متأكدا حقا من انها لم تزايلني
اقصد تلك الفتاة الصغيرة
كي تخادعني مثلا زوجتي فتدفع بصغيرة
تمارس الحب معي
وقبل ان ينطلق شعاع الضوء
تتبادل واياها المقاعد الرجالية
لا ابدا

( 16 )

اقسم على هذا الامر
اني وعلى الرغم من اني كنت اعيش اللذة بكاملها
وكنت اشعر اني افقد عقلي تماما مع تلك الفتاة
او هي التي تحاول مثل ذلك معي
لكني لم اكن لافقد قواي العقلية والمدركة
والتي لها ان تثبت لي
انه لم يكن في الامر اية لعبة
وانه ما كانت الا واحدة
تلك التي مارست معي الحب
وظلت في حضني تستريح
حتى بعد ان صرخت مشاعل الضوء في احداقنا
وهي تبهرني بعمق المفاجأة
وتبهر غيري
كما ابهرتهم منذ قليل وفي اوقات متناوبة
حيث ان الضوء وكلما اشتعل
كان لغيري ان يجد حبيبته او زوجته
في احضان غيره
او ان يجد نفس زوجته في حضنه
لكن ان يشعر انه يمارس الحب مع صغيرة
لا يمكنه ان يكتشف جسدها البض
والناعم اكثر منه في الواقع نفسه والمعاش يوميا
وان يعقل انه ما كان الا جسد زوجته

( 17 )

اقول ولمرة اخرى
اني كنت ولا زلت املك زمام عقلي
في تمييز مثل هذا الامر
ولقد ظل مبعث حيرة لي
لاني وكلما عدت وفيما بعد
الى ممارسة الجنس معها
ما كان يكتنفني مثل ذلك الاحساس ابدا
ولا حتى اي ذرة من ذلك الشعور
لم اكن احس اني امارس الحب الا مع امرأتي
تلك التي تقدم بها العمر
ولم اكن اشعر اني امارسه مع جسد صغيرة
او جسد يافعة حتى لو كان لزوجتي
نعم حاولت ان ابرهن لنفسي
او ان اقنعها
باني ما كنت احس بطراوة جسد زوجتي
الا حينما مارست معي مثل تلك اللعبة
لكن هيهات
ان اشعر بثبوت مثل ذلك الحس او الاحساس
لم تكن القناعة الكانفة لي
سوى انها امرأتي نفسها
تلك التي كانت هي وبلحمها وعظمها
قد بلغ بها العمر مبلغه
وانطوت على سني من العمر
لم تكن بالقصيرة المدى ابدا
بل كانت طويلة ، ولا زالت تشتمل عليها

( 18 )

وحينما كنت اخبرها بذلك
تقول لي
انتم معاشر الرجال
يكفيكم ان تعثروا على جسد اخر
حتى تنشغلوا به
وترون فيه نصيبكم الضائع من الحياة
وعنصرا اساسيا من عناصر المدينة الفاضلة في العري
ثم حينما تعودون الى زوجاتكم وحلائلكم
لتجدون انفسكم
كما لو انها كرّت الى قسورة
بعد ان كانت قد فرّت منها
ولمّا تصدق بعد
انها كانت قد فعلت
وحينما تصطدمون بواقعكم الممل
حين اعتدتم الغدو على اجساد هي وبعينها
تلفون انفسكم كالمغبون في حظه
ثم لتصبحوا على ما فعلتم نادمين
حين تركتم الاجساد الجديدة
والتي لم تكن اجسادكم قد التصقت بها ومن قبل

( 19 )

لكنها هذه المرة
وحينما استوحيت من قلقها
انها تشتمل على مشروع ولعبة جديدين
كرهت ان ابادرها
تركتها تسترسل في انفعالاتها
حتى وجدتها تعترف لي
بما اضمرت في قلبها
واستوحته في دخيلتها
لقد فاجأتني هذه المرة ايضا
ولكن بشكل رهيب اكثر
بشكل يدعو الى السرور
قالت انها حبلى
وان الجنين ولد وانثى
يعني توأما
هالني الخبر
ولم اعد اعرف
ومن فرط السعادة ماذا افعل
لكنها عادت وقالت لي
انه من غيرك
لانك كنت ولا زلت عقيم
وانت تعرف هذا !

( 20 )

كنت استمع الى هذا
ولا ادري ..
كيف تركتني افكر في غير كلامها
حتى جعلتني استعيد تفاصيل ذلك الحفل
وكيف كان لكل امراة او فتاة
ان ترتدي ما اجتمع امامها من ملابس
كان يمثل حظها من الثوب في اللعبة
وهي قطع مختلفة للنساء والفتيات المشاركات
وربما كانت هناك قطع متجانسة
او فقدان لقطع ضرورية من قبيل الملابس التحتانية
لان ما اجتمع ثمت
يعبر عن حظ كل امرأة وفتاة
فلربما يسقط بين يديها متاع باهظ الثمن
وربما كان اجتمع بين يديها اثواب داخلية فقط
فما عليهن الا ان يخرجوا من شقتنا
بمثل تلك الملابس التي اجتمعت بين يدي كل منهن
حتى لو كان لاحداهن ان تخرج
وهي مرتدية سبع قطع من الاثواب الداخلية لا غير !
ولقد تميزته فيما بعد
انه قانون اللعبة
ولمن يشارك فيها فما عليه الا ان يلتزم بقواعدها
والا يحرم نفسه من المشاركة بها في المستقبل
وبالفعل لقد تكررت مثل تلك الحفلات في بيتنا
اجل .. ولقد كان على كل من المشاركات في الحفل
ان تفحص ـ بعد انتهاء الحفل ـ ما تجده امامها من ثياب
من دون ان تمتلك اي حق
في مبادلة غيرها بما عندها
وذلك في اخر دورة تناوبية لها
حتى لو كانت القطع متجانسة او لا تناسب مقاسها
ولا غرو ان تكون الاحذية ايضا جزءا من اللعبة

( 21 )

مع انها كانت تصر عليّ ومن قبل
ان تكون رفيقتي في السفر
والرحلات والتجوال
وان ترافقني دائما اينما سافرت
وحينما كنت ارحب بمقترحها
كنت اراها تسائلني
عن طريقة ووسيلة سفري
فكنت اخبرها ان رحلاتي طيرانية
فكانت تترك اصابعها تلهو بشفتيها
ثم كنت اصر على مرافقتها لي
الا انها كانت تتراجع
ورويدا رويدا ادركت انها تخاف الجو
لذلك كانت اختارت وفي شهر العسل
ان تكون رحلتنا برية
تحت ذريعة كانت اختلقتها
وهي انها تريد ان تمتع ناظريها بالوان الطبيعة الخلابة
فاضطرتني الى ان اقطع وبسيارتي اميالا طويلة

( 22 )

واذن ..
فانها كانت تخاف ركوب الطائرات
والى درجة كبيرة مفزعة
وحالما كنت اخبرها ان اسفاري كلها جوية
كانت تلوذ بالصمت
وتعزف عن الاصرار
ولا تلوي على شيء الا كتمان خيبتها
فالخوف
كان احد اسباب حرمانها
من مشاركتي اسفاري المتعددة والدائبة

( 23 )

لكنها هذه المرة
صدمتني بمقترحها الجديد
وهي ان تبقى الى جانبي
في كل اسفاري
وان ترافقني حتى لو كانت وسيلة الرحلة
سفينة فضائية وليست طائرة نقل ركاب
عجبت من امرها
قالت لي
لقد تشجعت
رغم ممارساتي المتعددة للحب مع اخرين غيرك
الا اني كنت اضطر الى تناول الحبوب
كي لا يقع الحمل

( 24 )

ثم مستدركة
لكني وفي ذات يوم
وجدت نفسي فارغة
الا من فكرة واحدة
وهي انه لو لم تستطع الانجاب
حتى ومن خلال طريقة الانابيب
لماذا علينا ان نظل العمر كله بلا اطفال
ويكفي اني وفيت لك عمرا بكامله
فلم انجب لك من احد غيرك
لكني اخيرا
طاوعت عقلي وسلّمت الامر الى عواطفي
واستسلمت لغيرك
الذي منحني هدية
لك ولي
ما الفرق
ثمة اناس يمنحوننا هدايا
لقاء بيت جديد ابتعناه
او سيارة جديدة اشتريناها
او شركة جديدة دشّنا العمل بها
او .. او ..
فلتكن الهدية طفلا
فكنت ارقبها بهدوء واسائلها
هل انت متأكدة مما تقولين
فقالت
وهل تراني امزح معك ؟

( 25 )

ثم انها كانت تستدرك القول
وتحكي لي قصتها
وتفصح لي عن عدم استشارتي في الامر
لانها كانت تعرف مسبقا ..
اني لا احظر عليها امرا تحبه
وبالفعل ..
لقد حالفني الحظ هذه المرة
حينما اهداني الرجل جنينا
وعاجلني الاله باخر من عنده
فكان توأما لنا
يحتضنان امالنا ويحتفيان بكهولتنا
بل يرعيان اهدافنا كافة
الدنيوية والاخروية
فيدعون لنا في العلن وفي ظهر الغيب
وفي حياتنا وبعد مماتنا
وكل عمل صالح يقومان به
سيكون لمردوده افضل الصالح لنا
حتى لو كنا في عالم الابدية والاخرة

( 26 )

كنت اجهل سياستها في الكلام
وكيف لها ان تبرر الافعال
وكيف لها ان تحاول الاقناع
وتمارس التوسل بكل اسباب الحل والعقد
عبر الافصاح عن رغبتها
تحت ذرائع متكاملة ومغالية في الحسن
ثم اني لم افهم
هل ان حصول الطفل
هو الذي منحها الشجاعة في امتطاء ظهر طائرة
وان تظل مرافقتي في ترحالي
اينما حللت وسافرت ..
والى يوم يبعثون !
لكني لم افهم السبب
وقلت لها ان النساء حينما يحبلن
يفكرن براحتهن اكثر من اي وقت مضى
فكيف تقترحين علي بان تكوني مرافقتي
واسفاري كما تعلمين كلها رحلات عمل
وغالبا ما يكتنفها التعب والارهاق
فكانت تقول
سوف لا اكون لوحدي
سوف نكون نحن الثلاثة الى جانبك !
لم افهم استدلالها ايضا
لكنها عادت الى الكلام
بعد حدوث الجنينين
صرت اكره المقام وحدي
لا ادري لماذا
ثم عادت تبتسم
احتملني في الاشهر الاولى فقط
ثم هل جننت وصدقت اني سارافقك ابدا
لا يا حبيبي
فقلت لها وانا افكر في مرافقتها القصيرة معي
حتى لو كان لك ان تفاجئك حالة من التقيؤ في الطائرة
لا يضير !
هذا ما اجابتني به اخيرا

( 27 )

الا انها صارحتني فيما بعد
ان محاولتها تلك
هي التي قوّت من شكيمتها
وعززت من ميزان شجاعتها
ومقدرتها الفعلية
خوض تجربة
ربما له ان ينهي ازمة طويلة
وبالكامل
هذا ما قالته لي بالتمام والكمال
ثم عبرت عن نفسها
وعن صديقاتها
بانها وهن
قطط من نار
قطط بوسعهن ان يلتهمن نفس النار
لانهن من نار
وسيكون بميسورهن التهام نفس النار
يعني نفس مكوناتهن
فقلت لها
اذا كنتن كذلك فلم يعذب الله الشيطان في النار
مع انه مخلوق من النار
هل يمزح الله مع ابليس فيلقي به في مهاوي اللا عذاب
وامامنا يقول انه يعذب ابليس
فقالت
نحن معاشر النساء اعظم من ابليس
فلقد خلقنا الله من قبل ان يخلق ابليس
والنار الطينية التي خلقنا منها
هي ليست كالنار التي خلق منها ابليس !

( 28 )

هل افهم من كلامها
ان الاناث شهوة
تنطوي على شهوة
ولا تحترق بنفس الشهوة
يعني انهن ومهما مارسن الحب
مع اخرين
فليس لهؤلاء الاخيرين
ان يحيون فيهن شهوة جديدة
فهي نفس الشهوة التي كان احياها فيهن ازواجهن
على عكس الرجال
وما تثيره فيهن النساء
رغم انهن كالبيض المكنون
يشبه بعضه بعضا !

( 29 )

فالشهوة لا تطال التأثير التام عليهن
مثلما تطال التأثير الكامل والحاد على الرجال
فلهن ان يلتهمن شهوة الرجال
ويزرعن فيهم شهوة اكبر
ولا يبين عليهن اي اثر
والرجال يحمسون انفسهم ويتكالبون
ويهدرون كل طاقتهم ويصبون من العرق ما يصبون
ويلهثون قدر ما يلهثون حتى يعيون بقدر ما يعيون
بينما الاناث لا يصنعن الا الاغراء والحركات المثيرة والرياضات المدهشة
نعم .. لا انسى او اتغاضى عن حقيقة مفادها
ان الاناث ايضا يشاطرن الرجال بالرغبة
وحسن الاندماج والاستمتاع باللذة
بل ربما يفقن الرجال شهوة
وذلك حين تنحى انفسهن عليهن بشدة المراس في الاشتهاء
لكنهن وبقدر ما يلتهمن من نيران الشهوة لدى الرجال
فانهن يعدن الى اذكائها اكبر من حالها القديم
وكلما نفخن في مرجل شهوة الرجل
تراهن يعدن ليحملن طاقة على النفخ
اقوى من ذي قبل
فتنشحذ قواهن ولأكثر مما مضى
ليعود الرجل الى حاله الاولى من البداية ..
في لملمة اسباب الطاقة
والانهاك سيكون وقتها من نصيبه
والارهاق سيحتال عليه ويفتّ في عضده
وهو الذي ما زال يتوق الى المزيد

( 30 )

وتراه بعد الانزال
لمرة او مرتين او حتى ثلاثة
وذلك في النوبة الواحدة
فانه سيود لو يكتفي بمراقبة العري الانثوي
كيف يتمطى امامه ويتثنى حياله
لان اعضاء الرجال ستكون مجهدة وفاقدة للحراك
بينما اعضاء النساء ما تزال تذكي السعرات في الوقود
وتقول هل من مزيد !
جولات اخيرات
يقع فيها العضو الذكري صريعا بالضربة القاضية
لكنه غالبا ما يؤتي فشله ذريعا
سيما حين يقع مغشيا عليه في الجولة الاولى !
هل يمكن ان افسر كلامها
على هذا المنظور
ولكن لم كل هذا التفسير
فهي التي كانت قدمت لي مثل هذا التوضيح

( 31 )

اجل
وما علي الا ان اقنع بفعلها كاملا متكاملا
انها وان غامرت في اهداء اخر شيئا من شهوتها
الا انه ليس بوسعه ان يستلبها شيئا من شهوتها
ولا حتى اقل القليل منه
لانهن صناع الشهوات
ولانهن مصدر الشهوات
معمل لا تنضب مواده
ولا تنتهي منتجاته
ولا حتى صلاحيات العمل بها
فبوسع هذه الشهوة
ان تحل عقولهن اعتى الازمات ..
من تلك التي تقنع البعض
بان الحياة ما عادت ضرورية
ولا حتى التواصل مع اسبابها او ضروراتها اليومية
لان الولد لم يقسمه الله في ضمن المقسوم
فلماذا لا نختلق المقسوم وبانفسنا
بعد ان اعيتنا كل المحاولات
حتى محاولات اطفال الانابيب
او كانت هذه الاخيرة او لم تكن
فلمجرد ان مشتهياتنا هي التي حكمتنا
وبمرادفات عقلية اكيدة
سيكون لنا ان نحتمل مواقعة الخطر
غير المؤدي الى الوقوع في اخطار اكثر
كحال من اصابه الضرر في عينيه
واسلمه الطبيب الى عملية جراحية
قال له فيها
انها سوف لا تحسن من حاسة النظر لديك
لكن العملية ستحد من استفحال الضرر ولاكثر من هذا
غير ان الوضع هنا
بات يختلف حتى اكثر من طبيعة هذا المثال
لانه سيورث عيوننا حسنا وحسا اقوى
لانه سيورثنا قرة اعين !

( 32 )

لكني شعرت باجحاف
بغبن
كل هذه الطاقة الجنسية التي املكها
ولا استطيع ان احرك في احشائها جنينا
ثم استعير من غيري
طاقة تحرك في رحمها جنينا
لكن
وبمرور الوقت
علمت ان الامر لا يتعلق بفعل الجنس
ولا بقدرة الطاقة الشهوية لدى الانسان
رغم علمي الاكيد بهذا ومن قبل
لكني كنت احاول مساءلة نفسي جزافا
ونهرها
وامتحانها
واستجوابها
سيما باسئلة تستنكر عليها معادلات الحياة البديهية
كيف يمكن لجبار من البشر
نعم فكنت املك جسما عظيما
كنت بطلا من ابطال رفع الاثقال
ولقد دخلت دورات مكثفة
في وسائل الدفاع عن النفس
ما كان بوسع احد ان يقهرني
الا من كان له ان يهزمني بقدرته الاكثر

( 33 )

لكني تذكرت اللعبة
فكنت ارى انهن حينما يرتدين اثواب بعضهن البعض
كنّ اشبه بالقطط التي لها ان تلتهم النيران
لان اثوابهن كن شيئا من نار السحر الشبقي
او من نيران الفتنة الشبقية
شيئا من نيران الهوس غير القابل للاحتمال
فكان مجرد ان تجد كل هؤلاء النسوة والفتيات امامك
وبمثل ذلك المظهر
وان يرتدي كل هذا العدد منهن اثوابا وامام الباصرة
كان ليمثل عندي شيئا من العظمة النارية في السحر المشروع
رغم اني لا انسى ان حبيبتي وزوجتي
كانت اعتادت ان لا تخبرني بمفاجآتها
وحتى المدعوين والمدعوات الى حفلاتها
فلم يكن يعلم احد بخططها
وكان هذا يمثل سرّا من اسرار مهنتها التلاعبية
وتقول ان الفلم لو علم المشاهد باحداثه
ما كان له ان يستمتع بمشاهدته
رغم ان المشاركين والمشاركات بعد شروع اللعبة
كان سيكون لهم ان يفهموا اطر اللعبة وقواعدها
لكنها ايضا كانت تبقي النهايات بيدها

( 34 )

رغم انها كانت تدخل بعض التعديلات والاضافات على العابها
المستوردة والمبتدعة من عندها
فلقد ادخلت تعديلا على لعبة التناوب في الخلع
بان تمارس كل من المشاركات الحب مع القاعدين
بشكل دوري
بعد ان تطلق هي الاشارات الصوتية وفي الظلام
فيبدأن المشاركات بالتحول
وتبديل مواضعهن وتغيير اماكنهن
كي يتم التعرف من المشاركين
على اكبر عدد من اجساد المشاركات
ومن ثم يتم للمشاركات ان يمارسن الحب
مع اكبر عدد من المشاركين
نعم ..
فكل هذا كانت قد اشترطت معه الطهارة
وتوافر الصحة الجسدية لدى الجميع
مع التأكد من عدم اشتمال ..
احد المشاركين او احدى المشاركات
على اي من الامراض السارية سيما الخبيثة منها
او ضرورة خلو الجميع من اي داء جلدي
واعود واقول فانها كانت تبقي النهايات
نفسها او مختلفة
وبيدها فقط لا غير !

( 35 )

ولو حصل او يحصل انها افتقدت مثل هذه ايضا
اقصد حسن الختام والنهايات المفاجئة
فانه كان لها ان تكتفي بقوة الدهشة ..
والمفاجأة في اول اللعبة
وكان يكفيها ان ترى اللحاظ متطلعة اليها
ثم وانه ما كان ليضيرها ايضا
ان يفهم المشاركون والمشاركات
وبمرور الوقت اسرار لعبتها
لانها كانت تعوّل على اللحظات الاولى وحسب
او ربما كانت اكتفت بسعادتها وسعادة المشاركين والمشاركات
حتى لو كانت اللعبة قد تم مزاولتها لعشرات المرات
حتى لو كانت غير مخترعة من قبلها
فان قضاء امتع الاوقات ليمثل عندها مرحا ما بعده مرح
ورغبة لا تسابقها او تضاهيها رغبة اخرى !
رغم انها لو انطوت على افكار مستجدة
فانه ما كان لها ان تكشف عنها
الا بشكل مفاجأة
لان حرفة ابتداع المفاجآت
ما كانت تعكس الا لونا من الوان صناعاتها

( 36 )

ولقد عدت الى محاكاة غيري ..
من التقليديين في السؤال
نعم ..
فكيف يمكن لجبار من البشر
ان لا يتمكن من الانجاب
او ان يكون بوسعه زرع جنين صغير
لا يتجاوز في وزنه بضع كيلوات
وذلك في رحم من يحب
في رحم من يشاركه العمر بمسراته واحزانه
ولكن
هذا الامر ايضا
بات من المسائل الاكثر وضوحا عندي
فكثيرة هي الاشياء التي نملكها
وكثيرة هي الاشياء التي لا نملكها
فكما يحصل ان يملك اضعف الناس ..
عقلا كبيرا !
فمن غير المستحيل ان يملك اقوى الناس ..
عقلا صغيرا جدا !
ومثل هذه المعادلات هي كثيرة ومتعددة للغاية
ثم نسيت القضية وبالكامل
ورأيتني اعيش مع الواقع الجديد
كما لو كنت انا صانع الصغيرين
فربما كان احدهم السبب في تعييني مسؤولا للمشتريات
فليكن احدهم ايضا
السبب في صناعة الولد لي
رغم ان البعض لا يتوسل بهذا
ولا بذاك في استكمال وسائل عيشه
ولكن للقدر
ان يحكي عن لغته وبكل اجمال او اسهاب
سيما حين ارى الى زوجتي
ووفائها لي في مواصلة هذا العيش
طيلة هذه المدة الزمنية
واحتمالها الحياة قدرا لا يرحب بالولد
رغم حبها لتكوين ذرية
وولعها الشديد بامتلاكها بعضا منها
سيما انها لم تكن عاقرا
ولا في اي يوم من الايام !

( 37 )

وذات يوم
حينما عدت من دائرتي
فاجأتني وهي تنتحب
نظرت اليّ مليا
ثم قالت
تبدد الحلم
وانتهى الاجل
وتبخرت الحياة كاملة
الحق اني تعودت على عجائبها
غير اني ومن قبل ان يتهافت الامر الى فكري
كما هو بديهي من كلامها
وابادرها الى ما وقع في ذهني
اعربت لي وبوضوح عن مفاده
وصادقت لي على ما استوحيته سريعا
لقد فقدنا الجنينين معا
وفي لحظة واحدة
لا تدري كيف
لكن الامر كان له ان يحصل
وفي ظل ظروف حاقدة !

( 38 )

وعند المساء
طلبت مني عدم الخروج
كان لدي عمل
لكنها رفضت خروجي
وامتثلت بالتالي لامرها
مارسنا الحب بعدها كثيرا
ثم قالت لي
اتعرف كيف سقط الصغيرين
قلت
لم اسالك كي لا اثير متاعبك
لا
ما عليك الا ان تطلب مني التفاصيل
ثم استدركت
اني الغيتهما بالفعل من افكاري
فما كان منهما الا ان يسقطا وتباعا
من كل حقائق الواقع الخارجي
فانتبهت اليها ملحا
يعني لم يكن هناك اي توأم ولا حتى اي جنين
فقالت
ولا حتى اي حبل من اخر
ولا اي رجل اخر
وقتها ..
كنت الاعب ثدييها بشكل لا ارادي
حتى انتبهت الى صراخها
كفى
دع صدري وشأنه .. رجاء

( 39 )

في اليوم التالي
كنت مسرورا جدا
لا ادري لماذا
ادركت سري هي
من دون ان ادرك انا سري
حقا اجبتها اني لا افهم لسروري مبررا
لكني مسرور وحسب
وان ادرك شيئا من الاسباب
فهي متزاحمة ومرتبكة
قالت
اما انا فادرك
لانه بات من المؤكد لديك
اني سوف لا ارافقك في اسفارك
ايها الدونجوان المعذب
انتبهت اليها
وقلت لها
واذن وقعت على غاية الامر
لكنها عادت الى القول
غير اني سارافقك ابدا
سنكون كالحلم المسافر فوق اجنحة الطائرات
التفت اليها وقتها
اه
كم جميلة هذه العبارة
صدقيني لم اسمع منك
وعلى مدى كل هذه الايام التي عشناها معا
اجمل من هذه العبارة الحلوة

( 40 )

ومضى الزمن قليلا
ثم كنا قد اعتدنا على السفر معا
وذات يوم
كنا على ظهر طائرة كبيرة وفارهة
كانت تحتسي قهوتها وكالعادة
وكنت انا اقرأ في مجلة
فحانت منها التفاتة الى الصفحة التي كنت اطالعها
قرّبت وجهها من الصورة فيها
كانت صورتها
هكذا اخبرتني
لكني لم ار اي صورة لها هناك
كانت صورة لفنانة تشبهها
لكنها اقسمت انها هي
وطالما قد اوحى لها الدهر برؤية نفسها في صحيفة
فان الحلم لا بد له وان يتحقق
كيف
قلت لها
طالما الان انا وانت
نحلق في السماء
فلقد اقتربنا من الاله اكثر
فمن الحتمي ان نحصل منه على هدية
كيف للمرة الثانية اكررها
قالت سنمارس الحب هنا
كي نحصل على صغير
صغير الاعبه وتلاعبه
قلت لها هنا وامام انظار كل هؤلاء المسافرين

( 41 )

قالت وما الضير ايها الفنان
لنصنع حركة رومانسية
يتعلمها منا الحاضر والغائب
ومن ثم لا تنسى
نحن لا نفعل شيئا غلطا
انما نصنع ما يصنعه هؤلاء انفسهم
مرارا ومرات في كل يوم
ويدركه الصغير فيهم قبل الكبير
فان اتحدت فينا الاشياء
لم لا نعبر عن ادراكنا الفعلي تجاه رب العزة
بصناعة اشياء تثبت وحدة الوجود
بما يمكن ان نقدمه من افعال
تثير وحدتها في كل كوامننا النفسية والفعلية
لنصنع الحب
طالما كان الكل يدركه ويفهمه
لنصنعه علانية
كي يحدث الكل بالحب علانية !
ويعترف بوحدة الوجود الالهية
وان الله كان قد جمع نفس الرغبات في الناس جميعا
لانه ما كان خلقهم الا على شاكلته
شاكلته الخلقية وليس شاكلته الجسدية
لانه تعالى عن كل مقرون او تشبيه
فهو ليس كمثله شيء !

( 42 )

وبسرعة ..
وثبت على نفسها تغالب اثوابها المتشبثة بجسدها
وفي لحظات كان جسدها يتثنى امامي
فلم البث وقتها الا ان طاوعتها
من دون ان التفت الى من كان حولي ثمت
بل احسست ان المضيفة كانت تراقبني وعن كثب
ثم سمعنا انا وهي صوت صغير يبكي
فانتفضت
وقالت انه صوت جنيني
ارأيت
كيف استجاب الله دعاءنا

( 43 )

الا اني التفت سريعا لاجده طفلا لجارتنا
تلك التي كانت تجالسنا في ورائنا
وبعدد من المقاعد
الا اني وحين فعلت ..
وعدت ببصري سريعا الى مكانه
هالني الوضع الذي كنت رأيته
وكنت وقتها كمن فقد التركيز على الاشياء
لقد كان الجميع من ورائنا
ثم من حولنا وامامنا
يعزف نفس نغمتنا
ومنهمك في ممارسة الجنس تماما
عراة عري آدم وحواء
لكني عدت اسمع صوتا اخر
كما لو كان لطفل اخر
قالت حينها
هذا صوت طفلنا
وليس الصوت الاول
ثم لم اتبين للطفل الثاني اي اثر
غير ان صوته ظل يتعالى وباستمرار
الا ان صوتا اخر تميزته بوضوح
كان طرق سمعي للّحظة

( 44 )

ولقد جاءني اشبه ما يكون بصوت المضيفة
وهي تقول لنا ..
مبروك !
لقد استجاب الله دعاءكما !
لم ادقق في كلام المضيفة
لاني في وقتها
كنت احدق في اسفل بطنها
لانها هي الاخرى
كانت قد استجابت ..
لموجة الحب المحلقة في الاجواء !
بينما كانت زوجتي تهتف من الفرح
وكنت اظنها تفعل ..
تعاظما منها وسببا
لما رأته من تضامن المضيفة معها ايضا

( 45 )

لكني وفي لحظة هاجسة متصادمة
تذكرت ما قالته المضيفة التي غادرتنا
لتلتحق بركب الحفل الجوي
حتى عدت وفي غمرة افراحي تلك
افكر قليلا ..
واهمس في اذن زوجتي
(رغم ان رغبتي الحقيقية آنئذ
لو تأذّن لي حرية الامر في وقتها
كانت تتوخى جسد المضيفة الرائع لا غير
ولأسباب لا يدركها الا الله تعالى)
نعم كنت اهمس في اذن زوجتي الحبيبة
هل هذا الامر الذي ارى
هو الاخر جزء من مشاريعك المفاجئة ؟
ابتسمت لي بشطارة
ثم عادت تشاطرني الحب سريعا ..
وهي تردد في غمرة مجاذباتها لي
قطط من نار !
ليس لها ان تلتهم الا النار !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تحيات جمال السائح
روائي وناقد عراقي
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
Almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh
www.arab-ewriters/jamal2

فتاة تختن نفسها بنفسها او عذراء تغادر شرنقتها ــ رواية قصيرة

فتاة تختِن نفسها بنفسها !

أو

عذراء تغادر شرنقتها !


جمال السائح

رواية
( 1 )

كانت تقنع بان ازالة شيء من جسدها لا يمكن ان يتم الا بموافقتها فكيف يفعل البعض مثل هذا ببعض من بناتهن ويبترن قطعة من لحم قدحها تحت ذريعة اجراء سنّة ما ..
فأي سُنّة فقيرة هذه التي تصادر حق اخريات ليس بوسعهن الدفاع عن انفسهن .. ولو كان لهن ان يجرين مثلها فليخططن لها بأنفسهن ، وان يصدر مثله عن قناعات تبدر منهن .. فان طاب لها العمر فهي كفيلة بأمرها .. وان كان لاولياء الامر ان يستحثوا في نفسها التي لا تقوى على السؤال .. مطاردة كل ما له ان يحيلها الى شيء من اللذة والمتعة ، فان عليهم هم الاخرون ان يستحيلوا الى اشلاء لا تعتمد صور اللذة والمتعة في حياتهم الشخصية . لان ليس من الحق .. بل ليس من الانصاف ان يعاشر الاخرون لحظات العيش بمنتهى الدقة في اشتيار اوطار اللذة والمتعة ، بينما يعلنون في الوقت نفسه مصادرة مثلها من لدن فتاة صغيرة لم تسترشد بعد ولا حتى بوعيها الذاتي الى مناهل مستقبلها الوافر بكل الحظوظ .. وما درت انهم صادروا حظها ومن قبل ان تضع قدميها على الطريق المؤدية الى كل المشاريع الحياتية في عمرها الاتي !

( 2 )

طالبة ما زالت هي في مرحلتها الثانوية ....
لكنها غالبا ما تفكر بوعي ابنة الخامسة والثلاثين
هكذا كانت تتطلع الى نفسها
كانت معجبة كثيرا بوجودها
بشخصيتها ومقدار ثقتها بنفسها
لكنها حينما كانت تقف امامه .. كانت تشعر بانه يفوقها سحرا ، ويجتاز عمرها بكثير من السنوات .. وانها لا تملك ازاءه سوى ان تلبث هازئة به في داخلها بينما كل الملامح في سريرتها لتعلن له عن التهليل والتكبير

( 3 )

ـــ منذ متى يشرع هذا المدرس بالقاء محاضراته علينا
وانا لا احاول ان افهم من كلامه ولا حتى صغيرها او كبيرها
قالت لصديقتها التي تقعد الى جانبها في الفصل .. حدث هذا حينما كانتا يتمتعان بفرصة الاستراحة الممتدة ما بين حصص الدروس ..
لكن صديقتها رغد اجابتها :
ـــ سلمى .. انا لا افهم ما تقصدين
تطلعت اليها بغباء .. هكذا ظنت نفسها
ساءلتها :
ـــ كيف .. ؟
فقالت رغد :
ـــ انت ذكية جدا ، ولا يستعصى عليك شيء من مواد الدروس لا العلمية منها ولا الادبية ..
قالت لها وبشيء من البرود :
ـــ انت لا تفهمين .. انا عاشقة مولهة بمدرسنا .. قد وقعت في غرامه ..
فاردفت رغد :
ـــ لكن كلنا كذلك . غير انا لا نتخلى عن التحضير لدروسنا والاهتمام بها .. كما ان مثل هذا ليعد حافزا ان تهتمي بمادة حصته اكثر من غيرها .. لا ان تتخلفي عن العناية بشؤونها مما سيزيد في غضبته عليك حينما يسائلك ويجدك شاردة البال او لا تعرفين الاجابة ..
فقالت سلمى :
ـــ يا غبية .. اني اريد الفوز به .. لهذا ..
رغد مستدركة :
ـــ ويكون بعلا لك وتنتهي حياتك الشبابية ومغامراتك العاطفية ..
ـــ انا لا اريد ان اختم حياتي العاطفية من قبل ان تبتدئ .. لكني اريد ان اتحدى كل شيء فيها ، ومن قبل ان تنجز عداتها بشأني وتتحداني بكل جزئياتها
ـــ لا افهم حقا ما تقولين يا سلمى
ـــ رغد انا لا اتحدث بالالغاز .. ساخطب وده بشكل غير مباشر .. ساطلب منه محاضرات خصوصية اقصد دروس خصوصية في بيتنا .. هكذا رتبت له ولو كنت شاطرة ما كان بوسعي ان اطالبه بذلك
فقالت رغد :
ـــ وان مكرهن لتزول منه الجبال !
ـــ جبال فقط .. اراد الله ان يقول رجالا لكنه خاف على كرامتهم من الوجع فقال جبال ..
ـــ بل كان اشفق عليهم من وجع الدماغ .
دق جرس الحصة التالية .. توجهتا الى الفصل من دون متابعة للحديث

( 4 )

وفي اليوم التالي اتصلت بها رغد تلفونيا ...
ـــ الو .. سلمى ، كيف الحال ؟
ـــ بخير ، نحمده على كل ما اعطانا ولم يدع رجالا او جبالا يستلبونه منا بعد .
ـــ اراك يا سلمى تنقمين على الرجال .
ـــ لاني لم انل منهم بعد ما كنت صممت على نيله واستئخاذه منهم ..
ـــ انك تحاولين استلاب وعيك من قبل ان تستلبيهم شيئا .
ساكتة هذه المرة سلمى
رغد :
ـــ ما اشعر الا انك تحاولين اغتصابه بعد ان تغلقين عليه ابواب البيت حينما يحضر لديك ويحاول اعطاءك شيئا من الدرس ..
ـــ ثقي يا رغد انا افهم في مادته اكثر مما يفهمه هو .. ساكشف له عن مواهبي الدرسية حالما يلقي علي دروسه لأفهمه انه كان السبب في تغير مستواي الدرسي فازيده نشوة واعتزازا بنفسه ..
ـــ بعدها ؟
ـــ سازيل بكارته !
ـــ ماذا ؟

( 5 )

جاءت اليها نهلة وكانت احدى المغامرات في الفصل .. هي لا تتورع عن الكشف لمن تشاء من صويحباتها عن كل الحب الذي تعيشه او تمارسه مع الشبان ممن تحب وتهوى ..
ـــ سمعت انك طلبت من مدرس الرياضيات استاذ فيصل ان يلقي عليك دروس خصوصية في البيت ؟
بلا مبالاة ، ومن دون ان تلتفت اليها :
ـــ نعم .. هذا ما حصل بالفعل .
ثم عادت تنظر اليها متفرسة في معاني وجهها :
ـــ هل في ذلك ضرر ما على احد ؟
ـــ لا ..
ثم :
ـــ ولكن يا سلمى .. كنت احب المشاركة في مثل هذه الحصص الخصوصية وبالتالي سيكون بالامكان توزيع ثقلها المادي على ثنتين بدلا من ان تقع برمتها على كاهلك اللدن والناعم يا حبيبتي ..
وباستهانة :
ـــ لدى ابي ما يسعه ان يدفع من المبالغ ما يشاء استاذ فيصل
ثم بغنج ودلال :
ـــ وربما امتنع عن قبول مثلها ..
وبعصبية ضعيفة :
ـــ سلمى .. لماذا يا ترى يمكن لفيصل .. اقصد استاذ فيصل ان يمتنع عن اخذ اجوره وبالكامل من سيادتك المفضلة
ابتسمت واستهانتها ما تزال عائمة فوق شفتيها :
ـــ قلتيها بطرف لسانك .... المفضلة
ـــ سلمى .. انا استغبي ما تودين صنعه
ـــ وما اود صنعه يا نهلا ؟
ـــ انك تريدين ان تستفردي به دوننا !
ـــ يا ست انا اريد الدرس ولا اريد رجلا .. فما عندي مما نبت بين ساقي لا اعدله بما يكون لدى كل الرجال ..
ـــ هه .. ولكن حينما تتسلقي وركيه .. حينها عليك ان تذكري فضل هذا الذي يعرش بين ساقيك ..
ـــ ربما .. لان ثمة علاقات دبلوماسية .. يمكن ان نحيطها بكل العلم والثقافة .. هذه اشياء خصوصية .. تخص قدحي وحدي وليس قدح اخرى .. وان فعل ، فهذا لا يعني انه اضعف منزلة او اقل مكانة من مبضع الرجال ..
تطلعت اليها نهلة :
ـــ يمكن لكلينا ان نتدبر امر فيصل .. سنمارس الحب معه كلينا .. ما رأيك ..
نظرت سلمى اليها بتفنن غريزي ولم تحر جوابا
بينما استدركت نهلة :
ـــ انه متمرس ، لا يمكنك ان تغلبيه .. عليك ان تجرؤي وتطالبيني بعون ومدد .. ساقف الى جانبك .. ولا نتركه الا وهو يئن تحت هزيمة رجولته ..
فقالت سلمى :
ـــ ما اريد سوى الدرس يا انسة نهلة ..
ـــ انا لست انسة يا اميرتي العزيزة سلمى .. لقد تركت مهمة ازالة بكارتي لخدمي من الشبان والرجال ..
وبشدة قالت سلمى ولقد اتسعت حدقتاها في وقتها :
ـــ اما انا يا نهلة الخير والغرام ، فما كنت لأقبل بخدمة احد .. ساقوم بها بنفسي .. سافعلها بنفسي .. لا اريد لرجل ان ينجس موضع قبلته وموطئ سجوده ..
وبدهشة ..
ـــ سلمى .. لا افهم
ـــ احسن
ـــ حقا لا افهم ما تعنين .. واذن فكيف لك ان تمارسي الحب يوما ما
ـــ يا نهلة انك غبية فظة ، تحاول ان تستكشف غباء الاخرين وهي لا تعلم ان غباءها اوضح لهم فكيف لهم ان يتقيدوا بغبية مثلك
انك تتركين استك مكشوفا بينما تطالبين غيرك ستر الاست لديهن !
حينها دخلت المدرسة الفصل وبدأ درس جديد ..

( 6 )

بعد ان خرجت من المدرسة لحقت بها سروة ..
ـــ سلمى .. احقا ما روجت له نهلة بين البنات
بتعجب :
ـــ وماذا روجت نهلة بين البنات ؟
ـــ قالت انك تحاولين ان تصوري فيلما جنسيا مع استاذ فيصل ومن ثم تبتزينه النمرات والدرجات ..
فاطلقت ضحكة قوية مجلجلة ، روعت من حولها من صبايا المدرسة
ـــ احقا ما قالته نهلة الكاذبة ؟
فقالت سروة :
ـــ والله .. يمكنك ان تسالي من تشائين منهن .. اقصد من الطالبات ..
ثم :
ـــ رائع يا سروة !
ـــ ما هو الرائع ؟
ـــ ان نهلة تمهد لي ..
سروة :
ـــ ولكنها تقول انك تحرمينها وتحرمين الفصل من ممارسة اللذة مع استاذهم الحبيب ومن مشاركتهم في فيلمك الجديد ..
ضحكة ثانية :
ـــ واين فيلمي الاول حتى اتبعه بهذا الثاني ..
ثم نظرت في فراغ وهي تقول :
ـــ والله صبرت يا استاذ فيصل ، واراك انك تنال ما تنال من دون اي وجع راس ..

( 7 )

اغلقت سلوى باب الفصل ، حدث هذا بعد انتهاء الدرس ومغادرة استاذة المادة ..
ـــ يا بنات .. اريدكم في كلمتين ..
سكت الفصل ..
ـــ الانسة سلمى تلعب بالنار لوحدها
تطلعت اليها سلمى بحقد ماكر
ـــ لكننا نريد مشاركتها اللعب بالنار
فان اصابها مكروه كان ليصيبنا نحن الاخريات معها
لا نود لها ان تلقى الاذى وحدها
نؤثرها على انفسنا ونستلطف فيها كل انسانيتها ونطلب منها مشاركتها فصلها الجديد .. اقصد مدرستها الجديدة التي تزمع انشائها في بيتها ..
فقالت سلمى مبادرة وهي تبتسم :
ـــ لا يسمح بعلي في مادة الرياضيات بالمشاركة .. ساكفيكهن امره بنفسي ..
فقالت نهلة هذه المرة :
ـــ تقصدين انه سيكون لك بعولة اخرى
وبسلاسة متمرسة :
ـــ ربما ، هذا يتوقف على ضعفي في المواد الاخرى .. فانا سلمى وانا الذي اختار بعولتي بنفسي ..
فقالت سلوى والاعين تتطلع اليها واحداهن تصر على فتح الباب والخروج لان مثانتها كانت قد امتلأت وهي لا تلوي على شيء سوى افراغها حتى انفجرت حينما وجدت سلوى تمنعها من مغادرة الفصل قبل ان يقررن ما يتخذنه من قرار بشأن سلمى وتحركاتها الخفية على حد تعبير سلوى نفسها للبنت :
ـــ إن لم تفتحي الباب وتدعيني اذهب .. سافرغ بولي في حلقك ..
فتركتها تذهب ثم عادت تغلق الباب وهي تؤكد :
ـــ يا بنات . ان سلمى تخطط للاستيلاء على استاذ فيصل لوحدها ، فهل تدعونها .
صحن بصوت واحد عجبت سلمى لهن كيف كن تواطئن على اصداره :
ـــ لا ..
ـــ واذن فلنهتم بازالة بكارتها كي لا يحفل بها فيصلها حينما يراها مفضوضة !
فهممن بالنهوض ومقاربتها واغتصابها ..
فصرخت بهن سلمى :
ـــ لا حاجة بكن الى اغتصابي .. فانا سوف لا اسمح لأي رجل ان يفتض ما عندي .. سادعوكن يوما الى حفل افتض فيه بكارتي انا وبنفسي ، وساشهدكم وقتها واطلعكم على تفاصيلها المقتضبة وبنفسي !

( 8 )

جاءتها فريدة الى البيت .. كانت فتاة متحفظة للغاية .. قالت لها :
ـــ ما الذي تنوين فعله ؟
قالت سلمى :
ـــ اريد ان افتض الاستاذ !
فقالت فريدة :
ـــ انه ليس بحاجة الى مثل ذلك .. انك تريدين افتضاض اي رجل .
بعصبية :
ـــ ليس اي رجل .. اني لست بائسة والى هذا الحد كي اختال في التطلع صوب اول رجل يعرض خنوعه بين يدي ..
ـــ واذن ؟
ـــ اذن ماذا ؟
ـــ ماذا تبغين ؟
ـــ ابغي ان اقاتل ومن مكانتي الانثوية .. اريد ان اتمتع بشبابي وكيف يحلو لي .
فعلقت فريدة على كلامها الاخير :
ـــ انا اعرفك .. انت لست من طالبات المتعة .. وربما كنت اخر من يفترص فرصها ويطلب سؤلها ..
امعنت سلمى في عيني فريدة كما لو كانت استاذة تمعن في طالبة ذكية استطاعت ان تكتشف حل مسألة رياضية بطريقة مبتكرة غير التي كانت عرضتها الاستاذة نفسها :
ـــ اراك قد وقعت على سرّي ولم تقعي بعد على سرّي مع استاذ فيصل ؟
قالت فريدة :
ـــ انه ليس فيصل ما يهمك . بل انك تريدين رجلا وعلى مستوى من المكانة والوظيفة فضلا عن الجمال والاناقة كي تنقعي سمّك في اوداجه ..
مؤمّنة على كلامها :
ـــ اجل ، ومن بعد ؟!
ـــ سيكون للاخريات ان يتحدثن ويقلن ان سلمى احرزت تفوقا هائلا وما كان لهن ان يهتفن بمثله لو فعلت مع انسان عادي اخر مثل ما تنتوين فعله مع استاذ فيصل!
ـــ بالتأكيد ، ان ما له ان يحدث مع استاذ فيصل او من يتصدر مكانته ، له ان يحرز اهتماما لا يمكن ان يحرزه نفس الفعل لو تم القيام به مع اي شخص اخر .
فريدة :
ـــ مثلما ما يحدث من قبل اي مشهور ، فان ما يقوم به ليشمله الاخرون بكل العناية والاهتمام لانه مشهور وهو مرصود وتحت الرقابة .. بينما ما يفعله اخرون مغمورون كل يوم ربما يفوقه روعة .. لكن لما يشهد له تأريخ الاول فان اي عمل صغير يصدر عنه ، حتى لو كان عاديا ، فانه كان سيحوز كل عناية واهتمام .
قالت سلمى :
ـــ انت لم تجيئي هنا لتخبريني بهذا فقط .. اليس كذلك ؟
اجابتها فريدة :
ـــ بالضبط .. هذا ما كنت اتصوره فيك ابدا ، انك اذكى من ان تحتال فكرة حمقاء على ذهنك المتوقد .
صامتة ولما تزل هي سلمى ...
ـــ ما اردت تنبيهك اليه .. دعي موقدك مطفأ .. اتركيه بعيدا عن لون السخام . بل لا تجعلي من مدخنتك داعية لكل طلاب اللذة ..
فخرجت سلمى عن صمتها الوجيز :
ـــ جميل تشبيهك المثير .. لكني لا ادعو أي جائع عبر دخان ناري التي تصدر عن مدخنتي .. والتي لا اريد لها الا ان تكون ساخنة وعلى الدوام .. اما سخامها فسنتدبر امره ببساطة ..
ثم مدققة ومقتربة من فريدة :
ـــ صدقيني يا فريدة .. ان ننعم بوسائلنا افضل من ان ندعها على الرف تعاني برودة الجو ... ان وليمتي شهية ومأدبتي لا ادعو احدا اليها . . مع اني ربما فعلت وافعل .. لكني وفي الغالب احاول ان ادع رائحتها هي التي تدعو الاخرين وتجذبهم الى لذيذ طعامي الشهي ... اقصد حضني الدافئ وولعي الجديد !
وبعد ان قضت فريدة وقتا معها نهضت مودعة .. وعند الخروج وامام الباب :
ـــ سلمى .. مرة اخرى ، لا تدعي نفسك اطروحة للاخرين واحدوثة يتغنون بها .
وبعينين حاقدتين :
ـــ فريدة .. انا اشهى مما تتصورين يا هذه !
بينما غادرتها فريدة والخوف يغربل وعيها الشارد ، بسبب من جملة سلمى هذه .

( 9 )

كانت تقف امام جهاز الطهي السريع .. لا تعلم كيف انسلت اصابعها الى داخل سروالها ... اخذت تتحسس عشبها النامي هناك .. ومن ثم بظرها وبعدئذ جوف قدحها .. لكنها سرعان ما جذبت يدها عندما الفت اختها الصغيرة وامها يقتحمان عليها المطبخ ..
بعد دقائق ...
عادت تفعل بنفسها عين ما فعلته قبل قليل
وحينما دخل عليها اخيها الاصغر من اختها .. لم تهتم لمجيئه ولم تسترد كفها من تحت سروالها ..
ثم نظرت اليه وكان قد توقف لأمر يعنيه من رائحة ما تعمل على طهيه .. غير انه حانت منه التفاتة الى موضع يدها ..
تنبهت الى نظراته
لم تكترث
قالت في نفسها :
ـــ حتى لو رآني الجميع . . سوف لا ابالي ...
وعندما لاحظت في اخيها شيئا من الفضول الذي سرعان ما كتمه وتحول عنها نحو غرفته .. قالت له ومن قبل ان تجفوها خطوه :
ـــ انه يحكني لا اكثر ...
تركها وهو يفكر بدهشة .. ظنت منه انه يتأمل في كيفية اجتماع مثل هذه الرائحة الشهية التي تفوح من طعامها مع دلكها لمنطقتها السرية ...
ثم تركته يسترسل في ابتسامة مخادعة ..
الا انه سرعان ما ابتلع دهشته والتفت صوب غرفته ..
لكنها عادت تحدث نفسها :
ـــ حتى انت يا اخي العزيز ..
لو كان لك ان تثير غريزتي .. كان لانوثتي ان تفض رجولتك المبكرة ..
وببرود مفتعل :
ـــ لانه من عادتي ان اكظم غيظي .. لكن ليس من عادة قدحي ان يفعل !

( 10 )

دعت كل طالبات الفصل وبعضا من صديقاتها في الصفوف الاخرى وغيرهن ممن تعرف سواء كانوا من بنات الجيران والاقارب ...
قررت ان تجرء على لملمة كل اوصال انوثتها الفائقة في الغليان
وان تتجرد من عريها الحيي ريثما ترتدي ثوبا اكثر حياء
وقفت امام الجمع
كانت اشارت مسبقا ان تحيط بها وصيفتان
كان عملهما يتلخص في ان يخلصاها تباعا من كل قطع ثيابها العالقة فوق جسدها
قالت :
ـــ سيكون لنا ان نحتفل بيوم ختاننا كما يفعل الرجال
دهشت الطالبات لما يسمعن منها
صاحت نهلة بها :
ـــ ايتها الحمقاء .. هل تحاولين ان تقصي لحمتك الزائدة
بينما هتفت بها سلوى :
ـــ ان فعلت فما كان لك ان تعي بعدها أرجل ام انثى من يمارس معك فعله !
ابتسمت لهن ثم استرسلت في عملها وبوعي نافذ .

( 11 )

وبعد ان ساعدتاها وصيفتاها على ان تخلع ثيابها وبالكامل حتى اخر قطعة منها
وقفت عارية تماما امام صديقاتها اللائي كن يحدقن بجمال جسدها الخلاب
قالت :
ـــ سيكون لكن بالامكان ولكل واحدة منكن ان تصنع في الغد ما اصنع انا في اليوم..
ثم تنحت عن مكانها وتراجعت نحو كرسي كانت اعدته لهذا الغرض
جلست عليه
اشارت الى الوصيفتان
تقدمتا اليها ثم باعدتا بين ساقيها
كشفت عن فتحة فرجها بالكامل بينما كانت فتحة الشرج لديها ظاهرة للعيان
كان كأسها وما يحيط به حليقا وبالكامل ..
ثم :
ـــ والان لتشهدوا حفلي وتنظروا عرسي
فادخلت اصبعها في داخل مهبلها واغمضت عينيها
بعد لحظات قليلات اخرجت اصبعها وهي ملطخة بالدم
حين قامت بهذا العمل
كانت تعبر عن لذتها باستمتاع واسترخاء كاملين
كانت وقتها قد اغمضت جفنيها
ودفعت بلسانها ملتويا فوق شفتيها
كما لو كان افعوان ينازع رطوبتهما
حتى احست برطوبة ساخنة تلسع اصبعها
عندها تذكرت الما نازعها فرحتها في نفس الموضع
وحين كانت اخرجتها كانت قد دفعت باجفانها الى اعلى
وتركت شفتيها تسترسلان في الانفراج
لتعلن عن ابتسامتها الوليدة والتي سرعان ما انفجرت
لتجعل من فكها يتباعد
ويكشف عن ابتسامة تتناهبها القدرات
لها ان تزيد من شهية الاخريات من حولها وبكل قوة واندفاع
حينها هتفت بالجمع الشاخص باعينه اليها :
ـــ ما بال الطير قد حط فوق رؤوسكم
هيا ..
هيا هنئوني وافرحوا
هيا .. اطلقوا الهلاهل لفرحة عرسي
هيا اتركوها تنبعث من حناجركم العطشى
واذا بالصمت يتواصل برباطة جأشه
لكنه سرعان ما تفككت عراه وانثارت الجلبات وعم اللغط
حتى انفجر الجمع باصوات الهلاهل وهتافات تعبر عن فرحها وتضامنها مع سلمى..
( 12 )

ولقد القت كلمتها بعد هذا
مع انها كانت متألمة
وكان حالها لا يسمح
وربما كانت بحاجة الى راحة اكثر
قالت :
ـــ اشكر تواجدكم هنا ..
واشكر مشاطرتكم اياي في مشروعي الشخصي ..
والذي ارجو له ان يكون مشروعا وديا عاما وعالميا ..
كما امكنني ان افعل وبنفسي
يمكن ان تفعل اي منكن لغيركن لكن مع مراعاة الجانب النفسي والصحي
ولم اتحدث في البدء ومن قبل ان اهتم بممارسة فعلتي هذه
خوف ان تتكشف صورها لكم بالكامل وتفتقد بالتالي وفيما بعد ..
الى عنصر المفاجأة وطغيان الصورة الحية على وعيكم
هذا ما جنح اليه خيالي
وآمل ان لا اكون اخطأت في القصد
لكني كنت اود الاشارة الى عنونة ما قمت به من فعل
هو ختان النساء
المقابل لختان الرجال
وهو غير عملية القلع للبظر او اللحمة الزائدة القائمة في اعلى فرج المرأة
تلك العملية القميئة والغبية
اما الرأي القائل انه لا ختان للمرأة
نعم لو شاءت فهي ليست كالرجل المرغم على ان يصنع الختان لنفسه
فلو شاءت ان لا تفعل ...
فلها .. والا
فعليها ان تصيب من الحياة ما يؤهلها للمشاركة وبكل امكانياتها النفسية والجسدية لان لمثل هذا العمل والفعل ان يعود عليها بفوائد جمة
لا تستشعرها الا حين يزول عنها الشبح الذي يهددها
وينكر عليها ــ لو راى من بكارتها زوالا ونقصانا ــ مروءتها وطهارتها وعفتها
ويهددها بوحشية التعامل معها والضرب او الاعتداء عليها
ويدفع عنها هذا الكابوس الذي يخيم عليها ابدا
ويحرمها من فنها في التعاطي مع فنون الحب
وحقها الشرعي في ممارسة الحب وفعل اللذة مع التحسب والاحتياط
كل هذا الطغيان والتصدي لحرية المرأة الجسدية والنفسية
كان ولما يزل يحدث ...
وبفعل قوانين قبلية
وشرائع جاهلية
وعقائد غبية للغاية
وعادات سمجة
وتقاليد وقحة

( 13 )

لكن نهلة قالت لها فيما بعد :
ـــ انت حطمت باب سجنك بنفسك واستطعت ان تعتقي فرحتك !
بينما قالت لها احداهن وكانت تدعى وفاء :
ـــ لقد شعرت انك تلدين وكنت اتصور ان اصبعك حينما يكون لها ان تخرج من مهبلك سيكون لها ان تصطحب معها جنينا صغيرا ..
وعبرت لها فريدة في يوم اخر وبكل صراحة :
ـــ ما كنت اظنك بلهاء والى هذا الحد .. لقد صادرت على اوامر بقتل الحب في داخلك .. كان لك ان تدعي من تحبين يفعل ما فعلت .. وان يقوم بما قمت به .. هدية منك اليه .. وانك كنت ادخرت قص شريط افتتاح محرابك المقدس له وحده .. كي تنهض به يداه لا غير .. حينها كنت ستشعرين بلذة اكثر امتاعا من هذه التي شعرت بها حين اقدمت على فعلتك تلك ..
لكنها عادت تقول لها :
ـــ لقد آثرت التضحية بسعادتي على ان اكون قربانا يسعد بقتله اخرون ..
والهدايا لا يكون فيها دم ..
لكن النذور ربما . .
فقدحي ليس نذرا لاحد
كي اذبحه امام القبلة قربانا لمقدم حبيب ...
لا .. لا ادع رجلا يعلن لي عن حريتي
او ان يهب لي اياها
ولا اترك لاي شخص ان يكون ..
هو من يهدي لي كأس حريتي ..
وعلى طبق شفاعته !
اني اريد انتزاعها شر انتزاع
ولا اريد للرجل ان يقرر عني
ويبتّ في اشياء لا تمت له باي صلة
بل انها جزء من خصوصياتي وخصوصيات كل امرأة
لان الامر وببساطة لا يتعلق الا بافتضاض
وانسلاخ عن مرحلة من مراحل العمر الفتية
والا فما يدريه ما افعل بجسدي
بعد ان يكون مثلا قد افتضني هو وبنفس آلته
الا ترين ان الامر سيان في هذا الباب ؟
فقالت لها فريدة متأوهة :
ـــ انت حمقاء .. لا اكثر !
فضحكت منها وقالت :
ـــ حماقة ولا ظلامة ..

( 14 )

وحسب اوامر سلمى وايعازاتها المطلبية
تم توزيع الكثير من اشرطة كتب عليها ختان سلمى بين الطالبات وباسعار زهيدة
كانت الطالبات قد سارعن الى اقتنائه
رغم ان الاسعار تفاوتت وتضاربت في شرائه
مع ان سلمى كانت تهتم بان تحافظ على رقم سعره الحقيقي
لكن فرحة كانت تكظمها من دون وعي
فرحتها بانها استطاعت ان تختزل حركاتها الانثوية
وان تشق طريقا لها بين النساء
وان تصنع ما لم تصنعه غيرها
رغم انها نالت فيما تقريع والدتها ووالدها لكنهما سرعان ما تراجعا
بعد ان استيقنا ان الامر شخصي يتعلق بها وحدها !

( 15 )

في حين ان فرحتها تتوجت باعلان الصحف والمجلات ووسائل الاعلام عنها وعن عملها وكشفت بعض القنوات عن اسرار وخلفيات فعلتها هذه حتى استطاب لها ان تحتل صورها اغلفة الكثير من المجلات وعناوين الكثير من الصحف ..
بل امتد الامر لتعقد لقضيتها ندوات من الحوار
وتنظم معها لقاءات عدة
تمهد وتشجع لها الكثير من القنوات الفضائية
سواء المرئية منها ام المسموعة
غير انها لم تتناسى ابدا
ان فيلمها هذا الوثائقي لحفل ختانها ما كان الا فيلمها الاول
وان بمستطاعها ان تصنع افلاما اخرى تغزو السوق
كانت وعدت اجهزة ومؤسسات الاعلام بها
بينما رحبت بالتعاون معها الكثير من القنوات الرسمية والخاصة
في مختلف البلاد وارجاء المعمورة
غير انها ظلت تفكر بماهية تلك الافلام الاخرى كيف لها ان تكون هذه المرة ؟ !

( 16 )

في احدى اللقاءات التلفزيونية معها قالت لها مقدمة البرنامج :
ـــ الانسة سلمى مع كل هذه التجاوبات مع مشروعك والتي وصلت الاجهزة الاعلامية المختلفة ومع كل هذه التداعيات المعنّفة له والمناوئة له كيف يمكنك ان تحددين تواصل مشروعك هذا .. يعني هل يمكن ان تستمر لديك القناعة بما قمت به ام ان تراجعا عن الفكرة يمكن ان يحصل لديك ونداء يمكن ان يصدر عنك الى كل الاوانس ان لا يقمن بما قمت به ..
قالت :
ـــ لا لا اتراجع عما قمت به ، لاني ما زلت مقتنعة به وبما فعلت .. وان الامر لا يحتاج الى توصية .. لانه متعلق بثقافة جمعية .. تتمتع بتشاكل في المشارب وتجانس او تخالف في التعاطي مع امثال هذه المزاولات انطلاقا من الحرية الشخصية للانسان عموما والبنت على حد خاص ، باعتبار ان هذا الامر يتعلق بنفس شخصيتها ويرتبط بها ارتباطا مباشرا
اما عن ردود الفعل التي ووجهت بها سواء منها الايجابي المؤيد او السلبي المتعارض مع نسق العمل عندي .. فانا ادعو الجانب الاخير ان يتفهم حال الانثى ولا يعرض عن حاجاتها الشرعية والقانونية فضلا عن وجهاتها الشخصية وتحركاتها الذاتية باتجاه حالة من التقدم الواعي للمرحلة وتنازلا عن كل الموروث الهدّام والتقليد الصارم والذي ليس وراءه سوى الايذاء وابتزاز الانسان كرامته عنوة والذي ليس تحته كذلك اي طائل ..
لنقارن ما بين الحالتين
ما الضير
وما الذي سيحصل
لنا ان نثق ببناتنا
وان ندعمهم من خلال ما نوليه اياهم من ثقة
سنجد منهم كل الخلوص
والا
فان مثل هذا الامر
هو تحريك للضمير النسوي
بل استهداف للاحاطة المفتعلة بكرامتها
والقيمومة غير المباشرة عليها
وعدم الثقة بها
مما يؤدي كله الى الاستهانة بشخصيتها
لانها عديمة الثقة
فيجب اغلاق باب فرجها
لانه غير موثوق بها
ويجب ان يظل بابها مختوما
لانها عنصر لا يمكن ائتمانه
وانها لو تركنا لها الحبل على الغارب
ولم نقيدها بخاتمها الذي ختمها الرب به
فانها سفتفعل ما تفعل
ويمكن ان يتجرؤا اكثر فيقولوا :
انظروا اننا لم نختمها
لكن الله يعلم ما تنطوي عليه قلوب النساء فختم فروجهن
خوف ان يمكرن ويصنعن للرجال من المقالب ما يصنعن
ثم وجهت اليها احدى المشاهدات سؤالا مباشرا وعلى الهواء :
ـــ انك تسمين ما قمت به ختانا للبنت فأين تضعين عملية الختان التي يدينها المجتمع المتمدن والتي تجري في بعض الاصقاع من المعمورة والقاضية بازالة البظر او شيء من اللحمة الزائدة في اعلى فرج المرأة ؟
اجابتها :
ـــ انا اعتقد بان ختان المرأة هو لا يتعدى ازالة البكارة
وان ما تفضلت به هو جزء من الممارسات القمعية حقا والتي يمارسها بعض الناس ضد المرأة باعتبارها كائن او موجود من الدرجة الثانية ... كما لبعض الدول ان تتعامل مع بعض رعاياها كمواطنين من الدرجة الثانية ..
انا اقول هذا وانا مسؤولة امام ربي
باعتبار ان الختان له من الفوائد النفسية والجسدية
فلا يمكن ان يكون ختان المرأة الا ازالة البكارة
ففي الوقت الذي تعتمد عملية ختان الذكور على ازالة الجزء الزائد من الحشفة والتخلص منها لاسباب صحية وغايات نفسية فان ختان المرأة المعمول به في بعض المناطق المتخلفة ما كان الا ازالة لجزء يفعل لديها اسباب اللذة وهذا بنفسه ما كان يمثل الا حربا على كل المشاعر الانسانية التي يمكن ان تشتمل عليها نفس المرأة ..
فقالت لها المشاهدة :
ـــ لماذا لا نقول انه ليس ثمة من ختان يتعلق بالمرأة ؟
فاجابتها :
ـــ واين نضع بكارتها من الاعراب اذن ؟ وهي السبب في تفنن الرجل في توجيه انواع الاتهامات اليها وطعنها في الصميم .. في كرامتها
اما كانت البكارة سببا يتذرع به الرجل كي يقيم دعواه ضد اي امرأة يشكك بطهارتها وسلامتها او حصانتها ..
اما كانت البكارة ولما تزل صورة من صور التحدي الهائل لكل رغبات المرأة والتعالي على كل اهوائها الشرعية وتطلعاتها الجسدية ومشاركاتها الحياتية وحاجاتها المشروعة ..
ومن ثم فبوسعها التخلص من هذا القيد
او هذا الحاجز
سميه ما تسميه
او هذا الحجاب الحاجز دون نيل مقاصدها والحصول على مبتغياتها كافة والتي آمنت بها كل الشرائع وسلّمت بها كل الاديان والسنن والقوانين
ان لم نعد نسلم بضرورة ختان المرأة بازالة بكارتها
فسنصبح كمن يضع في كل غرفة من غرف بيته لاقطة لتصوير ومراقبة افراد اسرته حتى حينما يكونوا في الحمام ودورة المياه وغرف النوم
انظري كيف ستكون الحياة لو استمرت هكذا ؟
مع ايماني ببعض التحرجات التي لها ان تطال بعض الصفات غير الانسانية من الممارسات التي ربما تحصل من قبل الاناث في مجتمعاتنا
لكن هذا لا يكون مبررا لمصادرة حق الانثى عموما في ممارسة دورها الحياتي والمشروع في المجتمع
ونبذ دور القيمومة للرجل
والتخلي عن قوانينه التي يصدرها بحقها
وان عليها بالفعل ان تصدر هي ما يتعلق بها من قوانين تختص بشؤونها
عليها هي ان تدير امورها بنفسها
وتعين ما يصلح لها وما لا يصلح
مع الاخذ بنظر الاعتبار الافادة من وجهات النظر الذكورية وتوظيفها في الصالح العام والخاص لها ومما يصب في منافعها الشخصية والكلية لكن ليس على حساب شخصيتها وثقلها الكامل ...
ثم وجهت اليها المذيعة مقدمة البرنامج سؤالا حساسا للغاية :
ـــ واذن فانت ضد فكرة انتداب الرجل للتخلص من البكارة وازاحتها ؟
فقالت لها وبقوة :
ـــ ثقي واعتقدي انها ليست فكرة خلاص وازاحة بقدر ما هي استيعاب لمفردة حياتية وصبغة معيشية مشتركة ..
ان كانت كذلك وباختيار المرأة بشرط توافر الشرط الاول الذي اشترطته وهو ان تزيل بكارتها بنفسها او حسب اختيارها لمن يعينها على القضية سواء كانت صغيرة او كبيرة خاصة الفكرة تعتليني ان تكون قبل الزواج لانها لو حدثت بعد الزواج كان علينا ان نسلّم بكل المأساة الحاصلة ضد انثانا التي تعيش في مثل مجتمعاتنا التي لا تنزه المرأة الفاقدة لبكارتها قبل الزواج ..
لذا ، فهل من الكرامة ان تسمح المرأة لرجل ان يقتحم عليها بيتها ويحطم بابه ومن ثم يعمل على مناكحتها .. اما تسمين هذا اغتصاب ؟
فاعترضتها المذيعة :
ـــ ولكن من المؤكد ان يفرح السجناء حينما يجدون احدهم يحطم باب السجن لكي يطلق سراحهم !
اجابتها سلمى :
ـــ لنحطم بانفسنا نحن هذا الباب قبل ان نستعين بمنقذ .. هذا ان كان له ان يفكر باطلاق سراحنا او ان يقتاده الحظ الى سجننا كي ينقذنا ان استطاع الى ذلك سبيلا .. ومن ثم لِمَ نوصد علينا الباب ونسجن انفسنا خلفه .. بعدها نفكر في ان يأتي مخلّص يشبعنا تنازلات تلو التنازلات كي نتمكن من ان نسدي له الحق لقاء ما قام به من عمل محسن تجاهنا ..
كانت المذيعة فاغرة الفم وهي تحدق في وجه سلمى ، معربة عن دهشتها بمثل هذا الكلام وفنية المناورة في حديثها ..
لكن سلمى عادت الى الكلام ، وهي تقول :
ـــ الا تجدين شبها بين هذا وبين الربا في عهود الجاهلية .. كيف كان له ان يربو! فكلما دفعت مستحقات الدائن وجب عليك دفع غيرها مضافا اليها ..
ولما لا تجدين مثله ترينك تقبعين مدى الحياة تسددين اقساطا مستحقة لربا يتضاعف بشكل فظيع!
هذا هو فعل الرجل ...
ثم المذيعة وكأنها تذكرت شيئا غاب عن بالها :
ـــ ولكن الا ترين ان الفتاة لو أزالت بكارتها مبكرا ، اما كان شيطانها يتحرك لمغالبتها وتوريطها بورطات لا يمكن التخلص منها خاصة لو حدثت حالات حمل في عمر مبكر للغاية ..
سلمى محدقة في المذيعة التي اسهبت في حديثها وهي تقول :
ـــ يعني كما لو كنا كسرنا باب سجن يحبس وراءه سجناء خطرين للغاية فعملنا على اطلاق سراحهم ونحن نعلم انهم مجرمين لا يتورعوا عن فعل اي شيء يفكر به الشيطان .. ليكونوا بعدها الاداة الحرة لكل سلوكياته العملية .. اما ترين الوضع سيكون كذلك ونحن نعرف ان مستويات الثقافة النسوية والبناتية ليست على حد سواء ففيهن من يمكن الضحك عليها وتوريطها ؟ !
سلمى وبكل هدوء :
ـــ انا معك لا يمكن التسليم للحريات بشكل مطلق لكن هذا لا يعد تبريرا لخنق حرياتنا ومصادرة حق مشروع من حقوقنا بحجة ان البنت مستمكنة ! وحسب ..
ثم لو اننا ننظر الى الامور كذلك فانه يمكن لنا القول ان اي دولة وليست بنت او فتاة او حتى امرأة لو تخلخلت فيها مفاصلها الامنية ، او تأزمت حالتها الداخلية لكان لمواطنيها ان يتعرضوا الى اخطار داخلية فادحة من انعدام الامن وانتشار الفوضى وحالات السلب والقهر والتحركات المضادة ..
اذن نحن بحاجة الى قوانين تطبّع العرف البشري على حالة معينة يعتادونها فيما بعد لتمثل لهم في المستقبل عرفهم السائد وتقاليدهم المتحضرة ..
الناس رعية لمناهج راعيهم
لان الناس على دين ملوكهم
كذلك القوانين لها ان تمرس الناس على طبيعة خاصة من العيش
المذيعة :
ـــ واذن ففكرة التحطيم القسري (وباذن الرجل لا بارادة نفس الفتاة) .. هي ما زالت قائمة .. هكذا ترين ؟ !
ـــ بالفعل .. انها اتعس ممارسة اعتادها المجتمع ممارستها مع افراده مع كل التبشير بخيرها والتهليل لها من قبل نفس العنصر النسوي .. والذي كان يشكل عقبة كأداء امام نفس المد لعصب تحررها الشخصي ..
ذلك يمكن الاحساس به اكبر حينما تجدين شخصا من جنسك يعين على ابقاء حالة القهر والاستلاب
انها حالة اشبه بحالة استعمار واستبداد ومصادرة لكل قدسية تحملها المرأة سيما استقلالها المجتمعي وحرية تصرفها بادواتها الشخصية واجهزتها العضوية !
للرجل ان يحطم بوابتها
وهي البكارة ..
ويزيلها ويزيحها من امامه بواسطة آلته الميكانيكية الشرسة ...
حتى يسيل الدم على الجدران وينحدر بفعل تمزق تلك البوابة
ومن ثم له ان يزاول ما يشتهي وبكل استمتاع ولذة !
تحت سيل من اصوات التهليل ومشاعر الفرح والابتهاج !
الا يمكن تسمية مثل هذا بجاهلية القرن الحادي والعشرين ؟
بل له ان يبتزها مدى الحياة لانه كان يوما ما مخلصها الحقيقي
فيستلب حقها في الادلاء بصوتها في صناديق الاقتراع ويصوّت هو مكانها
ايعد مثل هذا خلاصا لها
انا اراه سجنا اخر
يطلق اسارها كي يستحوذ عليها ويحبسها في قصره الذكوري ! حتى لو كان لها ان تخرج الى المجتمع وتختلط وتعمل وتشارك الرجل في بنائه ..
ما الفرق بين هذه العملية وعملية اقتحام منزل ونكاح امرأة
الا يسمى اغتصاب
قالت المذيعة :
ـــ لكن الامر هنا يختلف ، سيتم بترخيص من نفس المرأة !
اجابتها سلمى على مداخلتها تلك :
ـــ ترخيص مغلوبة على امرها ..
ولماذا لا ترخص له وهي لا تجد مناصا من ذلك .. ولا هربا منه
ولا تلفى اي سبيلا اخر يمكنه ان يزيح من امامها كل العقبات
ثم سلمى متهجمة :
ـــ الا يمكن ان تقوم ممارسة الحب تحت اشراف ذكوري دولي يتم عبر حشر آلة الانسان ودفعها باتجاه بوابة المهبل وتمزيق البكارة ، ومن ثم دعك الالة الى الامام والى الخلف في حركة الية.
انا لا اناقش هنا الاسهاب في العملية الجنسية
ولكن اناقش مقدمتها
كما لو كان للمرأة ان لا تمارس فعل الجنس الا اذا منحها الرجل رخصته
اين حريتها اذن ورغبتها المشروعة والانسانية
لماذا لا يتم مصادرة تلك القدسية الهائلة الممنوحة للبكارة كذريعة لامتهان المرأة والضحك عليها بحجة انهم يقدسون نفس المرأة باعتبارها عورة !
الا يتم الضحك على نفوسهم قبل غيرهن حينما يفصحون عن مثل هذه الادعاءات الزائفة .. فيعهدون بمثل هذه المهمة الى نفس الرجل الذي يتقلب هو ذاته بين احضان من يحب ويشتهي من الفتيات والنساء ومن قبل ان يفكر باتخاذ زوجة قانونية له !
ثم مستدركة :
ـــ علينا ان نفكر بتقنين سام لحرية المرأة يمنع استغلالها في ظل قانونية حرة قوية تتمكن ومن خلالها ان تمارس أدوارها الشخصية وبكل حرية وسياق ..
سيما ان كان لها من الوعي ما يؤهلها لان تتماشى مع الحفاظ على رحمها وبطنها من سلسلة اوجاع العصر والمواليد غير المتوقع انعقاد اجنّتهم ... وما الى ذلك ..

( 17 )

بعد ايام كانت تتهيأ لأداء الصلاة بعد ان كانت توضأت ..
فما كان منها الا ان الفت استاذتها التي تحبها كثيرا
استاذة الاحياء مُهَل عبد الستار
وقفت حائرة امامها كما كانت تظل حائرة امام نظراتها في الفصل
وحينما دعتها المديرة الى غرفتها
وهي تقول لها بالحرف الواحد :
ـــ هنا مدرسة وليس محلا لتوزيع اشرطة ختان الست سلمى العزيزة !
كانت نظرات مُهَل تتابعها هناك ايضا ..
واليوم لا تغادر حدقتيها
لكنها سرعان ما طوت عن الامر كشحا
وواجهتها ببسمتها كالعادة وكأن امرا لم يحصل
غير ان استاذتها قالت لها :
ـــ فيما بعد .. كنت اريد التحدث اليك يا سلمى .. ولكن لنؤجله الى وقت اخر !

( 18 )

وفي يوم اخر ..
واجهتها استاذتها مُهَل بالقول :
ـــ لماذا فعلتِ هذا ؟
احدق السؤال بسلمى من كل الجوانب
لكنها تمالكت نفسها وكانت تتهيأ لمثل هذا اليوم
انها استاذة مُهَل وليس لها ان تعرض عن الاجابة على سؤالها ..
ـــ ماذا فعلتُ يا ست ؟
ـــ انتزعتِ انوثتك بيدك !
ـــ لا لم انتزعها .. بل اثبتّها في مكانها ، واعلنت عنها بعد الافصاح عن مكانتي الشخصية ..
ـــ أوَ تسمين مثل هذا افصاح ومكانة ؟
ثم :
ـــ اتعلمين باننا معاشر النساء نعتز بهذا الخاتم الذي اهدانا اياه الاله
كي نظل نفخر بمنحته لنا على الرجال ...
ـــ والى متى نظل نفخر به ... هل نبقى مرتهنين به طول العمر .
ـــ لا يا سلمى لكنه صمام امان لنا .. ولكنّ بالاخص يا طالبات اليوم ونساء الغد .
فعادت سلمى تقول :
ـــ لكنه صمام انفجار كذلك .. يمنعنا من التواصل مع من نحب
ـــ ليس كل صمام انفجار خاطئ المقصد ، انه يمنع من حدوث اخطاء
سكتت استاذتها مُهَل ثم قالت :
ـــ ولو اني لا اعارض حرية المرء لكن في بعض الاحيان يفترض بنا ان نوصد الابواب خوف ان يقتحم بيتنا لصٌّ فيسبب لنا خسارة مادية او حتى انسانية ..
سلمى معقبة :
ـــ ربما كان كلامك صائبا لكن لا ان يتخذ منه ذريعة لمصادرة حرياتنا الشخصية ! يمكن ان يتم مثل هذا عبر توصيات عامة وخاصة وسنّ قوانين اجتماعية رفيعة .
فقالت مُهَل :
ـــ أوَ تعتقدين ان هذا سيفي (وبالكفاية) بمثل هذا الغرض ؟
فقالت سلمى :
ـــ بل ان علينا ان نكتشف العوامل الاكثر من التي تتيح لنا حرية السلوك والتصرف ، مع ضرورة ثقافية واشراف حر .. لان وجود صمام غير قابل للازالة او حتى مجرد التفكير بمثله ، له أن يثير فينا حالة القيمومة الرجالية المتعسفة ، اني لا ارفض فكرة القيمومة ، لاني ادرك معاشر النساء ومشاعر الفتيات الغرة ، وكم هن بحاجة الى قيادة واشراف .. ولكن ما ارفضه هو ان لا يكون بوسعنا التحرك بحريتنا طالما ان مثله كان يكبلنا ابدا .. وان علينا ان نثبت ليلة الزفاف اننا ما زلنا نحتفظ به .. ومن تفتقده توصم بالعار .
ثم لا تنسي ان القيمومة يجب ان تمارس باتزان ثم ليس عليها ان تقتصر علينا نحن معاشر الاناث فقط ، انما لها ان تتعدى حدودنا لتصل الى اطر الصبيان والبنين كذلك لاننا سواسي في مثل هذه الحقوق وهذه القوانين ..
ساكتة كانت مُهَل ، وكانت تكتفي بالاستماع والاصغاء بنظرات تعرب عن كل اهتمامها بما يقوله الجانب الاخر ..
ثم سلمى متواصلة :
ـــ انا لا اؤمن بهذا التنازل للرجل
ليؤمن هو الاخر بحريتي
واني انتزعه متى ما اشاء
واني امارس الحب قبل ان ترتهن حياتي بشخص ما
واني لست وقفا على شخص واحد انتظر مقدمه حتى لو كان هذا على حساب سني عمري التي اقضيها في يباس وجفاء وبوار
فلو لم يأت
هل علي ان اقضي العمر دون حب وجنس
لانه مشروط علي ان اقدم لفتى الاحلام الذي ربما ما طرق بابي الا بعد سن الاربعين كل الولاء والطاعة وان اثبت له حسن طهارتي وجمال عفّتي
وانا ادرك انه قد مارس الحب حتى ملّ من مقاربة اجمل النساء
ساكتة ما زالت الاستاذة مُهَل ، وكانت تديم تنظر الى طالبتها دون اشارة ما ، ربما كان لملامح سحنتها ان تطلقها !
لكن سلمى عادت لتقول لها :
ـــ اتعلمين اي حسرة تسكن احشائي
وتقطن في قمة رأسي
وتمتد الى اخمص قدميّ ..
كانت الاستاذة مُهَل تتطلع اليها ببالغ التأمل والتفكير ..
ثم قالت سلمى مكملة كلامها :
ـــ اهانت المرأة الى هذا الحد الذي لا يكون بوسعها ان تمارس الحب فيه الا اذا وقعت تحت نير الابتزاز ووحشية القصاص من دون ارتكاب لأي جريمة او معصية .. وذلك حين يكون للرجل ان يتدخل فينسف بابها وازاء هذا يتقاضى منها اجره على فعله هذا .. عن طريق ممارسته للحب معها
يعني يزاول فعل الحب معها لقاء ما احدثه من شق وخرق في بوابة مهبلها
يعني الا يتعين عليها ان تزاوله متى شاءت
ولا يمكنها ان تتأهل لمزاولته الا اذا تدخلت الة الرجل او حتى من خلال عملية جراحية مثلا
بيت القصيد انها لا يمكنها ان تفعل الا اذا اعلنت زواجا رسميا
فهي لا يمكنها ان تمارس الحب حتى لو امتلكت مناطا ومتكئا شرعيا
ولو فعلت
فانها ما كان لها ان تحظى في المستقبل ومن وجهة نظر العرف السائد والتقاليد المتماشي معها مجتمعها ــ بأي حياة عائلية مشتركة لان ستارة فرجها مسترقة ومن يكون حظها كذلك فانها ساقطة ومتحللة وليس لها حق في العيش ابدا !
فغابت الاستاذة مُهَل في دوامة من الافكار التي شعرت انها فعلا اخذت في تعذيبها لِما كان لها من وقع اليم في نفسها ..
لكن سلمى واصلت الحديث وهي تردف في القول ، لتعرب وبالتالي عن امنيتها الدفينة والمغيّبة بين ثنايا الذاكرة والاماني :
ـــ لو كان يسعني ان اقوم بمثل هذا العمل من قبل ..
لكنت قمت به في السنة الاولى بعد ولادتي
بل في بواكير الايام التي جئت فيها الى الدنيا
او كان فعلها معي والديّ
واشبعاني فرحا مهلهلا بدموع الالم
كما يفعل الاباء والامهات مع اولادهن من البنين ..
حينما يكونون في اولى ايامهم
او حتى في سنواتهم الاولى

( 19 )

بعد ايام كان الاستاذ فيصل يحيي سلمى قائلا :
ـــ انا مستعد يا سلمى لالقي عليك دروسا خصوصية .. حددي الموعد وانا حاضر
فقالت سلمى :
ـــ لا احتاج اليها الان ..
قررت ان افهم مسائل المادة وبنفسي ..
وبالفعل حققت ما طمحت اليه يا استاذ
اشكرك من الاعماق
لكن الاستاذ فيصل عاد يقول :
ـــ ادهشني فيلمك !
قالت :
ـــ ما ادهشك فيه يا استاذ ؟
نظر اليها الاستاذ فيصل متمليا قامتها .. ولم يجبها
فعادت تقول :
ـــ لكنك لم تعرب عن دهشتك لفيلمي في الفصل امام الطالبات ؟
فقال :
ـــ لم اكن احب ان ادعوهن الى مثل هذا الفعل .. فاكتفيت بالقول بانه خطوة شخصية وفعل يختص بك فقط ..
لكنها ساءلته :
ـــ لم تقل لي يا استاذ .. ما الذي ادهشك في الفيلم ؟
فقال :
ـــ ادهشني ولعك بتمزيق قلوب الرجال شر ممزق !
وبتساؤل مثير :
ـــ كيف يا استاذ .. حقا لم افهم تعبيرك ؟
ـــ لقد فوتّي على حبيب العمر وفتى الاحلام ان يستلذ باستلابك القيد
لقد استرقت منه فرصة العمر التي لا تتكرر ..
وربما لا تحدث مع البعض الا مرة واحدة
لقد صادرت حقه في ان يثأر لانوثتك ويطلق سراحك ويخلصك من اسارك
فقالت عندها :
ـــ حقا !
تساءل الاستاذ :
ـــ حقا ماذا ؟
ومع ابتسامة ساخرة متلمضة :
ـــ حقا اوجعك هذا الامر ؟ !
وقف امامها الاستاذ فيصل مندهشا وهو لا يملك من امره شيئا ..
الا انه عاد يلوّح لها بابتسامة ما كان يعرف اين يلقي بها ...

( 20 )

لكنها عادت تقول له في يوم اخر :
ـــ اريدك ان تمتحني فقط !
فقال :
ـــ اي امتحان ؟
ـــ كنت قد طلبت منك دروسا خصوصية .. لكني اليوم اطلب منك امتحانا خصوصيا .. لاني قد تعلمت الدرس اكثر من الاول واصبحت اشطر
لكنه قال :
ـــ ما اراك الا كنت تعلمينه من الاول ولم تكوني بحاجة الى معلم ومدرس .. لكنك كنت تفتعلين مثل ذلك ..
قالت :
ـــ ربما ..
ـــ لماذا ؟
ـــ لاني انا الاخرى لم اكن الا مثلك ...
فقال معربا عن دهشته ولاكثر في هذه المرة :
ـــ مثلي ... كيف ؟
ـــ لانك لم تقل سبب دهشتك الثاني من مشاهدتك لفيلمي واكتفيت بافتعال الاول فقط .. وحاولت طلي الامر علي به وحسب .. وهو تفويتي الفرصة على شريك العمر ان يقوم بمثل هذا الفعل ..
ـــ وما كان سبب دهشتي الثاني برأيك ؟
ـــ اقول ..
ـــ قولي ..
ـــ كنت ولعت ببياض بشرتي وجمال جسدي .. وروعة سلطانه عليك وعلى امثالك من الرجال .. اليس كذلك
فقال :
ـــ بالضبط ..
ـــ انك وامثالك لا تقدرون على مقارعة سلطان جسدي الا اذا ..
ابتسم له وقال :
ـــ الا اذا .. ماذا ؟
ـــ الا اذا ساعدتكم بشيء من لهيب شهوتي !
فسكت وهو يحدق في عينيها بسرور ..
لكنه عاد يسألها :
ـــ لكنك لم تقولي حقا سبب مطالبتي اياي بان امتحنكِ ؟
ثم :
ـــ ألهذا الحد يمكن لامتحاني اياك ان يحدد موقفك من المادة الدرسية او بالاحرى ان يزيد من قناعتك الاجتهادية وثقتك بنفسي .
غير انها اجابته بثقة وهي تقول :
ـــ لا يا استاذ .. لاني لا احتاج الى مثل هذه الثقة كونها متوافرة لدي ..
ـــ واذن .. فما كان السبب ؟
فقالت :
ـــ لاني اريد ان افتضك وحسب !

( 21 )

بعد ان اورثته الدهشة
عاد يقول لها :
ـــ لكني ما ازال اتحرك في داخلك
قالت :
ـــ ذلك لان شيئا يعود لك .. يتحرك كالمسبار في داخلي
ـــ اجل ..
ـــ انه قاطرة وحسب
ـــ وما معك ما كان الا نفقا يسكن الجبال ويعتلي الهضاب ..
فقالت وابتسامتها لا تزايلها :
ـــ لكن لولاه ما كان للقطار ان يبلغ محطته !
ثم استهواها الوضع حتى تركت قاطرته تحت الامتحان عشرات المرات
تقتحم انفاقها ويقول لسان حالها لا
عليك اعادة المحاولة ..
سامتحنك في اخرى
وهكذا
حتى اعيا قاطرته كل الحيل
وظلت تنفق من ميزان وقودها حتى انهكها العطش
عندها لم تدعه يسقيها كيفما يشاء
بل تركها تجتر عطشها كما يفعل البعير في الصحراء
تركته يفرغ ما لديه خارج الانفاق
لانها كانت قد استهوت عطشه
بل الحت به صوب العطش وان كان له ان يرتوي مرارا
لكنها تركت عطشها يستهويها هذه المرة
وادلقت قربته فوق السفوح
وعند الوديان
بينما كانت تحدق فيه بعينين مخضلتين بالفرح الغامر
ـــ اتشعر انك رجل ..
ـــ لم هذا السؤال ؟
قالت :
ـــ لاني الان احسست اني انثى يمكنها ان تمارس سلطتها
بامكانها ان تفزِع آلتك حتى تضطرها الى الغثيان والانقلاب
ومن ثم افراغ كل حمولتها ما بين الوديان والمرتفعات ...
لكني فرحانة
نظر اليها ممتنا :
ـــ فرحانة ؟
ـــ لاني ادخلت السعادة الى قلبك يا استاذ .. ورددت لك شيئا من جميلك
ـــ عجبا .. اتعترفين بان لي جميلا ..
ثم :
ـــ لكن التدريس وظيفتي .. ومن واجباتي .
فقالت :
ـــ انا لم احدث عن التدريس ولكن عن جميل مشاركتك جسدي فرحته !
تمت الرواية بعون الله تعالى
مع تحيات جمال السائح
Almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh